عيد الاتحاد الـ53 بالإمارات.. مسيرة إنجازات تاريخية تقود لمستقبل زاهر
تحتفل دولة الإمارات، اليوم الإثنين، بعيد الاتحاد الـ53، في وقت تتزايد فيه إنجازاتها وتتعاظم مكانتها، وتتعزز ريادتها.
احتفال يحمل نكهة خاصة هذا العام، لأكثر من سبب، أبرزها أنه يأتي بعد نحو 4 أشهر من إضافة مناسبة هامة لأجندة الأيام الوطنية بدولة الإمارات، ترتبط بشكل وثيق بتأسيس اتحاد الإمارات، إذ وجه الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، باعتماد الثامن عشر من شهر يوليو/تموز من كل عام "يوم عهد الاتحاد".
قرار جاء احتفاءً بالاجتماع التاريخي الذي عقد في هذا اليوم من عام 1971 والذي وقَّع فيه المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان وإخوانه الحكام "وثيقة الاتحاد" ودستور الإمارات، وأعلن فيه بيان الاتحاد والاسم الرسمي لدولة الإمارات العربية المتحدة.
وشكل هذا الاجتماع التاريخي إحدى الخطوات الرئيسية في تأسيس اتحاد الإمارات يوم 2 من شهر ديسمبر/كانون الأول من العام ذاته.
وشكل تأسيس الاتحاد في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 1971، بجهود المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، بالتعاون مع إخوانه حكام الإمارات، أعظم إنجاز تاريخي حققته دولة الإمارات.
إنجاز شكل انطلاقة النهضة الحقيقية لمسيرة إنجازات تاريخية تتواصل حتى اليوم بقيادة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان رئيس دولة الإمارات، وصولا لتحقيق هدفها في «مئوية دولة الإمارات 2071» بأن تكون أفضل دولة في العالم، وأكثرها تقدماً.
تعزيز الشراكات
أيضا يحمل الاحتفال بعيد الاتحاد هذا العام أهمية خاصة كونه يأتي في وقت تمضي فيه الإمارات قدما لتعزيز شراكاتها التنموية مع مختلف دول العالم، الأمر الذي توج قبل نحو شهر بتوقيع اتفاقية شراكة اقتصادية شاملة بين دولة الإمارات وأستراليا 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، وذلك بعد أيام مع توقيع اتفاقية مماثلة مع فيتنام في 28 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، ضمن 4 شراكات تم عقدها خلال شهر، بعد توقيع شراكتين مماثلتين مع كل من صربيا والأردن يومي 5 و6 من الشهر نفسه.
اتفاقيات تتوالى تسهم في توسيع شبكة شراكات الإمارات العالمية وتعزيز مكانتها مركزاً تجارياً عالمياً عبر توطيد العلاقات مع شركاء تجاريين موثوقين حول العالم، وستدعم تحقيق المستهدفات الوطنية لدولة الإمارات المتمثلة في زيادة قيمة التجارة الخارجية غير النفطية إلى 4 تريليونات درهم بحلول عام 2031.
نشر السلام.. ريادة تتواصل
أيضا تحل تلك المناسبة، في وقت تتواصل فيه جهود الإمارات لدعم الأمن والاستقرار ونشر السلام في العالم.
وتُوجت تلك الجهود، بنجاح وساطة إماراتية لتبادل الأسرى بين كييف وموسكو في 18 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، هي التاسعة من نوعها خلال العام الجاري.
وبموجب تلك الوساطة تم إنجاز عملية تبادل أسرى حرب جديدة شملت 190 أسيراً مناصفة بين الجانبين، ليصل العدد الإجمالي للأسرى الذين تمّ تبادلهم بين البلدين في 9 وساطات خلال العام الجاري إلى 2184، وهو رقم كبير يجسد إنجازا دبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق في أزمة تشهد تصعيدا متواصلا بين طرفيها.
وتقوم دولة الإمارات بجهود بارزة للبحث عن حل للأزمة الأوكرانية، فيما تواصل جهودها للبحث عن حلول سلمية لأزمات منطقة الشرق الأوسط، وعلى رأسها الأزمة السودانية والقضية الفلسطينية.
وتبذل دولة الإمارات جهودا على مدار الساعة لإغاثة غزة ودعم لبنان والسودان، ودعم جهود وقف دائم لإطلاق النار، والدفع بحل مستدام للقضية الفلسطينية عبر حل الدولتين.
جهود إماراتية تتواصل ضمن دبلوماسيتها الحكيمة الساعية لنشر السلام وتعزيز الأمن والسلم في مختلف أرجاء العالم.
إنجازات تتجاوز هام السحاب
أيضا تحل تلك المناسبة فيما تحلق راية الاتحاد عاليا في سماء الإنجازات التي تشهدها البلاد على مختلف الأصعدة من الأرض للفضاء.
وقبل نحو الشهر، أعلنت الإمارات في 6 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، عن مشروع علمي للأبحاث القطبية، لتنضم إلى قائمة الدول الرائدة في مجال البحوث والتواجد القطبي.
خطوة تنطلق من أهداف كبيرة أبرزها تعزيز الوجود الإماراتي على المنصات الدولية العلمية وكافة بالتالي تعزيز قوتها الناعمة، وإلهام جيل المستقبل في علوم نوعية جديدة وبناء القدرات الوطنية العلمية، كما أنه يخدم التزام الإمارات بالعمل المناخي العالمي والقضايا البيئية المهمة من خلال إيجاد حلول وتطبيقات تكنولوجية لها.
أيضا تتزامن المناسبة مع مشاركة الإمارات في مرحلة جديدة من ثاني دراسة لبرنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء بمشاركة الإماراتي عبيد السويدي، في إطار أبحاث محاكاة مهمات الاستكشاف البشرية «هيرا».
وتستمر المهمة التي انطلقت مطلع الشهر الماضي حتى منتصف الشهر الجاري داخل مجمع «هيرا» الذي يمتد على مساحة 650 قدمًا مربعًا في مركز جونسون الفضائي التابع لوكالة ناسا في هيوستن، بولاية تكساس الأمريكية.
تتيح هذه المهمة التناظرية للباحثين محاكاة متطلبات المهمات الفضائية طويلة الأمد، مثل تلك المتجهة إلى المريخ، بهدف فهم أعمق لكيفية تعامل رواد الفضاء مع التحديات الجسدية والنفسية القاسية التي تفرضها هذه المهمات المستقبلية.
وخلال المهمة التي ستتم على الأرض، سيجري الطاقم سلسلة من التجارب المتنوعة، بما في ذلك محاكاة "المشي" على سطح المريخ باستخدام تقنية الواقع الافتراضي، إلى جانب أنشطة مثل زراعة الخضروات وتربية الروبيان.
وتركز دراسات «هيرا» بشكل أساسي على تقييم التأثيرات طويلة الأمد للعزلة والاحتجاز على أداء الطاقم وصحتهم النفسية والجسدية.
وتؤكد مشاركة دولة الإمارات في المراحل السابقة من ثاني دراسة ضمن برنامج الإمارات لمحاكاة الفضاء، دورها المتزايد في الجهود العالمية لاستكشاف الفضاء.
أيضا تأتي المناسبة المهمة هذا العام، فيما تتواصل الاستعدادات لإطلاق القمر الاصطناعي «محمد بن زايد سات»، المرتقب إطلاقه قريبا.
ويعد إطلاق «محمد بن زايد سات»، خطوة بارزة في مسيرة التقدم التكنولوجي لدولة الإمارات، إذ تم تطويره وبناؤه بالكامل بواسطة فريق من المهندسين الإماراتيين، وشاركت الشركات المحلية في تصنيع ما يقرب من 90% من هيكله الميكانيكي، ومعظم وحداته الإلكترونية.
وجرى تطوير القمر الاصطناعي «MBZ-SAT»، في مركز محمد بن راشد للفضاء بدبي، ليصبح القمر الاصطناعي المدني الأكثر تطورا في المنطقة، في مجال التصوير الفضائي عالي الدقة والوضوح، حيث تم تزويده بـ "نظام مؤتمت" لترتيب الصور على مدار الساعة، يضمن له توفير صور تُحاكي بجودتها أعلى معايير الدقة لصور الأقمار الاصطناعية المخصصة للاستخدامات التجارية في العالم.
ومنذ بداية العام 2024، أعلنت دولة الإمارات عن مجموعة من المشروعات الطموحة في مجال استكشاف الفضاء، ومنها انضمامها إلى مشروع تطوير وإنشاء محطة الفضاء القمرية “Gateway” إلى جانب الولايات المتحدة واليابان وكندا والاتحاد الأوروبي، إضافة إلى إعلانها إرسال أول رائد فضاء إماراتي وعربي إلى مدار القمر.
وستتولى الإمارات مسؤولية تشغيل وحدة معادلة الضغط الخاصة بالمحطة، لمدة قد تصل إلى 15 عاما قابلة للتمديد.
وستحصل الإمارات على مقعد دائم، وإسهامات علمية في أكبر برنامج لاستكشاف القمر والفضاء، وستكون بين أوائل الدول التي ترسل رائد فضاء إلى القمر، كما سيكون للدولة الأولوية في الحصول على البيانات العلمية والهندسية المقدمة التي ستحصل عليها المحطة، ما يعزز مسيرتها المعرفية.
ومن الفضاء إلى الأرض، حيث حققت الإمارات إنجازا تاريخيا مع التشغيل التجاري للمحطة الرابعة ضمن محطات براكة للطاقة النووية 5 سبتمبر/أيلول الماضي، وبذلك تكون هذه هي المرة الأولى التي تعمل فيها المحطات الأربع بشكل كامل.
وتنتج محطات براكة الأربع، التي تعد أول مفاعل سلمي للطاقة النووية في العالم العربي، الآن 40 تيراواط في الساعة من الكهرباء سنوياً، وما يصل إلى 25% من احتياجات دولة الإمارات من الكهرباء من دون انبعاثات كربونية، وهو ما يكفي احتياجات 16 مليون سيارة كهربائية، وبالتالي أصبحت المحطات أكبر مساهم في خفض البصمة الكربونية في الدولة والمنطقة، حيث تحد محطات براكة من 22.4 مليون طن من الانبعاثات الكربونية كل عام وهو ما يعادل إزالة 4.6 مليون سيارة من الطرق سنوياً.
خطوة، توجت بإعلان “مؤسسة الإمارات للطاقة النووية ” في 18 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي عن هويتها الجديدة التي أصبحت بموجبها “شركة الإمارات للطاقة النووية”، في خطوة تؤكد تطورها بوصفها جهة محلية تسهم على نحو استراتيجي في ضمان أمن الطاقة، بينما تسعى لأن تصبح شركة عالمية رائدة في قطاع الطاقة النووية.
وغداة إطلاق هويتها الجديدة، استقبل الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس وفد "شركة الإمارات للطاقة النووية"، وأشاد بجهودهم في إدارة مشاريع وطنية استراتيجية متمنياً لهم التوفيق في دعم مسيرة وطنهم وتطوره واستدامة ازدهاره.
وأكد أن دولة الإمارات تمضي نحو المستقبل بخطى طموحة واثقة بعزيمة أبنائها من الكفاءات النوعية المؤهلة، مشيراً إلى أهمية دورهم في قيادة المشاريع الوطنية الحيوية لضمان استدامة موارد الدولة وتعزيز مكانتها العالمية في الانتقال إلى مصادر الطاقة النظيفة وبما يواكب متطلبات الحاضر والمستقبل.
على صعيد متصل بالطاقة، ترأس الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، في 27 نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، الاجتماع السنوي لمجلس إدارة "أدنوك".
واعتمد خلال الاجتماع إطلاق شركة "XRG" الاستثمارية الجديدة في مجال الطاقة والكيماويات منخفضة الانبعاثات لتسريع نمو أعمال "أدنوك" الدولية وتعزيز القيمة، وستركز الشركة على الاستثمار في المشاريع التي تسهم في تلبية الطلب العالمي المتزايد على الغاز الطبيعي والكيماويات والطاقة منخفضة الكربون. وقام رئيس دولة الإمارات، قبل عقد اجتماع مجلس الإدارة، بزيارة مركز أدنوك للذكاء الاصطناعي، حيث اطلع على بعض حلول الذكاء الاصطناعي التي تطبقها "أدنوك"، بما في ذلك أول استخدام على مستوى العالم لنظام "RoboWell" الخاص بالتحكم آلياً بالآبار، بالإضافة إلى مختبر الذكاء الاصطناعي الذي من المقرر أن يحدد ويشكل حالات استخدام الذكاء الاصطناعي عالية القيمة في مختلف عمليات الشركة.
كما اطلع على حل "ذكاء اصطناعي لطاقة المستقبل"، الذي يعد أول حل من نوعه قائم على أنظمة "وكلاء الذكاء الاصطناعي"، والذي أطلقته "أدنوك" مؤخراً بالتعاون مع كل من "إيه آي كيو" و "جي 42" و "مايكروسوفت"، والتقى الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بمجموعة من الموظفين الإماراتيين الشباب الذين يقودون مبادرات الذكاء الاصطناعي.
وأشاد الشيخ محمد بن زايد آل نهيان بجهود "أدنوك" في تمكين الكفاءات الإماراتية الشابة وتنفيذها عدداً من المبادرات الاستراتيجية التي تهدف إلى تطوير وصقل مهارات كوادرها البشرية، مشدداً على أن الموارد البشرية تمثل أعظم ثروة تملكها الدولة .
أطول تجربة اتحادية
إنجازات تعزز نجاح أطول تجربة اتحادية في العالم العربي عمرها 53 عاما، بجهود وحكمة القيادة الرشيدة.
ولا يعد تأسيس دولة الإمارات في 2 ديسمبر/كانون الأول عام 1971 مجرد ذكرى تاريخية مهمة فحسب، بل إنها قصة ملهمة للعالم كله بما تحويه من دورس وعبر، عن قيمة وأهمية الاتحاد، والإيمان بالأهداف والعطاء والإصرار والتحدي والإخلاص والنجاح.
قصة 7 حكام جمعهم حلم الوحدة، والسعي لتطوير إماراتهم والنهوض بها وتعزيز استقلالها وتحقيق رفاهية شعوبها، فاتفقوا على تأسيس كيان قوي، يجمعهم في دولة واحدة، تحت علم واحد، وكللت مساعيهم بالنجاح بإعلان الاتحاد بينهم في الثاني من ديسمبر/كانون الأول عام 1971، معلنين للعالم قيام وتأسيس أول دولة اتحادية في العالم العربي.