لقد سلموا قطر لسكين هؤلاء الدواعش شذاذ الآفاق والأخلاق كي يدمروا ويخربوا أجيالا بأكملها، وقنواتهم تطفح بالخطاب المزيف المزور للحقائق
تغوص أذرع تنظيم الحمدين الإعلامية بمستنقع الافتراء والحقد الدائم على الإمارات، وهذا أمر ليس بجديد على عصابة امتهنت العمالة وتميل للمحور الإيراني والتركي ناهيك عن عدائها لكل ما هو عربي، لكن زيارة بابا الكنيسة الكاثوليكية التاريخية للإمارات قبل أيام شكلت منعطفاً جديداً في خطاب الكراهية الصادر عن قطر، خطاب يتفنن القائمون عليه بفضح تطرفهم وإرهابهم قبل كل شيء.
من يستمع إلى الشنقيطي عبر الجزيرة ودكاكين بشارة الإعلامية الأخرى وهو يعلق على زيارة الحبر الأعظم لأرض التسامح الإمارات لن يفرق أبداً بين منطوق الرجل في تحليل الحدث وخطابات الظواهري والبغدادي والجولاني، فالشنقيطي هو مرآة تعكس تلك الأجندة الإرهابية العابرة للحدود
ولأن التطرف منهجية خبيثة لا تقتصر على من هم في ميادين الحرب وحملة السلاح، لا بد لنا أن نتوقف عند أنموذج متطرف صرف يتواجد في قطر، هذا النموذج يتمثل في محمد مختار الشنقيطي، أحد أهم وجوه تنظيم الحمدين الإعلامية والمقرب من عزمي بشارة، الذي يملك اليد العليا في السياسة القطرية وإدارة شؤون الدولة، ودائماً ما يتم تقديم الشنقيطي على أنه أستاذ في جامعة حمد بن خليفة، ومن ثم هناك جيلٌ قطري من الشباب يتتلمذ على أفكاره المسمومة التي تحاكي كماً وكيفاً أيديولوجية أبوبكر البغدادي زعيم داعش.
ومن يستمع إلى الشنقيطي عبر الجزيرة ودكاكين بشارة الإعلامية الأخرى وهو يعلق على زيارة الحبر الأعظم للإمارات أرض التسامح، لن يفرق أبداً بين منطوق الرجل في تحليل الحدث وخطابات الظواهري والبغدادي والجولاني، فالشنقيطي هو مرآة تعكس تلك الأجندة الإرهابية العابرة للحدود، والسؤال هنا: كيف يسمح القيمون على العملية التعليمية بقطر لمثل هذا الشنقيطي البغدادي المتطرف أن يكون محاضراً وأستاذاً؟
لا جرم أن الجواب هو أكثر صعوبة وحزناً على حال قطر من السؤال نفسه ، فـتميم ومن معه يصدق عليهم وصف الشاعر
"ومن ملك البلاد بغير حربٍ ** يهون عليه تسليم البلاد"
لقد سلموا قطر لسكين هؤلاء الدواعش شذاذ الآفاق والأخلاق كي يدمروا ويخربوا أجيالاً بأكملها، وقنواتهم تطفح بالخطاب المزيف المزور للحقائق، المجافي لأدنى أدبيات المهنة الصحفية.
ومن نافلة القول ختاماً أن نذكر القارئ الكريم بأن شواهد الدعشنة الفكرية والسياسية والإعلامية باتت السمة الأبرز لواقع قطر وحاضرها، ومرد ذلك الأمر مفضوح بوضوح، وهو باختصار الارتماء في حضن الإيراني والانتماء للفكر الإخواني والانحياز لمصالح العثماني.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة