كيف تنتهي الحروب على "الإرهاب"؟ الجواب على نحو متزايد، هو أنها لا تنتهي.
كيف تنتهي الحروب على "الإرهاب"؟ الجواب على نحو متزايد، هو أنها لا تنتهي. إحدى أبرز النتائج الدائمة لهجمات الحادي عشر من سبتمبر، كانت ظهور "الحرب إلى الأبد". ما يعنيه ذلك، هو أن التدابير الرامية إلى مواجهة التهديدات غير الدولية لجماعات مثل تنظيم القاعدة و"داعش"، تصبح الروتين اليومي في صراعات لا نهاية لها.
تزايد المراقبة الشاملة، والحرب عن بعد، التي تستخدم غالبًا بشكل قاتل ضد مواطنين مدنيين في الخارج، وقوات شرطة ذات طابع أكثر عسكرية، قوانين مكافحة الإرهاب، وبرامج مكافحة التطرف، هي جميعًا جزء من هذا النموذج الجديد للأمن العالمي.
هذا النموذج فرض كلًا من طبيعة التهديد المبالغ فيها، وخلق واقعًا جديدًا دون نقاش حقيقي، فيما يتعلق بكيف ولماذا. في الواقع بمجرد تطبيق تدابير لمحاربة "التهديد الإرهابي"، من الصعب للغاية إلغائها، في النهاية من سيكون السياسي الذي يلغي إجراء، يمكنه أن يمنع هجومًا محتملًا في المستقبل. أي شخص يزور مطارًا دوليًّا، يمكنه أن يرى مباشرة كيف تعني الآن، إجراءات الأمن المضادة المتزايدة لمواجهة الحوادث الإرهابية، إجراءات مسح ضوئي مطولة، وخلع أحذية، ومنع سوائل، وبطاريات هواتف مسطحة، وأكثر من ذلك.
ولكن أمن المطار، في الواقع أمر بسيط، وما خفي كان أعظم، والأكثر إثارة للجدل في "الحرب ضد الإرهاب" (مصطلح لم يستخدم منذ رئاسة بوش، ولكنه بالتأكيد ما زال نشطًا بشكل فعال)، هو في نهجها عمليات قاتلة في الخارج، وعمليات وقائية على النطاق المحلي.
أصبح "الإرهابيون" عدوًا عالميًا، يتخطى الحدود والمنطق، ولكنه قادر على أي شيء، ما يجعل التحدي المتمثل في حربهم صعبًا على نحو متزايد، هو أن الأفراد لا يحتاجون أبدًا إلى أن يكونوا أعضاء في منظمة أو سافروا أو تدربوا معها لارتكاب عمليات باسمها، صعود "المتطرفين الذاتيين" (دون الانضمام لجماعة متطرفة)- غالبًا شيء يتم القيام به على الإنترنت- يبعد ضغط عمليات مكافحة الإرهاب عن الحدود، منافذ الدخول أو حتى مناطق الحروب الخارجية، ويركزه بدلًا من ذلك على "العدو في الداخل".
كان هناك كم هائل من الدعاية في المملكة المتحدة بشأن بضعة مئات من المسلمين، الذين قد سافروا للانضمام إلى "داعش" في سوريا والعراق. غالبًا، حقيقة أن عائلات بأسرها قد سافرت، أو فتيات صغيرات ما زلن في المدرسة قمن بالرحلة، صدمت عامة الشعب بشكل حقيقي. ورغم، أن الأرقام صغيرة للغاية، لكنها أسفرت عن آثار اجتماعية على نطاق أوسع، ومعدلات جرائم كراهية -مجددًا من قاعدة صغيرة للغاية- تتزايد بسرعة. البرامج الحكومية التي تسعى للحد من التطرف، غالبًا ما تكون حسنة النية للغاية، ولكنها بحاجة مع ذلك، لإقناع قطاعات المجتمع البريطاني المسلم، أنها ليست حاضرة لاستهدافهم بشكل غير متناسب.
وفي غضون ذلك، الأكثر إثارة للجدل، هو استخدام هجمات الطائرات بدون طيار، لقتل المواطنين البريطانيين في الخارج، والسير على خطى العديد من مثل هذه الضربات الأمريكية، (الجهادي البريطاني) رياض خان، كما جاء في التقارير كان في وسط التخطيط لهجوم على لندن، عندما قتله سلاح الجو الملكي في سوريا بنهاية أغسطس، أحد الأسباب وراء الهجوم كان الضرورة الملحة، حيث كان "خان" قريبًا لا يمكن الوصول إليه عن طريق الوسائل التقليدية، ويقول آخرون: إن الحكومات تستخدم كل التهديدات المحدقة مثل "الإرهاب" لتبرير دون تدقيق مناسب، تغييرات كبيرة لسيادة القانون داخل البلاد، وأكثر من ذلك لقواعد الحرب في جميع أنحاء العالم.
المستشار القانوني السابق لوزارة الخارجية الأمريكية، هارولد كوه، سبق أن وصف تزايد استخدام الطائرات بدون طيار، بأنه جزء من ظهور "الحرب إلى الأبد". سيكون هناك دائمًا نوع من "التهديد". العولمة ونمو شبكات المعلومات، التي تضع الآن قدرة الأفراد على الاتصال بالقضايا والمشكلات وحتى الصراعات حول العالم في ضربة هاتف ذكي. مع ذلك، هذه "الحرب إلى الأبد" لم تعلن أبدًا، نادرًا ما تم مناقشتها، وهي مقبولة إلى حد ما نظرًا إلى افتقار الحجة فيما يتعلق بواقعها. هذا افتراض خطير، والقضية يجب أن ترى أضواء النقاش، والحوار قبل أن تصبح واقعًا غير قابل للتغيير.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة