كتبت هذه المقالة يوم 24 يناير وأنا أعلم جيداً أن شباب الثورة وكل محبى الديمقراطية والعدل والحرية فى مصر لن يفعلوا شيئاً يضر بالوطن
كتبت هذه المقالة يوم 24 يناير وأنا أعلم جيداً أن شباب الثورة وكل محبى الديمقراطية والعدل والحرية فى مصر لن يفعلوا شيئاً يضر بالوطن المأزوم وهذه رسالة إلى الدولة المصرية وكل المصريين الوطنيين المحترمين وأيضاً إلى الإرهابيين.
أولاً: إلى الدولة المصرية كلها بدءاً من الرئيس، مروراً بالحكومة وجميع أجهزة الأمن المختلفة والمتنافسة والمتناقضة ورئيس مجلس النواب وأعضاء المجلس، إن ثورة 25 يناير 2011 ثورة عظيمة أحدثت تغييراً هائلاً فى مصر وأثرها سوف يستمر قروناً طويلة مهما قال الحاقدون والمستفيدون من عصر مبارك والفاسدون من الكبار والصغار.
أهم تغيير حدث هو التغيير الجذرى فى الشخصية المصرية التى لم تعد تخاف بل أصبحت تدافع عن حقها وتنادى بالحرية، وأصبح كل مسؤول فى مصر مهما كان مستبداً يخاف من الناس. كان مبارك وزبانيته الكبار لا يعبأون بالشعب المصرى ولا يخافون منه، وكانوا واثقين أن الشعب سوف يظل تحت أقدامهم وأنفاسه مكتومة للأبد، وكلنا نتذكر مقولة «خلوهم يتسلوا» لكل من طالب بالحرية.
الآن الرئيس يتحدث إلى الشعب بصفة مستمرة وهو يعلم جيداً أن عليه أن يراعى الشعب وأن الشعب لن يسكت على الظلم.
كلنا نذكر شعار الثورة «ارفع راسك فوق إنت مصرى» و«عيش.. حرية.. عدالة اجتماعية» بدون السير فى طريق تحقيق هذه الشعارات لن تستقر مصر.
الشباب يغلى وعلى الدولة أن تعطيه حق تقرير مصيره وأن تعرف أن أى تنظيمات شبابية تأتى من فوق بمساعدة أمنية ليس لها قيمة فى جمع الشباب وإنما هى ضارة لأنها تبعث على عدم الثقة فى الحكام.
ثانياً: الشباب: أنتم تكونون 60% من شعب مصر، أنتم الورد اللى فتح فى جناين مصر فى 25 يناير، تحلوا بالحكمة ولا تتنازلوا عن حقوقكم فى الحرية والعمل، واعلموا أنكم سوف تنالون حقوقكم كاملة بعد فترة كفاح. لا تعطوا الفرصة للأمن الظالم أن ينتقم منكم. كلنا نثق فيكم ونعرف كيف أثر عليكم التعليم الردىء والتدريب الكارثى الذى تلقيتموه، ونعرف مرارة البطالة والفقر والقهر، لكن استخدام العنف ليس فى صالحكم، الكفاح السلمى سوف ينتصر لا محالة. واحذروا الشعارات المعسولة لتجار الدين الذين سوف يقضون عليكم كما يريدون أن يقضوا على الوطن.
ثالثاً: الإرهابيون وتجار الدين: الوطن لا يتم بناؤه بأفكاركم الأحادية التى لا تعترف بأفكار أخرى، ولا تؤمن بالتعددية، وتستخدم العنف الذى لم يؤد إلى تقدم عبر التاريخ، العنف يولد العنف، والقتل يؤدى إلى قتل الأبرياء.
ما تفعلونه ليس له علاقة بالدين ولا الإنسانية ولا الوطنية فعودوا إلى رشدكم.
وفى النهاية، الدولة الحكيمة العادلة والتى تعتمد على الشعب هى التى تنتصر، والأمن وحده لا يقيم دولة أو يحافظ على استمرارها.
قوم يا مصرى.. مصر دايماً بتناديك
*ينشر هذا المقال بالتزامن في جريدة المصري اليوم وبوابة العين الالكترونية*
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة