"الشلل" يضرب رام الله جراء الحصار الإسرائيلي
حواجز الاحتلال تقطع شرايين العاصمة الفلسطينية المؤقتة
الحصار الإسرائيلي المفروض على العاصمة الإدارية المؤقتة للدولة الفلسطينية، رام الله، وسط الضفة الغربية، أصابها بالشلل التام
سريعًا بدت آثار الحصار الإسرائيلي الذي فرضته قوات الاحتلال على العاصمة الإدارية المؤقتة للدولة الفلسطينية، مدينة رام الله، وسط الضفة الغربية، التي توصف بأنها قلب الضفة الغربية النابض بالحركة والحيوية، فغدت الحركة فيها شبه مشلولة مع تغير روتين الحياة اليومي بفعل الحواجز الإسرائيلية.
فبعد ساعات من العملية الفدائية التي نفذها الشرطي أمجد سكري، على حاجز بيت إيل، المدخل الشمالي للبيرة، أقدمت قوات الاحتلال على فرض الحصار كإجراء عقابي يطال مئات آلاف الفلسطينيين.
ويتوسط موقع رام الله فلسطين التاريخية، حيث تبعد عن نابلس 36 كلم جنوبا، وعن جنين 63 كلم جنوبا، وعن الخليل 82 كلم شمالا، وعن غزة 82 كلم شمال شرق، وعن يافا 45 كلم شرقا، وعن حيفا 105 كلم جنوب شرق.
عزل يمسّ مئات الآلاف
وعزلت سلطات الاحتلال الإسرائيلي مدينة رام الله، وفرضت طوقاً عسكرياً مشدداً حولها، منعت بموجبه الفلسطينيين من مغادرتها حتى إشعار آخر، وهو ما سيؤثر على حياة حوالي ثلاثة ملايين فلسطيني في الضفة الغربية.
وقال مدير الإعلام بمحافظة رام الله، سامر تيم، لـ"بوابة العين"، إن "250 ألف شخص يدخلون رام الله يوميا إلى جانب عدد سكانها البالغ حوالي 310 ألف نسمة".
وأضاف "اليوم (الاثنين) لم يدخل أكثر من 90% من هؤلاء من دخل بصعوبة عبر طرق التفافية بعيدا". وتعد رام الله العاصمة الإدارية المؤقتة للسلطة الوطنية الفلسطينية وفيها مقر الرئاسة الفلسطينية، والحكومة، ومبنى المجلس التشريعي، والمقر العام لجهاز الأمن، بالإضافة إلى معظم وزارات السلطة ومكاتبها، فيما تضجّ الحياة فيها بشكل كبير كونها تتمتع باستمرارية وتعدد النشاطات الثقافية، بين المهرجانات والندوات والمؤتمرات والمعارض، إضافة إلى الأماكن الترفيهية التي تستقطب فئات متعددة من الميسورين الفلسطينيين.
حواجز منتشرة
وقال مدير الارتباط العسكري لمحافظة رام الله، الرائد نادر حجي، إن الاحتلال أصدر قرارا بمنع كل من يحمل بطاقات محافظة رام الله والبيرة من الدخول للمحافظة حتى إشعار آخر.
وأضاف أن "كل شخص يحمل بطاقة هوية تظهر سكنه في رام الله، سيمنع من الخروج أو الدخول الى رام الله وسيتم منعه من الحركة على الحواجز المنتشرة في كل مكان في المحافظة، أما سكان المحافظات الأخرى فإنهم ممنوعون من دخول رام الله، ولكن بإمكانهم الخروج منها".
معاناة الموظفين
واضطر الآلاف من الموظفين الحكوميين وموظفي القطاع الخاص، إلى سلوك طرق التفافية للوصول إلى أعمالهم في مدينة رام الله، بعد ساعات من الانتظار على الحواجز العسكرية الإسرائيلية المحيطة برام الله.
ويقول الموظف حبيب صبري، إن وصوله من قلقيلية شمال الضفة إلى رام الله استغرق ساعتين اليوم، بعدما سلك طريقا التفافيا بديلاً عن الطريق الرئيسي الذي يسلكه يومياً ويستغرق خمسين دقيقة فقط.
وذكر صبري لبوابة "العين"، أن طوابير طويلة من سيارات القادمين إلى رام الله، ظلت متوقفة لساعات طويلة، ويخضع ركابها لتفتيش دقيق وتدقيق في الأوراق الثبوتية، ما دفعه والكثير من الموظفين إلى سلوك طرق التفافية بعيدة عن الحواجز الإسرائيلية.
وواجه الصحفي قيس أبو عمر، صعوبات في الانتقال من رام الله إلى شمال الضفة خلال ساعات الصباح، مشيراً إلى أن الحركة من رام الله وإليها باتت مقيدة بإجراءات قوات الاحتلال على الحواجز.
وأفاد أبو عمر أن قوات الاحتلال تُحكم قبضتها على رام الله من خلال أربعة حواجز عسكرية على مداخل المدينة الأربعة، إلى جانب أكثر من 20 حاجزا متحركا نصبها الاحتلال عقب عملية بيت إيل أمس.
وأوضح لـ"بوابة العين" أن "جيش الاحتلال دفع بمزيد من قواته حول رام الله، وعزز من تواجده على الحواجز الثابتة: حواجز جبع شرق رام الله، وعين سينيا شمالها، وعين عريك غرب المدينة، وعطارة في شمالها الغربي، فيما انتشر المئات من جنود الاحتلال على الحواجز المتحركة".
تطور خطير
واعتبر النائب الفلسطيني جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن حصار رام الله، "تطور خطير في العدوان الإسرائيلي المتواصل على الشعب الفلسطيني والإجراءات التعسفية بحقه في كل المناطق".
وأوضح الخضري في بيان تلقت بوابة "العين" نسخة عنه، أن الاحتلال يهدف من وراء حصار المناطق الفلسطينية للتضييق على حياة السكان، وفرض مزيد من المعاناة كعقاب جماعي مرفوض ويخالف القوانين والأعراف الدولية.
وأشار إلى تشديد الاحتلال لإجراءاته العسكرية التي تضيف الخناق على الفلسطينيين في الضفة الغربية، لافتاً إلى نشر قوات الاحتلال مئات الحواجز المتحركة بين مختلف المناطق في الضفة لتقييد حركة الفلسطينيين.
عقاب جماعي مخالف للقانون
واعتبر عضو اللجنة المركزية لحركة فتح ومفوض العلاقات الدولية فيها، نبيل شعث، حصار رام الله، "جريمة وعقاباً جماعياً" مخالفاً للقوانين الدولية.
وقال شعث في تصريح صحفي: "إن فرض جيش الاحتلال حصارا محكما على المدينة عقابٌ جماعي ضد المواطنين الفلسطينيين"، لافتا إلى أنها ليست المرة الأولى التي تفرض فيها حكومة الاحتلال الحصار على مدن وقرى فلسطينية، مؤكدا العمل لدى الجهات الدولية لوقف إجراءات الاحتلال المخالفة للقانون الدولي".
aXA6IDMuMjM5Ljk3LjM0IA==
جزيرة ام اند امز