عبد اللطيف التلباني.. وفاة غامضة لنجم "أضواء المدينة"
المطرب المصري عبداللطيف التلباني انتهت حياته داخل منزله في حادث غامض 2 فبراير 1989 ليرحل تاركا خلفه ميراتا فنيا كبيرا ولغزا محيرا
قبل 31 عاما رحل عن عالمنا المطرب المصري عبداللطيف التلباني، الذي شهدت مسيرته الفنية أحداث غريبة وغير مألوفة انتهت بحادث وفاته الغامض الذي شغل كثيرون.
ولد عبداللطيف عبدالله التلباني 6 فبراير/شباط 1936 في قرية العزيزية بمحافظة الشرقية، أحب الطرب منذ طفولته وكانت أسرته تدفعه للغناء في كل مناسباتها السعيدة، ما منحه ثقة في موهبته ورسم طريقه المستقبلي.
التحق التلباني بكلية الآداب جامعة الإسكندرية، وانضم لفرقة الكلية الغنائية وصار مطربها الأول ؛ لينجح في الإعلان عن موهبته الفنية جيدا داخل أسوار الجامعة.
أحب الشاب الحالم جو الإسكندرية فقرر الإقامة فيها بهدف تحقيق حلمه، وشاءت الظروف أن يلتقي بالملحن وعازف الكمان سالم نصر الدين، الذي شجعه كثيرا ووقف بجواره حتى بات اسمه معروفا، وبدأ يتكسب من الغناء في الأفراح .
ورغم إدارك المطرب الشاب أن غناءه في الأفراح يضمن له الحياة بشكل كريم، فإنه كان على يقين أن صوته سيظل قاصرا على جمهور الإسكندرية فقط؛ لذا قرر السفر إلى القاهرة بحثا عن مساحة أكبر من الشهرة، لكنه سريعا ما عاد أدراجه مع فشل محاولات التوسع.
كاد اليأس يقتل حلم التلباني حتى أعلنت إذاعة الإسكندرية عن امتحان لاختيار أصوات جديدة 6 يونيو/حزيران 1957، تقدم الشاب وحاز صوته إعجاب اللجنة التي ضمت وقتها مؤسس إذاعة الإسكندرية حافظ عبدالوهاب، والشاعر أحمد خميس، وعبدالحميد الحديدي.
بعد شهر من اجتيازه اختبارات الإذاعة تعلم العزف على آلة العود، وقدم أول أغنية في مشواره الفني بعنوان "خليني على بالك"، التي حققت نجاحا كبيرا لتتوالى أعماله.
تطور نوعي شهدته مسيرة التلباني الفنية بإصداره أغنية "اللي روحي معاه" للشاعر الكبير عبد السلام أمين عام 1960؛ ليرشح اسمه مطربا في حفلات "أضواء المدينة" وصار نجما بارزا.
بمرور الأيام لمع نجم الشاب وتعاون مع كبار الملحنين، أمثال بليغ حمدي ورياض السنباطي ومحمد الموجي، وقدم أغنيات رائعة منها: "خفة دمك مش على حد، همسة حايرة، يا حلاوتك يا سمارة".
عام 1964 خاض أولى تجاربه السينمائية بلعب دور البطولة في فيلم "نمر التلامذة"، وتبعته أعمال "حارة السقايين" 1966، "غازية من سنباط" 1967، "جزيرة العشاق" 1968، "درب اللبانة" 1984، وأيضا قدم على خشبة المسرح 3 عروض هي: "كلمة حب"، "محسن وزيزي" و"أنا وهي ومراتي".
رغم النجاح الكبير الذي حققه التلباني، انتهت حياته في حادث غامض 2 فبراير/شباط 1989، إذ تضاربت الأنباء حول سبب الوفاة بين ذبحه هو وزوجته وابنته، واختناقه بالغاز هو وأسرته داخل منزلهم؛ ليرحل الموهوب تاركا خلفه ميراتا فنيا كبيرا ولغزا محيرا.