تحذير أممي من تردي الأمن بليبيا وإيطاليا تستبعد تدخلا عسكريا
تضرر صحي .. واستمرار الضربات على معاقل " داعش "
تحذيرات أممية أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من تردي الأوضاع الأمنية في مدينة طرابلس الليبية في غياب أي حل سياسي للأزمة
تحذيرات أممية أطلقها الأمين العام للأمم المتحدة، بان كي مون، من تردي الأوضاع الأمنية في مدينة طرابلس الليبية في غياب أي حل سياسي للأزمة التي تعصف بالبلاد، فيما استبعدت إيطاليا الخيار العسكري.
وقال كي مون، خلال زيارته للجزائر الأحد، إنه "في حال لم تطور الأمور على الصعيد السياسي فإن الأزمة الإنسانية في ليبيا ستزداد سوءا وسوف يتردى الوضع الأمني بما في ذلك هجمات سيشنها تنظيم داعش الإرهابي مع سيطرته على مزيد من الأراضي".
وأشار الأمين العام للأمم المتحدة إلى أن هناك "معلومات مقلقة بليبيا تواردت حول القيام بممارسات خطيرة قد تشكل جرائم حرب".
وأضاف أنه "يتوجب على جميع الفاعلين الخارجيين استعمال نفوذهم لتهدئة الوضع" في ليبيا، معربا عن "قلقه العميق".
وكانت الجزائر قد استضافت خلال الشهور الماضية مفاوضات بين ممثلين عن أبرز الفصائل الليبية بهدف التوصل إلى حل سياسي، لكن حتى الآن لم تتوصل أطراف النزاع الليبي إلى اتفاق.
الموقف الإيطالي
في الوقت نفسه، أفرج تنظيم "داعش" الإرهابي في وقت سابق الأحد عن رهينتين إيطاليتين يعملون لحساب شركة بوناتي للبناء الإيطالية بعد وقوعهما أسري في يد التنظيم في يوليو/ تموز الماضي بالقرب من مدينة صبراتة في غرب ليبيا وتم قتل زميليين لهما.
ومدينة "صبراتة" واحدة من عدة مدن ليبية أصبح لتنظيم "داعش" وجود عقب الإطاحة بمعمر القذافي في انتفاضة قبل 5 أعوام.
ونفى رئيس وزراء إيطاليا، ماتيو رينتسي، اعتزام بلاده إرسال 5 آلاف جندي إلى ليبيا قائلا إن "الظروف غير مواتية لتدخل عسكري في المستعمرة الإيطالية السابقة" .
وقال رينتسي في تصريحات نقلتها وكالة الأنباء الفرنسية: "مادمت رئيسا للوزراء لن تذهب إيطاليا إلى ليبيا لغزوها بخمسة آلاف رجل."
ورد رئيس الوزراء الايطالي على حديث السفير الأمريكي جون فيليب الذي أدلى به الجمعة الماضي بأن روما قد ترسل ما يصل إلى 5 آلاف جندي قائلا: "نحن في حاجة لأن نجعل طرابلس آمنة ونضمن أن تنظيم داعش لم يعد قادر على شن هجمات."
وقال رينتس إنه "إذا كانت هناك حاجة لتدخل فإن إيطاليا لن تتراجع، لكن ليس هذا هو الوضع اليوم وأن " فكرة إرسال 5 آلاف جندي ليست مطروحة على الطاولة."
ونبه إلى أن ذلك يحتاج إلى الحصول أولا على موافقة البرلمان الايطالي، مشيرا إلى أن روما "لن تقوم بأي تدخل بري".
وقال رئيس الوزراء في مذكرة إلى الحزب الديمقراطي (يسار وسط) الذي يرأسه إن أي "تدخل ايطالي" ضد تنظيم داعش في ليبيا، يجب أن "يمر بالمراحل الضرورية البرلمانية والمؤسسية".
وتعمل روما مع الدول الغربية والأمم المتحدة لمحاولة إقناع الحكومتين المتنافستين في ليبيا بدعم حكومة وحدة وطنية وتركيز جهودهما في الحرب على التنظيم.
وكان مسئولون إيطاليون قالوا في وقت سابق إن إيطاليا أرسلت نحو 40 من رجال المخابرات إلى ليبيا في الأسابيع القليلة الماضية وأن 50 آخرين من أفراد القوات الخاصة سينضمون إليهم.
قصف جوي
على صعيد متصل، شنتّ قوات ليبية في مدينة مصراتة هجمات جوية على معقل تنظيم داعش في مدينة سرت.
وقال جمال زوبيه المتحدث الخاص للإعلام الأجنبي للحكومة الموازية في طرابلس إن ما يربو على 18 شخصا قتلوا في الضربات.
لكن أحد الشهود العيان قال لرويترز إن ضربات جوية وقعت الأحد واستهدفت مناطق داخل المدينة وحولها وإن مدنياَ واحداً على الأقل قد قتل في تلك الهجمات.
وقال متحدث باسم القوات المسلحة الموالية لحكومة ليبيا في شرق البلاد أكرم بوحليقة أيضا إن قوات اشتبكت مع مسلحين يشتبه بأنهم تابعون لتنظيم الدولة الإسلامية خلال اليومين الماضيين على بعد 120 كيلومترا جنوبي مدينة اجدابيا شرقي سرت.
وأضاف بوحليقة أن 11 متشددا قتلوا وأصيب جنديان في الاشتباكات.
وبعد مرور 5 أعوام على الانتفاضة التي أطاحت بالرئيس الليبي معمر القذافي ما زالت البلاد في حالة انقسام شديد حيث توجد حكومتان متنافستان واحدة في شرقي البلاد والأخرى موازية في مدينة طرابلس.
وكان وزير الصحة بالحكومة الليبية المؤقتة رضا العوكلي قد حذر في وقت سابق من سوء الأوضاع الصحية بالداخل الليبي ،، مشيراً إلى أن نظام الصحة الليبي تضرر بشدة بسبب الحرب في ليبيا.
وأعلن وزير الدفاع التونسي الثلاثاء الماضي أن قوات ألمانية ستدرب الجيش الليبي في الأراضي التونسية لمواجهة خطر" داعش" المتنامي في ليبيا المجاورة.
ونهاية 2015، أعلنت الأمم المتحدة أن أكثر من 2،4 مليون شخص في ليبيا التي يقطنها 6 ملايين ساكن، يحتاجون مساعدات إنسانية بأكثر من 165 مليون دولار في 2016.
aXA6IDMuMTQ5LjI1MC4xOSA= جزيرة ام اند امز