الذكرى الـ6 للبيعة.. إنجازات سعودية في عام "الجائحة"
يوافق، اليوم الأربعاء، مرور 6 أعوام (هجرية) على تسلم خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود مقاليد الحكم.
وتمت مبايعته ملكاً للمملكة العربية السعودية يوم 3 ربيع الآخر 1436هـ الموافق 23 يناير/كانون الثاني 2015.
ويحتفي السعوديون بهذه المناسبة وقلوبهم تفيض بمشاعر الولاء والوفاء والامتنان والتقدير، وهم يشهدون الإنجازات غير المسبوقة التي تشهدها بلادهم في مختلف القطاعات الاقتصادية والتعليمية والصحية والاجتماعية والإصلاحات والمبادرات التاريخية التي يطلقها خادم الحرمين الشريفين والنجاحات الدولية والوطنية، التي تشهدها بلادهم على مختلف الأصعدة.
ويحيي السعوديون الذكرى السادسة للبيعة اليوم، بعد عام استثنائي شهد فيه العالم انتشار جائحة كورونا، نجحت خلاله المملكة في مواجهة التحديات التي نتجت عن الجائحة سواء على الصعيد المحلي أو الدولي من خلال ترؤسها لمجموعة العشرين.
نجاح موسم الحج
بل وحققت إنجازات غير مسبوقة رغم أنف الجائحة كان أبرزها نجاحها في تنظيم موسم الحج الأخير، والذي جرى في ظروف استثنائية واحترازية خاصة، دون تسجيل حوادث أو إصابات بفيروس كورونا وسط ضيوف الرحمن.
ورغم الجائحة، قامت المملكة بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين، باستضافة حجاج بيت الله الحرام وفق تنظيم وعمل رائعين شهد لهما الجميع.
وكانت المملكة قررت إقامة موسم الحج الأخير بأعداد محدودة جدًا للراغبين في أداء مناسك الحج لمختلف الجنسيات من الموجودين داخل المملكة، حرصًا على إقامة الشعيرة ولضمان سلامة ضيوف الرحمن في ظل انتشار جائحة كورونا، وقوبل القرار بتأييد عالمي منقطع النظير.
وقامت المملكة بتسخير كل الإمكانيات لأداء ضيوف الرحمن مناسكهم بأمن وأمان وسلامة واطمئنان في ظل تلك الظروف الاستثنائية التي يعيشها العالم.
قمة العشرين.. قيادة المواجهة العالمية
على الصعيد الدولي، وبغية مواجهة عالمية تخفف آثار الجائحة، دعت المملكة العربية السعودية، التي ترأس الدورة الحالية لمجموعة العشرين ، لعقد قمة استثنائية افتراضية جرت في 26 مارس/آذار الماضي.
وترأس العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود أعمال أول قِمة استثنائية افتراضية في الرياض لقادة أقوى عشرين دولة اقتصادية في العالم، لمواجهة تداعيات انتشار فيروس كورونا.
وتعهدت دول مجموعة العشرين خلال القمة بمبلغ يربو على 21 مليار دولار لسد الفجوة التمويلية في النظام الصحي العالمي وذلك بهدف دعم إنتاج وتوزيع اللقاحات والأدوات التشخيصية والعلاجية اللازمة لمكافحة الجائحة، وكذلك قيام دول المجموعة بضخ ما يزيد على 11 تريليون دولار ضمن حزمة تحفيزية لدعم الاقتصاد العالمي.
كما ستعقد يومي السبت والأحد القادمين قمة أخرى برئاسة المملكة أيضا، لاستعراض ومناقشة السياسات والمبادرات التي من شأنها التصدي لتبعات الجائحة، بما يسهم في تعزيز التنمية، وتحفيز التعاون عالمياً، لصنع مستقبل أفضل للإنسان.
يشار إلى أن المملكة العربية السعودية تتولى هذا العام 2020 رئاسة مجموعة العشرين، التي ستختم باستضافة قمة قادة مجموعة العشرين افتراضيًا برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، وستعقد على مدى يومين في الفترة من 21 إلى 22 نوفمبر/تشرين الثاني.
وتعد مجموعة العشرين المنتدى الرئيس للتعاون الاقتصادي الدولي وتضم قادة من جميع القارات ويمثلون دولًا متقدمةً وناميةً، وتمثل الدول الأعضاء في مجموعة العشرين مجتمعةً، حوالي 80% من الناتج الاقتصادي العالمي، وثلثي سكان العالم، وثلاثة أرباع حجم التجارة العالمية.
ويجتمع ممثلو دول المجموعة لمناقشة القضايا المالية والقضايا الاجتماعية والاقتصادية والمالية.
مبادرات اقتصادية
على الصعيد المحلي وفي سبيل تخفيف الآثار الاقتصادية لتفشي فيروس كورونا المستجد، قدمت المملكة مبادرات حكومية للقطاع الخاص، وخصوصاً المنشآت الصغيرة والمتوسطة، شملت أكثر من ( 218 ) مليار ريال، إضافة لدعم القطاع الصحي بمبلغ ( 47 ) مليار ريال.
وأكد الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، في تصريحات الأسبوع الماضي، نجاح المملكة في مواجهة التبعات الاقتصادية لكورونا.
وقال في هذا الصدد إنه: "على الرغم من الجائحة، وبشكل نسبي مع نظرائنا في مجموعة العشرين، فإننا نعدُّ أحد أفضل 10 دول في التعامل مع التبعات الاقتصادية لجائحة كورونا في مجموعة العشرين".
وأضاف: "ونحن أكثر تفاؤلا بأن وتيرة النمو ستتسارع مع زوال الجائحة وعودة الأمور لطبيعتها بالكامل؛ لنكون أحد أسرع دول مجموعة العشرين نمواً في الناتج المحلي غير النفطي في السنوات القادمة."
السياسة الخارجية.. ريادة متواصلة
على صعيد السياسة الخارجية لم تمنع جائحة فيروس كورونا المستجد، السعودية القيام من دورها الريادي في مساندة أشقائها، فواصلت دعمها لحل الأزمة باليمن عبر استضافة مؤتمر المانحين وتسريع آلية تنفيذ اتفاق الرياض، كما استضافت مؤتمر أصدقاء السودان.
وكعادتها أوفت السعودية بوعودها في عقد مؤتمر المانحين لليمن بموعده "افتراضيا"، للتغلب على قيود وقف السفر وإجراءات الدول الاحترازية لمكافحة فيروس كورونا، وذلك بمشاركة الأمم المتحدة.
المؤتمر الذي عقد في 2 يونيو/حزيران الماضي شارك فيه ما يزيد على 126 جهة منها 66 دولة و15 منظمة أممية و3 منظمات حكومية دولية وأكثر من 39 منظمة غير حكومية، بالإضافة إلى البنك الإسلامي للتنمية، واللجنة الدولية للصليب الأحمر، والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر.
وجاء بتوجيهات من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، والأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد السعودي.
وأعلنت الأمم المتحدة، أن مؤتمر مانحي اليمن الذي عقد في السعودية نجح في جمع 1.35 مليار دولار مساعدات إنسانية، ضمن خطة الاستجابة 2020.
وكانت الأمم المتحدة، قدّرت احتياجات اليمن بـ2.4 مليار دولار أمريكي لدعم الاحتياجات الأساسية، إضافة إلى 180 مليون دولار بشكل عاجل لمكافحة انتشار فيروس كورونا المستجد.
وجاءت السعودية على رأس لائحة المانحين بواقع 500 مليون دولار، فضلا عن إعلانها تقديم مساعدات أخرى لبرامج مكافحة فيروس كورونا.
وفي 29 يوليو/تموز الماضي، قدمت المملكة للحكومة اليمنية، والمجلس الانتقالي الجنوبي آلية لتسريع العمل في تنفيذ اتفاق الرياض، تتضمن؛ استمرار وقف إطلاق نار بدأ في يونيو/حزيران الماضي.
وفي 12 أغسطس/آب، استضافت السعودية الاجتماع الثامن لأصدقاء السودان، بهدف تقديم مزيد من المساندة لإحلال السلام ودعم الاقتصاد.
وتأسس "ملتقى أصدقاء السودان" في 2018، كمجموعة غير رسمية لتنسيق الدعم السياسي والاقتصادي للسودان.
ويسعى السودان من خلال مؤتمرات الشراكة مع الدول الصديقة العربية والغربية إلى توفير الدعم المالي، واستقطاب رؤوس الأموال والشركات الكبيرة للاستثمار في البلاد، وإنعاش اقتصاده الذي تشهد قطاعاته الإنتاجية تردياً مريعاً.
على الصعيد الخارجي أيضاً، واصلت السعودية التصدي لدور إيران التخريبي.
وفي كلمته خلال افتتاح أعمال السنة الأولى من الدورة الثامنة لمجلس الشورى يوم 11 من نوفمبر/تشرين الأول الجاري، أكد الملك سلمان "أن المملكة تؤكد خطورة المشروع الإقليمي للنظام الإيراني، وترفض تدخله في شؤون الدول الداخلية، ودعمه الإرهاب والتطرف وتأجيج الطائفية، وتدعو المجتمع الدولي لاتخاذ موقف حازم تجاه إيران، يضمن منعها من الحصول على أسلحة دمار شامل وتطوير برنامج الصواريخ البالستية وتهديد السلم والأمن".
واستنكر الملك سلمان انتهاك مليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة إيرانياً، القوانين الدولية، بإطلاق طائرات مفخخة من دون طيار ، وصواريخ بالستية تجاه المدنيين بالمملكة، مؤكدين دعم الشعب اليمني الشقيق لاستعادة سيادته واستقلاله، بواسطة سلطته الشرعية.
وأكد الملك سلمان في كلمته موقف بلاده من مختلف قضايا المنطقة .
وأكد العاهل السعودي استمرار وقوف بلاده إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفق قرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية.
كما أكد مساندة الجهود الرامية لإحلال السلام في الشرق الأوسط بالتفاوض بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي للوصول إلى اتفاق عادل ودائم.
وأكد الملك سلمان وقوف بلاده مع العراق وشعبه الشقيق، ومساندة جهود حكومته في سبيل استقراره ونمائه وحفاظه على مكانته في محيطه العربي، وتعزيز العلاقات بين البلدين الشقيقين والتعاون في مختلف المجالات من خلال مجلس التنسيق السعودي العراقي.
وفيما يتعلق بالأزمة السورية، قال العاهل السعودي: "نؤيد الحل السلمي بسوريا وفقاً لقرار مجلس الأمن 2254 ومسار جنيف 1، ووجوب خروج المليشيات والمرتزقة منها والحفاظ على وحدة التراب السوري".
ودعا الملك سلمان إلى وقف التدخل الخارجي في الشأن الليبي.
كما شدد على أهمية دعم السودان حالياً، وأكد الدعم السياسي الكامل لمحادثات جوبا للسلام.
aXA6IDE4LjIxNi40Mi4xMjIg
جزيرة ام اند امز