تبلور التحالفات الأولية في طهران تمهيدًا للانتخابات البرلمانية
روحاني يدير اللعبة.. وعارف يدعو إلى ائتلاف موحد مع أنصار الحكومة
يعمل أنصار الرئيس الإيراني حسن روحاني على أن تشهد دورة الانتخابات البرلمانية المقبلة في إيران تنافسًا بين تيارات رئيسية ثلاثة.
يرى مراقبون أن المقربين من الرئيس الإيراني حسن روحاني يحاولون دعم وصول تيار معتدل إلى البرلمان بحيث لا يُحسب على الأصوليين أو الإصلاحيين، وبذلك ربما ستشهد هذه الدورة من الانتخابات البرلمانية، تنافسًا بين تيارات رئيسية ثلاثة "إصلاحية" و"أصولية" وأخرى جديدة "معتدلة" لا تُحسب على أي من التيارين.
من جهته، دعا زعيم جبهة الإصلاحيين في إيران والمرشح الرئاسي السابق محمد رضا عارف، إلى تشكيل ائتلاف موحد مع أنصار الحكومة لخوص الانتخابات البرلمانية المقبلة والتي تبدأ في فبراير القادم أوائل العام الميلادي الجديد. وكان الإصلاحيون قد انتخبوا محمد رضا عارف رئيسًا لـ"مجلس التخطيط السياسي للإصلاحيين" استعدادًا لخوض المنافسة الانتخابية البرلمانية. ونقلت وكالة أنباء الطلبة الإيرانية "إيسنا" عن عارف قوله إنه في حال وافق أنصار الحكومة على الائتلاف مع الإصلاحيين حينها يمكن ضمان الحصول على أكثرية مقاعد البرلمان الإيراني، الأمر الذي يشكل دعمًا لتوجهات الحكومة في تنفيذ برامجها ومشاريعها.
يُذكر أن آخر انتخابات برلمانية لمجلس الشورى الإيراني (التاسعة في تاريخ إيران ما بعد الثورة الإسلامية)، شهدت انحسارًا واضحًا لمد التيار الإصلاحي، في مقاطعة هدفت حينها إلى إحراج التيار المحافظ الذي كان مهيمنًا -في نظرهم- على سير العملية الانتخابية، وبالتالي إظهار الانتخابات التشريعية على أنها منافسة داخلية في التيار المحافظ نفسه.
لكن نهج الإصلاحيين كان قد تغير بعد الانفراج في الأوضاع السياسية في ظل نهج "الاعتدال" الذي نادت بتطبيقه حكومة الرئيس حسن روحاني، ورغبة الأخير في إتاحة المجال أمام شخصيات معتدلة للوصول إلى مقاعد البرلمان، أملًا في أن تساعد هذه الشخصيات في تشكيل تيار يساند الحكومة في تنفيذ خططها الاقتصادية بعد رفع العقوبات في مرحلة ما بعد تنفيذ الاتفاق النووي.
وكان محمد رضا عارف، المرشح الرئاسي الإصلاحي الذي انسحب من المنافسة الانتخابية أيام الانتخابات الرئاسية لصالح دعم الرئيس حسن روحاني، قد طرح في اجتماع تحضيري للجبهة الإصلاحية مؤخرًا، شعار "الارتقاء بمكانة مجلس الشورى" كشعار لحملته الانتخابية عن التيار الإصلاحي لخوض الانتخابات التشريعية المقبلة، داعيًا أنصار الإصلاحيين إلى المشاركة في الانتخابات النيابية المقبلة على أوسع نطاق ممكن.
تيار آخر كان قد برز عبر نشاط مبكر لخوض المنافسة الانتخابية يعتقد مراقبون أن الرئيس الإيراني السابق أحمدي نجاد يديره بشكل أو بآخر. لا يمكن التكهن بفرص نجاح أحمدي نجاد وتياره الموالي له والذي يضم أسماء وزراء عملوا في حكومته أيام رئاسته، منهم محمد حسيني وزير الثقافة السابق، ومجيد نامجو وزير الطاقة السابق، وغيرهما من الأسماء التي كانت إلى وقت قريب مألوفة في الساحة السياسية الإيرانية، لارتباطها بحكومتي الرئيس أحمدي نجاد طوال فترتين رئاسيتين متواليتين.
يُذكر أنه إضافة إلى جبهة الثبات "ایستادگی" وجبهة الاستقامة "پایداری" اللتين برزتا داخل التيار الأصولي المحافظ أيام الدورة الانتخابية البرلمانية السابقة في إيران، هناك مؤشرات تدل على تبلور تحالفات جديدة داخل المعسكر المحافظ، منها مثلًا تيار "المشككون" أو "القلقون" وبالفارسية "دلواپسان"، وسمة هذا التيار الرئيسية معارضة الاندفاع المتحمس نحو تنفيذ بنود الاتفاق النووي دون الحصول على ضمانات حتمية من الغرب لتنفيذ بنود رفع العقوبات. وقد ظهر نوع من التحالف غير المعلن بين رموز من جبهة الاستقامة "پایداری" وتيار أحمدي نجاد وتيار "المشككين" هذا، وهو ما قد يتبلور أكثر في أيام الحملات الدعائية التي ستبدأ مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية بعد أقل من أربعة أشهر.
aXA6IDMuMTQyLjQwLjE5NSA= جزيرة ام اند امز