أحداث 11 سبتمبر.. أبرز المعلومات عن العقل المدبر للهجمات الدامية
العين الإخبارية
هزت الولايات المتحدة هجمات متزامنة يوم 11 سبتمبر/أيلول 2001، عندما اختطف إرهابيون من تنظيم القاعدة 4 طائرات ووجهوها للارتطام ببرجيْ مركز التجارة العالمي بنيويورك، ومقر البنتاجون في واشنطن.
وقضى المهاجمون الانتحاريون وعددهم 19 في الانفجارات، بعد أن قتلوا 2976 شخصا من 77 دولة، فيما جرح الآلاف، وتعرض مثلهم لمعاناة نفسية كبيرة، ونجا عدد كبير في مواقع الهجمات بنيويورك وواشنطن.
رغم مرور عقدين من الزمن على الهجمات الدامية فلا تزال تلك الاعتداءات تلقي بظلالها على العالم، فقد قادت الولايات المتحدة حربا على أفغانستان، أسقطت فيها حكومة طالبان (1996-2001) التي امتنعت عن تسليم الإرهابي أسامة بن لادن، قبل أن يقتل في عملية أمريكية بباكستان عام 2011 بعد سنوات من الهروب.
واليوم السبت يمرّ عقدان على تلك الأحداث حيث تحيي الولايات المتحدة الذكرى العشرين للهجمات الأكثر دموية في تاريخها، فيما يخيم على مراسم الإحياء ظل العقل المدبر لتلك الهجمات، خالد شيخ محمد، الذي لم يُحاكم ولم يصدر بعد حكم بحقه.
العقل المدبر للهجمات
تباهى خالد شيخ محمد أمام المحققين بأنه تصوّر ودبّر الاعتداءات، فيما يقبع منذ 15 عامًا في زنزانة في معتقل جوانتانامو الخاضع لأشدّ التدابير الأمنية، بحسب تقرير لوكالة الأنباء الفرنسية.
وينتظر المتهم -بحسب التقرير- في هذه القاعدة البحرية الأمريكية في كوبا، لمعرفة ما إذا كانت المحكمة العسكرية المُفترض أن يمثل أمامها تقبل باعترافاته، أو أن التعذيب الذي خضع له على أيدي عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية "سي آي إيه" في أثناء سجنه يجعل هذه الاعترافات غير مقبولة من القضاء.
ويبقى شيخ محمد أبغض شخص على ارتباط باعتداءات 11 سبتمبر بالنسبة للأمريكيين بعد الزعيم السابق لتنظيم القاعدة الإرهابي أسامة بن لادن.
وبحسب العميل السابق في مكتب التحقيقيات الفيدرالية "إف بي آي"، علي صوفان، فإن شيخ محمد "قاتل" تميّز عن سائر أعضاء القاعدة بمشاريعه "المجنونة".
والرجل البالغ من العمر 56 عاما معروف لدى العامة من خلال الصورة التي التقطت له ليلة القبض عليه عام 2003، ويظهر فيها مشعث الشعر يرتدي قميصا داخليا أبيض.
ويقول التقرير: "بدا هذا الأسبوع هزيلا حين مثل بلحية طويلة يطغى عليها الشيب وعمامة زرقاء أمام المحكمة العسكرية في جوانتانامو للمرة الأولى منذ 18 شهرا".
ويعتقد أن شيخ محمد، الباكستاني الذي نشأ في الكويت، هو الذي طرح فكرة شن هجمات صدما بطائرات على زعيم القاعدة السابق أسامة بن لادن عام 1996.
وكان شيخ محمد، خريج جامعة أمريكية، يعمل موظفا في مطلع التسعينيات لحساب الحكومة في قطر في مطلع التسعينيات حين بدأ يخطط لهجمات بمساعدة ابن شقيقته رمزي يوسف الذي فجر قنبلة في مركز التجارة العالمي في نيويورك عام 1993.
ولم يلتحق في البداية بالقاعدة، بل وصفه التقرير الرسمي حول اعتداءات 11 سبتمبر بأنه "مبادر إرهابي" كان يمتلك الدوافع والأفكار للتخطيط لاعتداءات، لكنه يفتقر إلى التمويل والتنظيم الضروريين لتنفيذها.
وأورد التقرير: "خالد شيخ محمد ذو المستوى التعليمي العالي والذي يمكن أن يشعر بالارتياح في مكتب موظف حكومي كما في مخبأ للإرهابيين، استخدم مخيّلته وكفاءاته الفنية ومهارته في إقامة علاقات، ليبتكر ويدبّر مجموعة هائلة من المخططات الإرهابية".
اعتقاله
واعتقل في مارس/آذار 2003 في روالبندي في باكستان ونقلته "سي آي إيه "إلى سجون سرية في بولندا حيث تم استجوابه، فخضع لعمليات إيهام بالغرق 183 مرة خلال أربعة أسابيع.
وهو المعتقل الذي ركزت عليه وكالة الاستخبارات المركزية أكبر قدر من الاهتمام، فخضع بالتالي لأكبر قدر من التعذيب.
بيد أن تقرير مجلس الشيوخ الأمريكي أفاد بأن كمية كبيرة من المعلومات التي تم جمعها تحت التعذيب كانت خاطئة.
لكن بعد نقله إلى جوانتانامو في سبتمبر 2006، أعلن شيخ محمد مفاخرا أمام المحكمة العسكرية "كنت مسؤولا عن عملية 11 سبتمبر من الألف إلى الياء".
كما أنه يقف خلف 30 عملية أخرى من بينها اعتداءات على ارتباط بتنظيم القاعدة في بالي وكينيا وقتل الصحفي الأمريكي دانيال بيرل.
آخر ظهور
ويصفه محاميه ديفيد نيفين بأنه رجل بارع لديه استراتيجيات جيدة للدفاع عن نفسه في المحكمة.
وخاض محاموه عام 2017 مفاوضات سعيا لإبرام اتفاق لإقرار موكلهم بذنبه لقاء عقوبة بالسجن مدى الحياة، على ما علم لدى المحكمة بعد عام، غير أن هذا الاتفاق لم يتحقق.
وبدا خالد شيخ محمد هذا الأسبوع في المحكمة واثقا من نفسه وهادئا، فتبادل أطراف الحديث مع محاميه وحيا صحفيين في الرواق المحمي بزجاج في مؤخرة القاعة.
ويقول محاموه إنه على علم على الأرجح باستعادة طالبان السيطرة على أفغانستان، وهو ما اعتبره تنظيم القاعدة انتصارا كبيرا.
بايدن يحيي الذكرى الـ20
أحيا الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذكرى الـ20 لهجمات 11 سبتمبر/ أيلول اليوم السبت، بزيارة كل مواقع الهجمات لتأبين الضحايا.
وبدأ بايدن يومه في نيويورك، حيث حضر مراسم في المكان الذي كان به برجا مركز التجارة العالمي، قبل أن تصطدم طائرتان بالمبنيين مما أدى إلى انهيارهما.
وعزفت الفرقة الموسيقية التابعة لشرطة نيويورك أغنية "الأوقات الصعبة لا تأتي مرة أخرى"، وهي أغنية شعبية أمريكية تعود للخمسينيات من القرن التاسع عشر.
وعلى الضفة الأخرى من نهر هدسون في نيوجيرسي، كان بروس سبرينجستين يغني على الجيتار أغنية "سأراك في أحلامي".
ووقف بايدن والرئيسان السابقان بيل كلينتون وباراك أوباما، وحشد من الأمريكيين دقيقة صمت وقت اصطدام أول طائرة ببرج التجارة العالمي.
وفي مدينة نيويورك، وفي يوم جميل بسماء صافية مثلما كان في ذلك اليوم قبل 20 عاما، تلا أقارب الضحايا قائمة بأسماء من لقوا حتفهم في البرجين، ولم يدل بايدن، الذي أحنى رأسه، بأي تصريحات.
وحضر المراسم رودي جولياني الذي كان رئيس بلدية نيويورك وقت الهجمات، لكن الرئيس السابق دونالد ترامب وهو من نيويورك لم يحضر مراسم التأبين.
ثم سافر بايدن إلى شانكسفيل في بنسلفانيا، حيث سيشهد حفل التأبين ظهورا نادرا للرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش الذي قاد البلاد في ذلك الوقت.
ومن المقرر أن يعود بايدن إلى واشنطن لزيارة وزارة الدفاع، رمز القوة العسكرية الأمريكية والذي تعرض لهجوم بطائرات أخرى استخدمت كصواريخ في هذا اليوم.
وأمس الجمعة، دعا الرئيس الأمريكي جو بايدن مواطنيه إلى الوحدة "أعظم قوة لدينا"، وذلك في رسالة مسجلة نُشرت عشية الذكرى العشرين لهجمات 11 سبتمبر/أيلول.
وقال الرئيس في رسالته المسجلة في البيت الأبيض وتزيد مدتها على ست دقائق بقليل: "هذا بالنسبة إليّ هو الدرس المركزي لـ11 سبتمبر/ أيلول. وهو أنه عندما نكون الأكثر عرضة للخطر (...) فإن الوحدة هي أعظم قوة لدينا".