المدرب مطالب بتغيير شخصية اللاعب فيعلمه كيف يلعب بجدية وتركيز وكيف يذوب أداؤه الفردي في أداء الجماعة متخليا عن الفطرة والبدائية
كيف نختار مدرب المنتخب الوطني الجديد.. أو كيف تختار أنديتنا أي مدرب جديد.. ترى هل تكفي شهادة الخبرة وبطولاته وإنجازاته؟
يمكن إجراء اختبار بسيط للمدرب الجديد، بعيدا عن شهادات الخبرة، وبالطبع لن يكون اللقاء في شكل اختبار، ولكن مجرد حوار ودردشة تكشف عن أفكاره مثل.. هل شاهدت مباريات للمنتخب في المونديال؟ كيف وجدت مستوى الفريق؟ ماذا يملك لاعبنا من مهارات وماذا لا يملك؟ هل هناك أخطاء دفاعية جسيمة؟ هل كنا نعرف ما نفعله حين نمتلك الكرة؟ في رأيك هل يكفي اختيار اللاعبين المحترفين في أندية خارجية حتى لو لم يشاركوا مع فرقهم؟ هل ترى أن المشاركة ضرورية؟ ما تفسيرك لفوز منتخب مصر بكأس إفريقيا 3 مرات متتالية؟ كيف حققنا ذلك من وجهة نظرك دون أغلبية من لاعبين محترفين؟ هل ضعف مستوى البطولة القارية كما يقال، ولم يعد المحترفون الأفارقة يهتمون بها؟
المدرب مطالب بتغيير شخصية اللاعب فيعلمه كيف يلعب بجدية وتركيز وكيف يذوب أداؤه الفردي في أداء الجماعة متخليا عن الفطرة والبدائية، والمدرب يجب أن يفوز بحب اللاعبين وبثقتهم واحترامهم أيضا
أسئلة كثيرة يمكن أن تطرح على المدرب في سياق حوار عام، وتبادل أفكار.. فالقصة ليست شهادة خبرة فقط..
دون الثقة المطلقة، سيظل كلام المدرب للاعب مجرد كلام وشخصية المدرب من أهم عوامل نجاحه، ولا تكفي شهادات الخبرة التي يبحث عنها دائما المسؤولون في فرق الكرة العربية، سواء على مستوى الأندية أو المنتخبات. فالمدرب لابد أن يتمتع بقوة الشخصية أو الكاريزما، وفي إسبانيا حين حقق المدرب الفرنسي راينالد دينوا السابق مع فريق ريال سوسيداد نجاحا كبيرا قال عنه المدافع إيجو ياريجو: «إن دينوا رجل عملي.. يشرح ببساطة ومنطق. مثل المعلم وهو صاحب خطط لعب جميلة»!
المدرب مطالب بتغيير شخصية اللاعب فيعلمه كيف يلعب بجدية وتركيز وكيف يذوب أداؤه الفردي في أداء الجماعة متخليا عن الفطرة والبدائية، والمدرب يجب أن يفوز بحب اللاعبين وبثقتهم واحترامهم أيضا، وهو مطالب بصناعة مسافة محسوبة بينه وبين اللاعبين وهذه المسافة هي التي تصنع الانضباط وتبقيه وبدونها تنفجر الفوضى في الفريق!
إن عملية اختيار مدرب في الكرة المصرية ما زالت تمضي بمنتهى التقليدية والسذاجة وعبر وسطاء وبدون دراسة، فمن المهم أن تعرف إدارة الكرة إمكانات اللاعبين وقدراتهم وملكاتهم ومواهبهم ونقاط ضعفهم، ويكون الاختيار في النهاية لمدرب يعبر عن مدرسة كروية لها أيضا أساليبها التي تلائم طبيعة اللاعب المصري، والأهم من ذلك أن تكون شخصية المدرب قوية.
ابحثوا لماذا تعاقد بايرن ميونيخ يوما ما مع جوارديولا وكان الفريق يومها حائزا لثلاث بطولات؟
أجاب رومينيجه رئيس بايرن على السؤال بقوله: «جوارديولا مدرب مختلف. لقد تولى قيادة الفريق العديد من المدربين الممتازين. لكن جوارديولا شيء آخر. وأنا أعمل في مجال كرة القدم منذ 40 عاما، ولم أعرف مدربا مشغولا بكرة القدم مثل جوارديولا.
ضيف رومينيجه: «وضعنا أمامنا 20 اسما لمدربين، للمفاضلة بينهم. لتولىي المهمة. وكان جوزيه مورينيو قريبا جدا من بايرن ميونيخ، وهو مدرب قدير، لكنه لم يكن يصلح للفريق. ولم يكن مناسبا للأفكار التي نعمل من أجلها. علينا دائما أن نعرف ماذا نريد من المدرب ولماذا نتعاقد مع مدرب دون الآخر؟!
عليكم أنتم أيضا في اتحادنا الموقر أن تعرفوا ماذا تريدون من المدرب ولماذا تتعاقدون مع مدرب دون الآخر؟
نقلا عن جريدة "الشروق" المصرية
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة