الإماراتية مريم المنصوري.. خرقت حاجز الفكر الشرقي بـ"إف 16"
أول عربية تقود طائرات محاربة وتشارك في قصف "داعش"
تمشي بكل ثقة نحو طائرتها "إف 16" وهي بكامل زيها العسكري، تلبس طاقيتها وعليها علم بلادها، لتتولى القيادة إلى حيث الشموخ في أعالي السماء
تمشي بكل ثقة نحو طائرتها "إف 16" وهي بكامل زيها العسكري، تلبس طاقيتها وعليها علم بلادها، لتتولى القيادة إلى حيث الشموخ في أعالي السماء، مخترقة السحاب حتى خارج وطنها وهي تحارب الإرهاب في كل مكان.
ولأن المرأة نادرًا ما تعمل في هذا المجال الصعب، إلا أنها تحدت كل شيء وحاربت الموروثات بقناعة أن الدفاع عن الوطن يستوجب التضحيات.
وفي يوم المرأة العالمي، الذي يصادف الثامن من مارس/آذار كل عام، لابد للإماراتيين أن يتذكروا اسم أول مقاتلة في الدفاع والقوات الجوية، بعد أن استطاعت الرائد المقاتل مريم المنصوري، ابنة الـ 37 عامًا، أن تسجل اسمها ضمن قائمة اللواتي قدمن الكثير لأوطانهن.
وتاريخ المرأة الإماراتية قد سجل في صفحاته حروف اسم المنصوري قبل سنوات لامرأة بنَت شخصيتها العسكرية في عمل ليس من السهولة أن يعمل فيه الرجال، فكيف الحال بالنساء.
مريم المنصوري، ابنة الإمارات العربية المتحدة، وتحديدًا العاصمة أبوظبي، كانت رغبتها أن تكون طيارًا مقاتلًا بعد أن أنهت بكالوريوس اللغة الإنجليزية (بمعدل امتياز)، وكانت من أولى الملتحقات بكلية الطيران بعد السماح للنساء التطوع في القوات المسلحة الإماراتية.
ولعلها نالت شهرتها الكبيرة، حين التحقت بالفريق الإماراتي ضمن قوات التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في سوريا والعراق، بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية بدءًا من 2014.
ويفتخر الإماراتيون بالمقاتلة المرأة مريم حسن سالم المنصوري، كونها أول إماراتية تحمل رتبة رائد طيار في سلاح الطيران الإماراتي، ولأنها أول عربية أيضًا تقود طائرات من طراز "إف 16" وتحارب الإرهاب على بُعد آلاف الأميال من وطنها الأم.
أول إماراتية مقاتلة بالقوات الجوية
في مايو 2014، حصلت مريم على جائزة الشيخ محمد بن راشد للتميز، ضمن أول مجموعة تُكرم في فئة جديدة هي "فخر الإمارات"، وقلّدها الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، ميدالية تحمل اسمه.
و"ميدالية فخر الإمارات" تُمنح لأبناء الإمارات الذين أضحوا قدوة للشباب ونموذجًا رائدًا للمواطن الإماراتي المحب لوطنه والمتفاني في عمله.
والآن، ترفع مريم علم الإمارات عاليًا، وهي كرائدة جو، لم يغفلها "برنامج التمكين" الذي أطلقته القيادة الإماراتية للمرأة، كونها تخرّجت من كلية خليفة بن زايد الجوية عام 2007.
وعادة ما يرجع الفضل في دعم وتشجيع المرأة الإماراتية وحثها على العطاء إلى رعاية "أم الإمارات" الشيخة فاطمة بنت مبارك، رئيسة الاتحاد النسائي الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة.
واجهت الفكر الشرقي
وتشير مريم في حواراتها الصحفية إلى أنها اختارت هذا المجال برغبة منها ودعم أهلها لشعورها بالفخر والمسؤولية، علمًا أنها كفتاة لم يجعلها الأمر تحصل على أية استثناءات مطلقًا، مؤكدة أن أكثر ما لفت نظرها "الدفاع عن الوطن، وما يتضمنه ذلك من التحدي والمنافسة للوصول لأعلى مستوى".
ولمريم شقيق كابتن على طائرة هليكوبتر وشقيقة طيارة في طيران الاتحاد، حيث تربط كثيرًا بين نجاحها في أسطول الطيران وأهلها؛ لأنها من أسرة تعمل أغليها في الأجواء، إلا أنه بالطبع يختلف الطيران المدني عن العسكري.
وتتحدث مريم عن أهم الصعوبات التي واجهتها، والتي تتمثل في "تحقيق مستوى عالٍ من الاحتراف نظريًّا وعمليًّا"، ولا تخفي أنها سمعت آراء كثير ممن يؤمنون بالفكر "الشرقي" في النظر إلى المرأة عمومًا، لكنها تغلبت على العوائق ولديها مسؤوليات جمة.
وأثبتت مريم نفسها وقدرتها على أن تكون بجدارة أي رجل في هذا الأسطول، وتقول إن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط أوجبت على الجميع أن يكون مستعدًا للمجابهة في أي وقت.
تقول مريم: "جميعنا أبناء هذا الوطن المعطاء، نسعى إلى خدمته في مواقع العمل المختلفة، ونسير على نهج وتوجيهات قيادتنا الرشيدة، لمواصلة مسيرة التطور والنماء والازدهار، التي تزخر بها الدولة على مختلف الأصعدة".
يشار إلى أن مناسبة يوم المرأة تعود إلى عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في باريس عام 1945، وباتت الآن فرصة للمطالبة بحقوق المرأة وزيادة دورها في المجتمع.