القدس تهيمن على الذكرى الـ53 لانطلاق حركة فتح
الرئيس عباس حدد في خطاب متلفز 3 خطوط حمراء وثوابت تشكّل الأساس في الموقف الفلسطيني لا يمكن لأحد أن يتجاوزها.
قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إنه "لن نقبل ببقاء الوضع القائم، ولن نقبل بنظام الابارتهايد (الفصل العنصري)، ولن نقبل بسلطة دون سلطة، واحتلال دون كلفة".
وأضاف في خطاب مساء اليوم بمناسبة ذكرى الانطلاقة الثالثة والخمسين لحركة "فتح"، موجها كلامه للإسرائيليين: "عليكم أن تعيدوا النظر في سياساتكم وإجراءاتكم العدوانية ضد شعبنا وأرضنا ومقدساتنا قبل فوات الأوان".
وحدد الرئيس الفلسطيني في الخطاب المتلفز 3 خطوط حمراء وثوابت "تشكل الأساس في موقفنا، نلتزم بها ولا يمكن لأحد أن يتجاوزها".
وقال: "لا حل إلا على أساس قرارات الشرعية الدولية وعلى رأسها قرار الجمعية العامة رقم 19/67 الصادر في 29/ 11/ 2012، وقرار مجلس الأمن 2334 لعام 2016، وقرارات المجالس الوطنية، ومبادرة السلام العربية التي تؤكد جميعها إقامة دولة فلسطين على حدود 1967 والقدس الشرقية بحدودها الكاملة عاصمة لها".
وأضاف: "إن تطبيق مبادرة السلام العربية مرهون بإنهاء إسرائيل لاحتلالها للأراضي الفلسطينية والعربية، وحل عادل ومتفق عليه لقضية اللاجئين الفلسطينيين، وفق القرار 194، ونيل الشعب الفلسطيني حريته واستقلاله أولاً وقبل كل شيء".
وتابع الرئيس الفلسطيني: "إن المؤامرة على القدس لن تمر، ولن نسمح لكائن من كان بأن يمس بحقوقنا وثوابتنا الوطنية".
ولفت الرئيس عباس في هذا الصدد إلى أنه "بعد مضي قرن من الزمان على وعد بلفور الغادر الظالم، وانقضاء سبعة عقود على النكبة، وخمسين عاماً على احتلال إسرائيل لما تبقى من أرض فلسطين، نواجه تحدياً جديداً تقوده الولايات المتحدة الأمريكية انحيازاً ودعماً لإسرائيل، قوة الاحتلال، بالاعتداء على مكانة القدس ووضعها القانوني والتاريخي".
وقال: "وبذلك تكون الولايات المتحدة قد خالفت القانون الدولي والشرعية الدولية وفقدت أهليتها كوسيط في عملية السلام"، وأضاف: "إن القدس تواجه مؤامرة كبرى لتغيير هويتها وطابعها، والاعتداء على مقدساتها الإسلامية المسيحية، وهي بحاجة ماسّة لوقفة شموخ وإباء من الجميع في العالم، فالقدس الشرقية هي مدينة السلام، وكانت وما زالت وستظل إلى الأبد، عاصمة دولة فلسطين".
جلسة طارئة للمجلس المركزي
وأعلن الرئيس الفلسطيني أنه "سنعقد جلسة طارئة للمجلس المركزي الفلسطيني في الأيام القادمة، وهو أعلى سلطة تشريعية للشعب الفلسطيني تنوب عن المجلس الوطني الفلسطيني؛ وذلك لمناقشة قضايا استراتيجية تهم مصير شعبنا وقضيته العادلة، واتخاذ القرارات الحاسمة للحفاظ على القدس وحماية حقوق شعبنا".
وأضاف: "كما سنمضي قدماً في جهودنا السياسية والدبلوماسية بالانضمام لجميع المنظمات والمعاهدات الدولية، علماً بأننا أصبحنا أعضاء كاملي العضوية في أكثر من مائة منها، وسنعمل وبشكل حثيث على نيل العضوية الكاملة لدولة فلسطين في الأمم المتحدة، وتحقيق المزيد من الاعترافات من الدول التي تؤمن بحل الدولتين، ولم تعترف بعدُ بدولة فلسطين".
القدس تهيمن على فعاليات الانطلاقة
وهيمنت قضية القدس على فعاليات الانطلاقة الثالثة والخمسين لحركة "فتح"، التي بدأت مساء اليوم الأحد في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وقال الرئيس عباس أمام آلاف الفلسطينيين الذين احتشدوا في مقر الرئاسة في مدينة رام الله: "القدس التي حاولوا ويحاولون أن يغيروا مجرى التاريخي والجغرافيا ومجرى الثورات والوجود الحقيقي ليقولوا هي عاصمة للآخرين، لا إنها عاصمة الشعب الفلسطيني الأبدية إن شاء الله".
وشدد على أن المسجد الأقصى موجود منذ آلاف السنين وقال: "لذلك مهما حاولوا أن يغيروا التاريخ فلن يستطيعوا أن يغيروه، نحن هنا مرابطون، باقون، صابرون وصامدون"، وأضاف: "نحن هنا لن نغادر بلدنا ولن نرتكب الأخطاء الحمقاء التي حصلت في الماضي، نحن باقون هنا حتى تحرير فلسطين وأرض فلسطين، وستكون القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين".
وأعرب الرئيس الفلسطيني، الذي وضع إكليلا من الزهور على ضريح الرئيس الشهيد ياسر عرفات قبل أن يوقد شعلة الإنطلاقة، عن الأمل بأن "يكون 2018 عام الاستقلال".
وسبق ذلك أن احتشد آلاف الفلسطينيين في وسط مدينة غزة للاحتفال بذكرى الانطلاقة.
وقال عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" أحمد حلس إن "قرار ترامب سيسقط"، في إشارة إلى قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، وأضاف: "سيبقى الوعد الفلسطيني الذي يصر على أن تبقى فلسطين عربية والقدس عاصمتها".
كما جرت فعاليات بهذه الذكرى في عدد من المدن الفلسطينية بينها نابلس وطولكرم في شمالي الضفة الغربية.