صدق الروائي الأمريكي هرمان ميلفيل عندما قال: "خير لك أن تفشل في الأصالة، من أن تنجح في التقليد"
صدق الروائي الأمريكي هرمان ميلفيل عندما قال: "خير لك أن تفشل في الأصالة، من أن تنجح في التقليد".. ويا له من تقليد أعمى يجري خلفه أولئك الباحثون عن آخر صرعات الموضة، متناسين أن للموضة والأناقة حدوداً ترسمها المبادئ الأخلاقية قبل العادات والتقاليد.
إنها ملابس النوم يا سادة.. التي بعد أن كان البعض يلبسها باستحياء في عقر داره، بات يتفاخر بها البعض دون حياء أو خجل في الأماكن العامة، فقط لمحاولة شد الانتباه والتميز بفعل غير سوي!!
الحديث يطول في مجال قواعد الإتيكيت والبروتوكول العالمية في اللبس والهندام، حيث إن لكل مناسبة لباسها، فلا يجوز أن تُرتدى ملابس السهرة في النهار مثلاً، فكيف بملابس النوم؟!، وكما يقول المثل: "كل ما يعجبك.. والبس ما يعجب الناس".
سلوك شاذ لاقى ردود أفعال مستهجنة من طبقات المجتمع في مختلف بلداننا العربية، وربما تجاهلاً من البعض الآخر، إلا أن هذه الموضة عندما تكاد أن تتحول لتصبح ظاهرة، فهنا الأمر يستحق وقفة، كون مثل هذه الأفعال تجعل من المحظور معتاداً، وبالتالي فإنه مع مرور الوقت يتأقلم الجميع في مجتمعاتنا على هذه الأفعال، والتي للأسف تسيء للمجتمع قبل أن تسيء لصاحب الفعل المستهجن، إن هذه التصرفات تؤثر في قرارات العقل الباطن، وتجعل الممنوع مرغوباً و مستحباً، وبالتالي فإنه في حال تجاهلها تتحول إلى عادة روتينية ربما يجد فيها البعض ممارسة تشد الانتباه وتكسبه بعضاً من الشهرة الزائفة.
هنا لابد من أن نشيد بعدد من الجهات المختصة في بعض مدننا العربية التي سنّت قوانين وتعليمات لاحترام الذوق العام، وبشكل خاص في مواقع العمل الرسمية والجهات الحكومية، أو في تلك الأماكن التي تتواجد بها العائلات والأطفال، فما هو مقبول ارتداؤه في بيتك لا يمكن بأي حال من الأحوال قبوله في مكان عام.
وهنا لابد من الإشادة بهذه القوانين الخاصة بالاحتشام واللوائح السلوكية التي تسنها الجهات المختصة لضبط اللباس في الأماكن العامة؛ للمحافظة على الذوق العام والعادات والتقاليد في المجتمعات، والتي مهما كانت منفتحة ومتقبِلة لثقافات الآخرين فإنها في الوقت ذاته تبقى مجتمعات لها احترامها وعاداتها، ومثل هذه القرارات والقوانين والضوابط ليست مقياساً يعكس التخلف، فحتى العائلة المالكة البريطانية على سبيل المثال ترسم لأميراتها حدوداً في المسائل المتعلقة باللباس، وليست مقتصرة على مجتمعاتنا العربية والإسلامية.
إن الحديث يطول في مجال قواعد الأتيكيت والبروتوكول العالمية في اللبس، حيث إن لكل مناسبة لباسها، فلا يجوز أن تُرتدَى ملابس السهرة في النهار مثلاً، فكيف بملابس النوم؟!،
وكما يقول المثل: "كل ما يعجبك.. والبس ما يعجب الناس".
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة