أزمة "رحمة" في تونس.. تنمر برلماني يثير الغضب
تعرضت الحقوقية التونسية بشرى بالحاج حميدة للتهكم من قبل النائب عن حزب صوت الفلاحين فيصل التبيني لخلافهما حول تفعيل عقوبة الإعدام
أثارت تصريحات لنائب تونسي وصفت بـ"التنمر" بحق برلمانية سابقة جراء خلاف بينهما حول إحدى القضايا المجتمعية، حالة من الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي في البلاد.
وتعرضت الحقوقية التونسية والنائبة السابقة عن حزب نداء تونس بشرى بالحاج حميدة للتهكم من قبل النائب عن حزب صوت الفلاحين فيصل التبيني لخلافهما حول تفعيل عقوبة الإعدام.
وعقب الجريمة البشعة التي أودت قبل أيام بحياة الفتاة "رحمة" بعد اغتصابها، في الضاحية الشمالية للعاصمة، دعا الرئيس التونسي قيس سعيد إلى تفعيل تطبيق حكم الإعدام، العقوبة التي لم تشهدها البلاد منذ 3 عقود.
وما بين معسكر مؤيد وآخر رافض لها، تفاعل تونسيون على مواقع التواصل الاجتماعي حول مسألة عودة عقوبة الإعدام.
ومن بين المعارضين، كانت الحقوقية "بالحاج حميدة"، فرد عليها التبيني في تدوينة على صفحته الرسمية في الفيسبوك شهدت تهكما وسخرية.
وقال البرلماني التونسي إن "بشرى بالحاج لا ترفض عقوبة الإعدام في حق المغتصبين والقتلة من باب احترامها لحقوق الإنسان إنما لأنها متأكدة أنه من المستحيل أن تتعرض للاغتصاب ولا أحد ينظر إليها كأنثى أصلا حتى يفكر في اغتصابها".
وهو ما ردت عليه الحقوقية في تغريدة على تويتر قائلة إن "ما كتبه التبيني ليس اعتداء على شخصها فقط بل هو اعتداء على جميع النساء ضحايا العنف الجنسي اللواتي لسن جميلات ولا صغيرات في السن".
ولاقت بالحاج حميدة حملة مساندة كبيرة من قبل رواد مواقع التواصل الاجتماعي والأحزاب ومنظمات المجتمع المدني في تونس.
ورفع 22 محاميا قضية ضد النائب فيصل التبيني بتهم "التنمر والتحريض على بث خطاب العنف والكراهية".
وانتقادا للتبيني، تضامن مصطفى بن أحمد، رئيس كتلة حزب تحيا تونس في البرلمان التونسي مع بالحاج حميدة.
وأكد على صفحته الرسمية في الفيسبوك معلنا أن "التهجم على الزميلة بتلك البذاءة يعكس بؤس السياسية بتونس التي أصبح فيها التبع والببغاءات قادة رأي وأصحاب مواقف".
كما كتبت فتحية السعيدي، أستاذة علم الاجتماع وعضوة في جمعية النساء الديمقراطيات (جمعية تدافع على النساء) في تدوينة على صفحتها الرسمية في الفيسبوك أن "ما كتبه التبيني هو قمّة في الانحطاط والسوقية... وفعلا لا يستوي الذي لا يفهم مع الذي يفهم ولا يستوي مناضلو الأمس مع تجار النضال اليوم..كل التضامن مع بشرى بلحاج حميدة".
وقد تأثرت بشرى بالحاج حميدة حد البكاء في إحدى الحصص الإذاعية إثر حملة التنمر التي شنها ضدها فيصل التبيني.
وكتبت ليلى طوبال، المسرحية التونسية في تدوينة على صفحتها الرسمية في الفيسبوك، أن "دموع بشرى اليوم هي دموع كل امرأة تعرضّت لحملات التشويه الفيسبوكية"، معبرة عن مساندتها لها.
من جهته، عبر منجي الحرباوي، النائب السابق عن حزب نداء تونس، في تدوينة على صفحته الرسمية في الفيسبوك عن تضامنه المطلق مع بشرى بالحاج حميدة واصطفافه معها قائلا إن "تونس بنسائها الحرائر".
وبشرى بالحاج حميدة هي محامية وإحدى مؤسسات الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ونائبة سابقة عن حزب نداء تونس. وقد تم تعيينها في 2017 رئيسة للجنة الحريات الفردية والمساواة من قبل الرئيس الراحل الباجي قائد السبسي.