2017 في فلسطين.. عام النكبة الثانية
في أحاديث منفصلة لـ"بوابة العين الإخبارية" أشار مسؤولون فلسطينيون إلى الصعوبات التي حملها عام 2017، متوقعين أن يكون القادم أصعب
يتأهب 2017 لأفول يحمل معه حدثاً بارزاً زلزل العالم بأسره، وفتح منحى جديداً في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وهو الاعتراف الأمريكي بالقدس المحتلة عاصمة لإسرائيل.
قرار مشؤوم يثقل حصيلة العام، ويصطف في مجلدات التاريخ في ركن قاتم من مسارات الإنسانية، تحت اسم النكبة الثانية للشعب الفلسطيني بعد نكبة احتلال أراضيه من قبل الكيان الصهيوني عام 1948.
2017 يغادر حاملاً معه أيضا ذكرى أسوأ الأحداث التي وصمت التاريخ المعاصر لفلسطين، بينها مئوية وعد بلفور المشؤوم، والذكرى الـ 50 لضياع القدس واحتلال المسجد الأقصى، وغيرها.
وفي أحاديث منفصلة لـ"بوابة العين الإخبارية" أشار مسؤولون فلسطينيون إلى أن أصعب ما مر على الفلسطينيين عام 2017 هو الخطوات الأمريكية الجديدة بشأن اعتبار القدس عاصمة لإسرائي،ل وتشديد إسرائيل وسائل التفتيش والمراقبة على بوابات المسجد الأقصى.
الاعتراف الأمريكي.. النكبة الثانية
المسجد الأقصى
الشيخ عزام الخطيب، مدير عام إدارة الأوقاف الإسلامية في القدس، قال لـ"بوابة العين الإخبارية" إن "العام 2017 كان من أصعب السنوات على المسجد الأقصى منذ الاحتلال الإسرائيلي عام 1967، خاصة بعد زيادة التطرف الإسرائيلي تجاه المسجد والارتفاع غير المسبوق في أعداد المقتحمين للمسجد، وتعطيل عمل إدارة الأوقاف الإسلامية، لا سيما في مشاريع الترميم ومحاولة تغيير الوضع القائم في المسجد الأٌقصى".
ولفت الخطيب في هذا الصدد إلى أن أكثر من 25 ألف متطرف إسرائيلي اقتحموا الأقصى بحماية الشرطة الإسرائيلية عبر باب المغاربة في 2017، وهو عدد غير مسبوق منذ الاحتلال الإسرائيلي للمسجد عام 1967.
ورغم تقديره أن عام 2017 كان صعباً، يرى الخطيب أن السنوات المقبلة «قد تكون أصعب على المسجد».
مخططات استيطانية غير مسبوقة
وإذا ما تم تنفيذ هذه المشاريع بالحجم الذي تم الإعلان عنه، فهذا يعني أنه لن تكون هناك دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية أو أن تكون هناك دولة فلسطينية في الضفة الغربية، بحسب المصدر نفسه.
اعتقالات يومية
من جهته، أشار قدورة فارس، رئيس نادي الأسير الفلسطيني، في حديث لـ"بوابة العين الإخبارية" إلى أنه "لم يمر يوم في 2017 دون أن تكون هناك اعتقالات".
وتابع فارس أن "عدد حالات الاعتقال في عام وصلت إلى نحو 6 آلاف معتقل مع استهداف أكبر للأطفال، وتحديداً في الشهر الأخير سواء من حيث عدد الأطفال الذين اعتقلوا أو نسب الأحكام، حيث جرى تعديل على القانون يسمح بإصدار أحكام على الأطفال من سكان القدس دون سن 14 عاماً".
وأضاف: "لاحظنا وجود تعليمات بضرب وقمع المعتقلين فكل من تم اعتقاله في الميدان تم الاعتداء عليه بالضرب من قبل الجيش الإسرائيلي، ورصدنا أن ما يعادل 95% من حالات الاعتقال تعرضت للعنف من قِبل الجهات المسؤولة عن الاعتقال، فإما أن يعتدى عليه من الجيش أو خلال التحقيق أو حتى الشرطة تمارس التعذيب، وبالتالي فإن بعض المعتقلين تعرضوا للعنف من الجهات الثلاث وبعضهم من جهتين والبعض الآخر من جهة واحدة".
وتابع: "لاحظنا أيضا أن الحكومة الإسرائيلية تبنّت مجموعة من التشريعات مثل قانون رفع العقوبة ضد راشقي الحجارة لتصل إلى ما بين 6 أشهر إلى 20 سنة، وقيام وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بمنع ذوي أسرى حماس في غزة من زيارة أبنائهم وصولا إلى مناقشة قانون الإعدام لمنفذي الهجمات".
ولاحظ فارس أن الرد الإسرائيلي على إضراب المعتقلين في السجون الإسرائيلية هذا العام كان شديدا، وقال: "لقد اتخذت إسرائيل إجراءات غير مسبوقة ضد المضربين عن الطعام بما يشمل الضرب والتنكيل على مدى 41 يوما".
وأضاف: "كما أنه من الملاحظ أن محافظة القدس وللعام الثالث على التوالي، تتصدر عدد حالات الاعتقال من كل الفئات سواء الأطفال أو النساء أو البالغين".
ومع إشارته إلى أن العام 2017 كان صعبا، فإن فارس رأى أن السنوات المقبلة قد تكون أصعب، وقال: "في ضوء الوضع السياسي وتركيبة الحكومة الإسرائيلية وعمليات التحريض المستمرة فإن المؤشر يتجه إلى المزيد من التصعيد".
واستنادا إلى معطيات رسمية إسرائيلية، فيقبع 6171 فلسطينيا في السجون الإسرائيلية حاليا، بينهم 434 معتقلا إداريا.
أرقام الأمم المتحدة
ومن جهته، فقد أشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا) في تقرير أرسله لـ"بوابة العين الإخبارية" إلى أنه منذ بداية العام 2017 وحتى 18 ديسمبر/كانون الأول، تم هدم 139 منزلا في القدس الشرقية، ما أدى إلى تهجير 228 فلسطينيا.
ونفذ مستوطنون إسرائيليون 55 هجمة أدت إلى وقوع إصابات في صفوف الفلسطينيين، كما نفذ الاحتلال الإسرائيلي 63 توغلا عسكريا في قطاع غزة واعتقل ما معدله 78 فلسطينيا كل أسبوعين.
واستشهد 46 فلسطينيا في الضفة الغربية و23 فلسطينيا في قطاع غزة وجرح 5640 فلسطينيا في الضفة الغربية و905 فلسطينيين في قطاع غزة.
أرقام السلام الآن
وكانت حركة (السلام الآن) الإسرائيلية أشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية تقدمت بـ88 خطة لبناء 6742 وحدة استيطانية في 59 مستوطنة مختلفة في العام 2017.
كما أشارت إلى أن السلطات الإسرائيلية نشرت مناقصات لبناء 3154 وحدة استيطانية جديدة في الضفة الغربية.
وذكرت أن السلطات الإسرائيلية صادقت على بناء 2000 وحدة استيطانية في القدس الشرقية المحتلة.
المصالحة بين الفصائل
في 12 أكتوبر/تشرين أول الماضي، وقعت حركتا التحرير الوطني الفلسطيني "فتح" والمقاومة الإسلامية "حماس"، في القاهرة، على اتفاق للمصالحة، يقضي بتمكين الحكومة الفلسطينية من إدارة شؤون غزة.
حدث شكَّل نقطة ارتكاز هامة في المشهد الفلسطيني، وبدا أنه يؤسس لإحداثيات جديدة، قبل أن تتوتر العلاقات مجددا بين الحركتين، وتتبادل الاتهامات بالتسبب في عرقلة اتفاق المصالحة.
خلافات شملت البعد التطبيقي للاتفاق، وهيمنت عليها بالأساس مواضيع سلاح المقاومة الفلسطينية والسيطرة الأمنية، ويخشى مراقبون أن تطمس الاتفاق، وتعيد العلاقات بين الحركتين إلى مربعها الأول.
ففي الوقت الذي تصر فيه «حماس» على أن سلاح المقاومة خط أحمر، نفت «فتح» أن تكون طرحت نزع سلاح المقاومة خلال جلسات الحوار الفلسطيني، وأكدت على ضرورة تولي الحكومة الفلسطينية الملف الأمني بالقطاع.
2017.. عام الذكريات المشؤومة
يغادر 2017 أيضا مُحمّلاً بذكريات مشؤومة بالنسبة للفلسطينيين. فبحلول يونيو حزيران الماضي، انقضت 50 عاما على ضياع القدس واحتلال المسجد الأقصى.
وفي 29 أغسطس/آب الماضي، انقضت 120 عاما على انعقاد المؤتمر الصهيوني الأول، والذي قاده ثيودور هرتزل عام 1897.
كما صادف الثاني من نوفمبر تشرين ثان الماضي، الذكرى المئوية لوعد بلفور الذي أيدت من خلاله الحكومة البريطانية، في 1917، إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
وفي الـ 29 من الشهر نفسه، مرت 70 عاما على إصدار الجمعية العامة للأمم المتحدة، القرار 181 لعام 1947، والذي اصطلح على تسميته بقرار التقسيم، وأعطيت بموجبه الشرعية الدولية لقيام الكيان الصهيوني.