مشاركة الإمارات بجنودها البواسل في تحرير اليمن من مغتصبيها، أظهرت حقيقةً متانة الشعب الإماراتي وقوة بيته وتلاحمه مع القادة.
لم يكن يعرف أحد الوالدة آمنة المراشدة قبل زيارة الشيخ محمد بن زايد لها في منزلها في منطقة كلباء، ولم نكن نعرف عن الموقف المشرف والتضحية التي قدمتها هذه الأم الإماراتية تجاه الوطن، فبرغم أن سبعة من أبنائها في ساحات الشرف والوغى، لتأدية واجب الوطن وتلبية نداء القادة، إلا أنها مازلت تصر على أن يلحق بهم أخوهم الأخير ليكون ضمن كوكبة الشرف التي تلبي نداء الوطن.
هذه الموقف العظيم من هذه الأم الإماراتية، تُظهر تلك التربية التي تلقاها جنود الإمارات البواسل وحماتها طوال حياتهم، فمن تربّى على حب الوطن لا يرى دون وطنه شيئا، ومن اعتاد أن يلبي نداء الواجب لا يستطيع إلا أن يكون في الصفوف الأولى في ساحات الحرب، فليس بالأمر الهين أن تدفع الأم بفلذات أكبادها لساحة الحرب، إلا إذا كان الوطن يستحق هذه التضحية الكبيرة من هذه الأم العظيمة.
مشاركة الإمارات بجنودها البواسل في تحرير اليمن من مغتصبيها، أظهرت حقيقةً متانة الشعب الإماراتي وقوة بيته وتلاحمه مع القادة، فكل يوم نسمع عن قصص بطولات تظهر من جنود الإمارات في اليمن لنكتشف أن وراء هذه البطولة أُمّ ربت ابنها على حب الوطن والتضحية والثبات والعزيمة، وزوجة صالحة كانت تشد من أزر زوجها ورفيق دربها فتحفظ بيته وأبناءه وتقوّي عزيمته وتمنحه القوة التي تعينه على أداء نداء الواجب.
ولكم في صور ثبات وصبر أمهات الشهداء وزوجاتهم أكبر دليل على قوة المرأة الإماراتية وصبرها وتضحياتها من أجل الوطن، لأنها تعلم أن الوطن يحتاج أبناءه، فتربيهم منذ نعومة أظفارهم على حبه وأهميته في حياة الإنسان فيكبر ليصبح شاباً يلبي النداء بكل فخر متى ما احتاج هذا الوطن له.
في كل بيت إماراتي هناك قصص لا نعلمها لأمهات قدمن أبناءهن للوطن، فهناك بيتُ شهيد والآخر عاد من ساحات الوغى جريح، وغيرهم أبطال في ساحات الحرب لا يزالون يقدمون بطولات يشهد عليها العالم بأسره فيرفعون اسم وطنهم وأسرهم وأمهاتهم عالياً، نماذج مشرفة تكتب بأسطر من ذهب في تاريخ الإمارات لم يسلط عليها الضوء من إعلامنا المحلي، فبالرغم من أنها تستحق الجزء الأكبر من إعلامنا المرئي الذي أصبح لا يبحث إلا عن سقطات إعلامية لا تتناسب أبداً مع الظروف التي تحيط بالمنطقة من حولنا إلا أن إعلامنا لا يزال مغيبا عن واقع المجتمع الإماراتي في هذه الظروف.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة