رياضة
هجمات باريس ترعب الكرة الأوروبية
هجمات باريس الدامية تثير الذعر وتفرض إجراءات أمنية مشددة حول ملاعب كرة القدم.
تعيش كرة القدم الأوروبية على وقْع الصدمة بعد الهجمات الإرهابية التي نالت من العاصمة الفرنسية باريس مساء أمس (الجمعة)، وأسفرت عن مقتل ما يزيد على 120 شخصًا وإصابة العشرات.
وما زاد من حساسية الموقف أن انفجارين من سلسلة الهجمات في باريس، وقعا على مقربة من استاد "دو فرانس" خلال المباراة الودية بين منتخبي فرنسا وألمانيا بحضور الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند، مما أثار الرعب بين الجماهير واللاعبين واضطر السلطات الفرنسية إلى اتخاذ تدابير أمنية واسعة لتأمين خروج الجماهير واللاعبين عقب المباراة.
ويبدو أن الكرة الأوروبية ستعيش على هاجس هذه الهجمات، وستبقى المخاوف مشروعة خصوصا أن فرنسا ستستضيف بطولة كأس أمم أوروبا في يناير القادم، بمشاركة 24 منتخبًا أوروبيًّا، ويمثل استهداف استاد "دو فرانس" أو حدوث الانفجارات بالقرب منه، رسالة مرعبة من الجهات الإرهابية ضد الكرة الأوروبية، علمًا بأن المباراة الافتتاحية والنهائية لأمم أوروبا وعددًا من المباريات ستقام على استاد "دو فرانس".
البطولة الأوروبية تعتبر أقوى بطولات كرة القدم العالمية بعد كأس العالم، وتشهد إقبالًا جماهيريًّا واسعًا، وهنا ستبذل السلطات الفرنسية جهودها لتبديد المخاوف الأمنية، ومحاولة طمأنة جاراتها في أوروبا أنها قادرة على تأمين المباريات وإبعادها عن شبح الإرهاب.
ويبدو أن إعلان الاتحاد الفرنسي لكرة القدم عن إقامة المباراة الودية بين منتخبي فرنسا وإنجلترا في موعدها يوم الثلاثاء المقبل، كما كان مخططًا له مسبقًا قبل وقوع الهجمات في باريس، رسالة من الحكومة الفرنسية أنها لن تتأثر بالهجمات الدامية، ولن تجعل الإرهاب يعطل النشاط الرياضي، خوفًا من تأثير ما حدث على تحضيرات فرنسا لكأس الأمم الأوروبية.
وحتى تنجلي المخاوف وتظهر أطراف خيوط الإرهابيين، قالت قناة "اي.تيلي" التلفزيونية الفرنسية اليوم (السبت): "إنه تقرر تعليق كل الأنشطة الرياضية التي كان من المقرر إقامتها في أنحاء العاصمة الفرنسية مطلع الأسبوع".
وفي مؤشر لتخطي آثار هجمات باريس حدود فرنسا، يدرس الاتحاد الألماني لكرة القدم إلغاء المباراة الودية بين منتخب ألمانيا ومنتخب هولندا يوم الثلاثاء المقبل، خوفًا من الهجمات الإرهابية.
وقال راينر كوخ، شريك راينر راوبول في رئاسة الاتحاد الألماني لكرة القدم، إن المسؤولين سيقومون بدراسة متأنية لمصير المباراة الودية، رغم أنه ضد إلغاء المباراة.
وكان اتحاد الكرة الألماني قد ألغى كل الأنشطة المخطط لها في هانوفر الأحد بعد وصول بعثة المنتخب إلى فرانكفورت، علمًا بأن بعثة الفريق الألماني والوفد المرافق لها لم تعد إلى فندق إقامتهم في باريس عقب نهاية المباراة.
وغادرت بعثة المنتخب الألماني مطار "شارل ديغول" اليوم (السبت)، على طائرة خاصة لشركة "لوفتهانزا" متوجهة إلى فرانكفورت، ورافقت سيارة شرطة وضابطان مدججان بالأسلحة الآلية بعثة المنتخب الألماني إلى الطائرة التي توقفت في مدرج ناءٍ بعيدًا عن المنفذ الرئيسي للمطار.
أما الاتحاد السويدي لكرة القدم، فقرر اتخاذ تدابير أمنية إضافية وتعزيز وجود الشرطة لتأمين مباراة الذهاب في ملحق التصفيات المؤهلة لبطولة أوروبا 2016 لكرة القدم، بين السويد وضيفتها الدنمارك مساء اليوم (السبت) في أعقاب هجمات باريس.
وقال المتحدث باسم الاتحاد السويدي لكرة القدم: "بالاتفاق مع الشرطة وقوات الأمن قررنا اتخاذ بعض الإجراءات لرفع مستوى الأمن من مستوى هو بالفعل مرتفع حتى يشعر جمهور المباراة بالأمن والاطمئنان".
ولم يكشف النقاب عن أي تفاصيل تتعلق بالإجراءات التي ستتخذ على وجه التحديد، لكن الاتحاد السويدي لكرة القدم وعبر موقعه الرسمي على الإنترنت، حث الجماهير على التوجه مبكرًا إلى استاد "فريندز" الذي ستقام عليه المباراة في العاصمة ستوكهولم.
aXA6IDMuMTM5LjcyLjE1MiA= جزيرة ام اند امز