بالفيديو..التفاصيل الصغيرة تنقذ البارسا من "فوضى لاس بالماس"
الظاهرة اللافتة هي الصعوبة البالغة التي وجدها برشلونة للفوز على لاس بالماس في وقت لا يجد فيه صعوبات في الفوز بنتائج ثقيلة على فرق كبرى.
الفوز الذي حققه برشلونة على فريق لاس بالماس المتواضع بمقياس نتائجه في الدوري الإسباني يمكن اعتباره ظاهرة تستحق الدراسة؛ لأن الفريق الصاعد هذا الموسم من دوري الدرجة الثانية، نجح في "تأزيم" الـ90 دقيقة على البلوجرانا في مباراة الإياب مثلما فعل الأمر نفسه في الذهاب.
وكانت مباراة الذهاب -كما نتذكر- قد انتهت بفوز البارسا بهدفين لهدف سجلهما لويس سواريز، بينما كان أبرز ما فيها إصابة النجم الاستثنائي ميسي إصابة بالغة احتاجت منه شهرين للتعافي منها.
الظاهرة اللافتة هي الصعوبة البالغة التي يجدها البلوجرانا للفوز على الفريق المتواضع في وقت لا يجدون فيه صعوبات مماثلة في إمطار مرمى فرق كبرى مثل فالنسيا وديبورتيفو وأتلتيكو بلباو وحتى الريال نفسه برباعيات وخماسيات وسداسيات، ولولا المهارات الخارقة للعادة لدى ثلاثي (MSN) التي حسمت النتيجة لكانت المباراة ذهبت في اتجاه آخر.
في رأيي أن الصعوبة الكبرى تتلخص في أمرين؛ أولهما اللعب الفوضوي الذي يجيده فريق لاس بالماس، وهي طريقة تشبه الفرق الإفريقية، دون فلسفة تكتيكية واضحة المعالم، ما يُصعِّب على أبناء البارسا المنظمين التعامل معهم.
فكل مرة تكون الكرة في متناول لاعبي لاس بالماس، لا تجد رؤية فنية محددة للتحرك أو الانتشار الهجومي أو التمرير تعكس فكر المدرب، بقدر ما يكون الأمر متروكًا لعفوية اللاعبين أو لنقل تصرفاتهم العشوائية.
الأمر الثاني هو تضييق المساحات لدرجة الاختناق الذي يتبعه فريق لاس بالماس في نصف ملعبهم، بعودة لاعبيه الـ10 للدفاع المنظم الذي يبدأ من خطة منطقة مرماهم (الـ18 مترًا) حتى ما قبل قوس نصف الملعب مع انتشارهم في 3 صفوف (4-5-1) في هذه المساحة الضيقة ما وضع صعوبات بالغة أمام لاعبي برشلونة المهاريين (مثلما يظهر في الصورة).
ومما فاقم صعوبة الأمر على البارسا في مواجهة هذه الطريقة الدفاعية أنهم حينما يتقدمون للأمام محاولين تقليص الزيادة العددية لمدافعي لاس بالماس يزيدون الأمور صعوبة؛ لأن المنطقة الدفاعية تزداد اختناقًا، ولا يجد ميسي ونيمار وإنييستا المساحات التي يحتاجونها لممارسة ألاعيبهم الأكروباتية.
ربما يكون الهدف الثاني للبارسا مثال على معاناة البلوجرانا مع دفاع لاس بالماس، فرغم مهارة سواريز في التخلص من مدافعين في واحدة من المرات النادرة خلال المباراة، وتمريرها عرضية أرضية إلى ميسي، إلا أن البرغوث لم يجد الفرصة سوى لتحويل الكرة مباشرة نحو المرمى بسبب ضغط المدافع والحارس، وحتى عندما عادت الكرة من الأخير أمام نيمار، لم يحاول الفنان إظهار مهاراته أو الفلسفة كعادته في التسجيل، ولكنه سدد الكرة بقوة داخل المرمى مثل أي لاعب عادي.
شاهد أهداف اللقاء: