عالم آثار مصري قال إن الفراعنة كانوا أول من احتفل بعيد الأم ومكانتها في الحياة، كاشفا عن أقدم رسالة بردية من طفل لأمه
قال عالم آثار مصري إن الفراعنة كانوا أول من احتفى بمعاني الأمومة والمكانة الفريدة التي تشغلها الأم في حياة الإنسان منذ بداية الخلق، وذلك بالتزامن مع احتفال العالم بعيد الأم اليوم الاثنين 21 مارس/آذار.
وكشف عبدالرحيم ريحان عن إحدى البرديات الأثرية التي عثر عليها في منطقة تل العمارنة التاريخية بمحافظة المنيا التي عمرها نحو 4 آلاف عام، واحتوت على أول رسالة كتبها طفل لأمه في عيد الأم باللغة الهيروغليفية القديمة.
وجاء نص الرسالة التاريخية: "اليوم عيدك يا أماه.. دخلت أشعة الشمس من النافذة لتقبل جبينك وتباركك فى يوم عيدك.. استيقظت طيور الحديقة مبكرا لتغرد لكي فى عيدك.. تفتحت زهور اللوتس فى البحيرة لتحييكي.. الفراش يرقص فرحاً متنقلاً بين الزهور مهنئاً بعيدك.. اليوم عيدك يا أماه فلا تنسى أن تدعي لى فى صلاتك للرب.. فقد قال آمون إن دعاء الأبناء لا يصل إلى آذان السماء إلا إذا خرج من فم الأمهات.. اليوم عيدك يا أماه إنه فرح السماء الذى تفرح فيه المعبودة إيزيس وهى تشاركك أفراحك".
وأكد ريحان أن معانى الأمومة وقيمة الأم والمرأة تجسدت فى عدة صور بمصر القديمة ليكونوا أول من احتفل بعيد الأم كعيد مقدس، لافتا إلى أن ذكر عيد الأم قد ورد فى أكثر من بردية من برديات كتب الموتى، كما وجدت ضمن مقابر الدولة الحديثة كثير من البرديات ونماذج من النصوص التقليدية للدعاء للأم فى عيدها.
وعن موعد ومظاهر احتفال الفراعنة القدماء بالأمهات، أشار خبير الآثار إلى أن موعد عيد الأم فى مصر القديمة كان يأتي مع آخر شهور فيضان النيل عندما تكون الأرض الخصبة معدّة لبذر البذور التي اعتبروها تبعث الحياة فى الأرض، وذلك في شهر هاتور بالتقويم المصرى القديم.
وأوضح ريحان أن "هاتور" أو "حتحور" تعني معبودة الجمال، مشيرا إلى أن معنى كلمة "حت – حور" هو مرضعة المعبود حور، ولذلك شبه الفراعنة الأم بنهر النيل الذى يهب الحياة والخير، واعتبروا تمثال "إيزيس" التى تحمل ابنها حورس رمزاً لعيد الأم.
وكان الفراعنة يضعون التمثال الرمزي فى غرفة الأم ويحيطونه بالزهور ويضعون حوله الهدايا المقدمة للأم فى عيدها، والذى يبدأ الاحتفال به مع شروق الشمس حيث كانوا يعتبرون أن نور الشمس وأشعتها رسالة من السماء لتهنئتها.
وتابع ريحان أن برديات الحكماء شملت نصائح للأبناء بطاعة الأم، وأبرزها رسالة الحكيم الفرعوني "سنب حوتب" التي جاء فيها: "ضاعف لها العطاء فقد أعطتك كل حنانها وضاعف لها الغذاء فقد غذتك من عصارة جسدها، واحملها فى شيخوختها فقد حملتك فى طفولتك".