"الخلوة الوزارية" تشق أولى خطوات الإمارات نحو اقتصاد بلا نفط
الشيخ محمد بن راشد خصص محاور وأجندة الخلوة لمناقشة آليات وسبل تطوير الاقتصاد الوطني بمختلف قطاعاته.
بدأت دولة الإمارات بشق أولى خطواتها نحو تعزيز اقتصادها بعيداً عن النفط، وذلك من خلال البدء بأعمال الخلوة الوزارية الموسعة، التي أعلن عنها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة، والتي تأتي تماشيا مع توجهات الدولة بتنويع الاقتصاد من أجل تحقيق تنمية اقتصادية مستدامة.
وانطلقت أعمال «خلوة الإمارات ما بعد النفط»، والتي من المقرر أن تستكمل أعمالها اليوم، بفندق ومنتجع باب الشمس في دبي، بحضور الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة .
وكان حاكم دبي قد خصص محاور وأجندة الخلوة لمناقشة آليات وسبل تطوير الاقتصاد الوطني بمختلف قطاعاته، بمشاركة مسؤولين من الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية.
ويأتي إعلان الشيخ محمد بن راشد عن الخلوة تماشياً مع توجهات الدولة بتنويع الاقتصاد وصولاً لاستدامته، وفي إطار كلمة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، ضمن أعمال القمة الحكومية العام الماضي، والتي قال فيها «إننا سنحتفل بتصدير آخر برميل نفط»، وتهدف الخلوة إلى تحقيق هذه الرؤية، والخروج ببرنامج وطني شامل لاقتصاد متنوع ومستدام للأجيال المقبلة.
وكان الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم قد أكد خلال إعلانه عن عقد خلوة وزارية، أن الإمارات تسير بخطى ثابتة تحت قيادة الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، لتلبي تطلعات الشعب وطموحاته، فبالرغم من تقدم الدولة في الكثير من القطاعات المهمة، فإن التخطيط للمستقبل والاستعداد له مسؤولية مشتركة بين الحكومة والشعب، وحكومة الإمارات وظيفتها رسم أجندة وخارطة لإمارات المستقبل.
وقال الشيخ في تغريدة في حسابه عبر «تويتر» يوم 16 يناير الجاري: "سنضيف قطاعات اقتصادية جديدة، وسنطوّر كفاءة وإنتاجية القطاعات الحالية، وسنعدّ أجيالاً تستطيع قيادة اقتصاد وطني مستدام ومتوازن بإذن الله".
وافتتحت أعمال الخلوة الوزارية لمرحلة ما بعد النفط في منتجع باب الشمس في دبي بحضور كبار المسؤولين الحكوميين من الحكومة الاتحادية والدوائر المحلية، بمجموعة من الجلسات، تناول المشاركون في الأولى منها الوضع الراهن لاقتصاد دولة الإمارات العربية المتحدة، وذلك باستعراض معدلات نمو إجمالي الناتج المحلي منذ عام 1980 حتى اليوم، ومدى مساهمة القطاعات النفطية وغير النفطية فيها.
كما عرضت الجلسة فرص تطوير القطاعات الحيوية غير النفطية في الدولة، وتعزيز كفاءتها، بما يسهم في تعزيز مكانة الدولة.
وتناولت جلسة أخرى السيناريوهات المستقبلية لاقتصاد دولة الإمارات، من خلال رصد أهم السيناريوهات التي يمكن أن تتبناها الحكومة لإحداث نقلة نوعية وتغييرات إيجابية في عدد من القطاعات الحيوية، بالتركيز على تطوير هذه القطاعات، ودعم الكوادر الإماراتية لقيادتها.
من جهته يرى المحلل الاقتصادي وضاح الطه في حوار خاص مع بوابة العين الإخبارية: أن الخطوات الثابتة التي تتبعها القيادة الرشيدة في تحقيق تطلعاتها نحو اقتصاد بلا نفط بدأ يتحقق من خلال الخلوة الوزارية التي تعكس إصرار الإمارات في تحد نفسها لبناء اقتصاد متين مستدام.
وأضاف: إن الإمارات انطلقت للأمام نحو المستقبل الآمن المستقر المستدام، الذي يحافظ على مكتسبات هذه الدولة الفتية ويطوّرها وينمّيها للأجيال القادمة، وذلك بروح الفريق الواحد الذي قال عنه صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد «إن بيتنا متوحد، وفريقنا واحد، ورؤيتنا للمستقبل موحدة، وإن رحلة الإمارات لما بعد النفط بدأت".
وقال الطه: إن رحلة الإمارات نحو المستقبل بدأت، ولن يوقفها عائق، ولن تؤثر عليها التراجعات المستمرة لأسعار النفط، بل ستنطلق الرحلة في دروب أخرى نحو تطوير القطاعات الحيوية غير النفطية في الدولة وتعزيز كفاءتها بما يسهم في تعزيز مكانة الدولة، وتأمين مستقبل شعبها.
ويرى الطه: أن نهج الإمارات الواضح يسير نحو استقبال المستقبل بصدر رحب وليس مواجهته بتخوف وقلق، فالتخطيط السليم يؤدي إلى الاطمئنان وإلى نتائج مرضية.
وأشار المحلل الاقتصادي أن قيادة الإمارات منذ عهد المؤسس الشيخ زايد، رحمه الله، وإلى اليوم تدرك أن عصر النفط إلى زوال عاجلاً أو آجلاً؛ لذا فإن الحكومة الاتحادية والحكومات المحلية عملت منذ قيام الدولة على تنويع مصادر دخلها، وبمقارنة سريعة نكتشف أن الأرقام قد انقلبت خلال ثلاثة عقود، فقد كان الناتج المحلي الإجمالي بسعر سنة (2007) في عام 1980 يعتمد بنسبة 79% على النفط و21% على القطاعات الأخرى، بينما في عام 2014 أصبحت نسبة الاعتماد على النفط 31% فقط في مقابل الاعتماد على القطاعات الأخرى بنسبة 69%.. وهذا إنجاز يسجل للدولة، ويؤكد أن هناك رؤية واضحة للمستقبل القريب والبعيد.
aXA6IDE4LjExOS4xMjcuMTMg جزيرة ام اند امز