نعاني من النضوب منذ سنوات فاخترنا العمل بطريقة جديدة ترتكز على دمج العنصر المحلي بالأجنبي وأمامنا على الأقل 4 مواسم حتى نقيّم الأداء.
ما أصعب أن تقطع مسافة من أجل هدفك ثم يطلب منك العودة إلى الوراء، ما أقسى أن يتوقف الفنان عن إكمال لوحته ويهمل اللون والفرشاة ومساحة الرسم، يصبح كل شيء باهتا عندما تموت البهجة ويصمت النغم، الهمم لا تضعف إلا من غياب الطريق والقسوة تتولّد من اليأس أحيانا.
اليوم نضب المعين ونحن نعاني من هذا النضوب منذ سنوات فاخترنا العمل بطريقة جديدة الآن.. طريقة ترتكز على دمج العنصر المحلي بالأجنبي المؤهل.. أمامنا على الأقل 4 مواسم حتى نقيّم الأداء ويكتمل النموذج ونجني الثمار.
لقد استبشرنا كثيرا بقرار زيادة المحترفين الأجانب في الأندية السعودية إلى 8 لاعبين.. ورأينا كيف تحوّلت الملاعب لدينا إلى مسرح راقص ومسابقة الدوري إلى مهرجان متعة، كرة القدم في كل الدنيا هي انتصار الناس وألوانهم الزاهية.
ظهرت التجربة الأولى لدوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين بملامح مذهلة، تولّى ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سداد ديون الأندية السعودية وأعطت الحكومة ممثلة في الهيئة العامة للرياضة الأموال الكثيرة للاستقطاب، فرأينا نماذج ممتازة لأندية ولاعبين، وحمل الدوري الكثير من العناوين التي لا يمكن تجاوزها.
أصبحت للعوائل مقاعد في الملاعب، تعددت الجوائز، عاد الكبار والصغار للحضور، وامتلأت ملاعبنا بالجمال، واستهدفت الشركات الأندية، وارتقت ذائقتنا إلى مستوى مرتفع من نوعية لاعبين لم نرَ مثيلهم منذ زمن.
لقد أخذنا نتلّمس الحياة من جديد، مررنا بنموذج ممتاز أواخر السبعينيات الميلادية وشهدت الأندية السعودية حديثة التجربة آنذاك وجود لاعبين من نوعية عالية فرغت للتو من كأس العالم في الأرجنتين، انعكست التجربة على اللاعب السعودي؛ فنعمنا بالطفرة المحلية لاعبا ومنجزا حتى منتصف التسعينيات الميلادية.
اليوم، نضب المعين ونحن نعاني من هذا النضوب منذ سنوات فاخترنا العمل بطريقة جديدة الآن، طريقة ترتكز على دمج العنصر المحلي بالأجنبي المؤهل، أمامنا على الأقل 4 مواسم حتى نقيّم الأداء ويكتمل النموذج ونجني الثمار.
نريد أن يكون مشروعنا متعددا ومتنوّعا، نودّ أن نشكل لوحاتنا بأيدينا ونصبغها بألواننا نحن، نرغب في أن نركض أكثر وأسرع، علينا أن ندمج أكثر من فكرة حتى يتضح المشروع.
مشروعنا الأكبر في السعودية هو التقاط الجمال ونثره على أراضينا، نريد أن نزرع حقولا من دأب، اتركوا اللاعبين الـ8 كما هم واستقطبوا المميّز أكثر ولترافق مسابقات كرة القدم لاعبين ومناشط وفعاليات وبطولات دولية ومحلية.
اصرفوا على دوري المدارس وتعاملوا معه جيدا، بمزيد من الصبر، أكثروا من كل لون وحافظوا على التناغم، أعطوا كرة القدم لدينا معناها الحقيقي، افتحوا أيديكم لاحتضان الجمال ولا تتوقفوا، فأمامنا طريق طويل لكي نصل مع نهايته إلى مجتمع أكثر قبولا بكل شيء، ولوحة فرح.
* نقلا عن صحيفة "الرياضية" السعودية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة