تحركات ميدانية وسياسية لكسر الحصار الإسرائيلي عن قباطية
الفلسطينيون تحركوا ميدانيًّا وسياسيًّا لكسر الحصار العسكري الإسرائيلي المطبق على بلدة قباطية لليوم الرابع على التوالي.
تحرك الفلسطينيون ميدانيًّا وسياسيًّا لكسر الحصار العسكري الإسرائيلي المطبق على بلدة قباطية لليوم الرابع على التوالي، وقرروا التوجه من مختلف أرجاء محافظة جنين صوب الجنوب حيث تطوق قوات كبيرة من جيش الاحتلال البلدة.
وقرر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فرض حصار عسكري على قباطية، وهدم منازل لعائلات 3 شهداء فلسطينيين نفذوا عملية فدائية في مدينة القدس المحتلة، صباح الأربعاء الماضي، قتل فيها مجندة إسرائيلية وأصيب إسرائيليون آخرون بجراح خطيرة.
وتشتهر قباطية الواقعة على بُعد 9 كم، إلى الجنوب من جنين، ويقطنها نحو 30 ألف فلسطيني، بمقارعة أهاليها الاحتلال الإسرائيلي منذ أكثر من 50 عامًا.
وفور صدور قرارات نتنياهو حاصرت قوات الاحتلال البلدة من كل الاتجاهات، واقتحمتها عدة مرات، وداهمت منازل سكانها، وممتلكاتهم، وتتصدى لمحاولات أهالي البلدة كسر الحصار بقبضة نارية، أسفرت عن وقوع عشرات الإصابات منذ الأربعاء الماضي.
ولم يجد أهالي جنين أمام بطش قوات الاحتلال بأهالي قباطية مفر من تحدي إجراءات الاحتلال والتحرك في مسيرات سيارات يتقدمهم عدد من المسؤولين الفلسطينيين تجاه البلدة لفك حصارها، على الرغم من تحذيرات الاحتلال بالتصدي لأية محاولة فلسطينية لكسر الحصار العسكري.
وعند المدخل الشمالي للبلدة ترجل المئات من الفلسطينيين من سياراتهم قبل أن يباغتهم جنود الاحتلال بالرصاص الحي والمطاطي وقنابل الغاز المسيل للدموع، فأصيب 8 بالرصاص الحي والمطاطي بينهم برلماني، وأصيب عشرات بالاختناق.
مصادر في جنين ذكرت أن 8 فلسطينيين أصيبوا بجراح، بينهم عضو المجلس التشريعي عن حركة فتح النائب جمال الشاتي الذي أصيب برصاصة مطاطية في بطنه، فيما أصيب العشرات بحالات الاختناق جراء استنشاق الغاز المسيل للدموع.
وأفاد مدير جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في جنين محمود السعدي، أن طواقم الإسعاف نقلت المصابين إلى مستشفى جنين لتلقي العلاج، فيما قدمت الطواقم العلاج الميداني للمصابين بحالات اختناق.
وقررت القوى الفلسطينية في جنين تصعيد احتجاجاتها ضد ممارسات الاحتلال بحق قباطية، ودعت القوى إلى إضراب تجاري شامل في أرجاء المحافظة تضامنًا مع قباطية، وتنديدًا بممارسات الاحتلال.
تدخل دولي:
سياسيًّا طالب المسؤولون الفلسطينيون بضرورة تحرك المجتمع الدولي ومؤسساته الفاعلة لإلزام إسرائيل بوقف اعتداءاتها على قباطية، وبفك حصارها.
وزير العدل الفلسطيني علي أبو دياك، قال إن مواصلة إسرائيل حصار قباطية ومنع أهلها من الدخول إلى بلدتهم والخروج منها، وتعطيل المدارس والمراكز الصحية يعني إمعان حكومة الاحتلال في سياستها القمعية والإجرامية.
وأضاف أبو دياك في بيان صحفي، اليوم، أن فرض العقوبات الجماعية المحرمة دوليًّا، ومنع الطواقم الطبية وطواقم التدريس والمعلمين من الدخول إلى قباطية ومنع حركة المواطنين، هو انتهاك للقانون الدولي والإنساني.
ودعا المجتمع الدولي للتدخل العاجل لرفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، ومنع إسرائيل من مواصلة العقوبات الجماعية بما فيها هدم منازل عائلات الشهداء، وإغلاق المدن والبلدات والقرى والمخيمات، وقطع الطرق وتعطيل المؤسسات التعليمية والصحية والاجتماعية.
بدوره أكد عضو المجلس التشريعي جمال الخضري رئيس اللجنة الشعبية لمواجهة الحصار، أن الحصار الإسرائيلي المشدد والمتواصل على بلدة قباطية "يشل الحياة ويشكل خطرًا وتهديدًا حقيقيًّا على حياة السكان".
وشدد النائب الفلسطيني المستقل، على أن الحصار والمداهمات اليومية بحق البلدة عقاب جماعي ينتهجه الاحتلال كسياسة في التعامل مع الشعب الفلسطيني بشكل مخالف للقوانين والأعراف الدولية.
وجدد الخضري التأكيد على أن حصار قباطية، هو امتداد للاستهداف الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية، واستمرار حصار وإغلاق غزة، وحصار الضفة الغربية بمزيد من الاستيطان والجدار والحواجز، إضافة لمحاولات تهويد القدس وملاحقة المقدسيين وطردهم من بيوتهم ومنعهم من الصلاة في المسجد الأقصى، والاعتداءات اليومية ضد فلسطيني الداخل.
جريمة حرب:
من جانبها، قالت حركة فتح، إن ما تقوم به قوات الاحتلال بحق بلدة قباطية، يعد جريمة حرب، تهدف إسرائيل من ورائها إلى تركيع أهلها كما الشعب الفلسطيني كله.
وجددت فتح تأكيدها على لسان المتحدث باسمها أسامة القواسمي، أن الحل الامني والعسكري الذي تنتهجه إسرائيل لن يجلب الأمن والاستقرار والسلام لأحد، إنما سيجلب مزيدًا من العنف.
وقال القواسمي في بيان صحفي، إن الحل الوحيد يكمن في تطبيق القانون الدولي والقرارات الدولية ذات الصلة، وعلى إسرائيل أن تدرك جيدًا أن الشعب الفلسطيني مصمم على نيل حقوقه المشروعة والعيش بحرية واستقلال، بعيدًا عن الاحتلال ونظام الفصل العنصري.
كما دعا حزب الشعب الفلسطيني، إلى تدخل عاجل وفاعل لرفع الحصار عن قباطية، وإلزام إسرائيل على وقف أعمال والقمع والتنكيل الجماعية التي تشنها ضد أهالي البلدة.
وقال الحزب في بيان صحفي، إن إسرائيل تمعن في انتهاكاتها الجسيمة والصارخة للمواثيق والقوانين الدولية، وفي المقدمة منها اتفاقية جنيف الرابعة، مطالبًا بضرورة التحرك السياسي والدبلوماسي والحقوقي العاجل، من أجل دفع المجتمع الدولي لتحمل مسؤولياته تجاه وقف جرائم إسرائيل وممارساتها العدوانية، بما في ذلك رفع الحصار الذي تفرضه على أهالي بلدة قباطية.