إثيوبيا ترسخ ثقافة التعايش السلمي بين الأديان لتحقيق السلام
آبي أحمد أنشأ وزارة لشؤون السلام معنية بالحد من النزاعات وتعزيز ثقافة التعايش السلمي التي تعد الأولى من نوعها في إثيوبيا
حرص رئيس الوزراء الإثيوبي آبي أحمد، على عقد لقاءات متعددة مع قادة الطوائف الدينية الإسلامية والمسيحية في بلاده بهدف ترسيخ قيمة الوحدة الوطنية ونبذ الخلافات، وذلك إدراكا منه ومن حكومته بالدور الذي يمكن أن يلعبه قادة الديانتين في بناء مجتمع ينعم بالسلام والاستقرار، ليكون بذلك أول قائد إثيوبي يولي اهتماما بدور المسجد والكنيسة في دعم سياسات الحكومة.
ودعما لترسيخ السلام المجتمعي، أنشأ آبي أحمد مطلع 2019 وزارة لشؤون السلام معنية بالحد من النزاعات وتعزيز ثقافة التعايش السلمي التي تعد الأولى من نوعها في إثيوبيا، وتستعين الوزارة في أداء مهامها برجال دين مسلمين ومسيحيين وقادة العمل النقابي والمدني.
وكانت إثيوبيا شهدت في عهدي رئيس الوزراء الراحل ملس زيناوي، ثم خليفته هيلي ماريام ديسالين انقساما حادا بين المسلمين بسبب اختلاف مذاهبهم الدينية (صوفية، سلفية) بالإضافة لوجود تيار معارض لكيفية ترشيح أعضاء المجلس الأعلى الإسلامي الممثل الشرعي الوحيد للمسلمين في البلاد، وطالب مؤيدو هذا التيار بعدم تسييس المجلس وعدم اختيار أعضائه من الموالين للحكومة، باعتباره معني بالدرجة الأولى بقضايا المسلمين الدينية.
وأعقب ذلك خروج احتجاجات من أنصار هذا التيار انتهت باعتقال أشخاص ممن وصفوا بالتشدد، وجهت الحكومة لهم تهمة الإرهاب وسجنوا لسنوات.
سياسات الانفتاح الديني في عهد آبي أحمد
ولكن تغير الوضع مع تولي آبي أحمد الحكم في 2018، حيث ألغى صفة الإرهاب على المعتقلين، ثم جمع قادة الدين الإسلامي من مختلف المذاهب الدينية معززا روح التسامح والتوافق بينهم، ما دعا الجميع لدعم رؤيته الإصلاحية وأصبح المسلمون من أكبر الطوائف الدينية الداعمة لسياساته.
ويقول الشيخ آدم محمد علي، عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية في إثيوبيا، عن دور الشيوخ في تعزيز السلم المجتمعي: "الإسلام يدرك قيمة التعايش السلمي وأهمية تعزيز التواصل بين أتباع الديانات السماوية ".
وأكد، لـ"العين الإخبارية"، أن علماء الدين يلعبون دورا محوريا في ترسيخ مفهوم الاحترام بين المجتمعات، ودعا إلى نبذ الخلافات.
أول بنك "إسلامي" في إثيوبيا
وفي المقابل، اجتمع آبي أحمد بقادة الكنيسة الأرثوذكسية في مدينة أكسوم بإقليم التقراي، وأكد دور الكنيسة الأرثوذكسية في تعزيز القيم الاجتماعية، كما ناقش جهود الحكومة في الحفاظ على الإرث التاريخي بالإقليم مثل مسلة أكسوم باعتبارها أحد رموز الحضارة الإثيوبية.
وأشاد بروح التعايش السلمي التي تسود بين كل أتباع الديانتين الإسلامية والمسيحية.
ويعلق الأب كيداني ماريام من الطائفة الأرثوذكسية، في تصريح لـ"العين الإخبارية" على مساعي أحمد بقوله: "دور الحكومة والكنيسة يتطابقان في تعزيز قيمتي السلام والتآخي".
الطائفة البروتستانتية تدعم تعزيز السلم المجتمعي
وأوصى رئيس الوزراء خلال لقاء مع قادة الطائفة البروتستانتية بتشكيل لجنة مكونة من 15 عضواً للعمل على توحيد الكنائس.
وهدف هذا الاجتماع إلى مناقشة التباينات داخل الكنيسة البروتستانتية، وكذلك الترقب بين القيادات المسلمة والمسيحية.
ومن جانبهم، أكد زعماء الكنيسة البروتستانتية أن المؤسسات الدينية بحاجة إلى الاحترام المتبادل والعمل على تعزيز القيم المشتركة.