"قمة أبوظبي" في يومها الثالث تؤكد دعم الطاقة والمصادر النظيفة
المؤتمر حرص على توصيل صوت رجال الأعمال الشباب من خلال برنامج قادة طاقة المستقبل؛ حيث عمل البرنامج على توفير منصة للقادة للتعاون معا.
أكدت جلسات اليوم الثالث من مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين الذي تستضيفه أبوظبي حالياً أهمية الدعم الحكومي للطاقة لمواجهة تحديات عمليات الانتقال الناجحة للطاقة ومعالجة آثار تغير المناخ والاعتماد على المصادر النظيفة.
واستمرت المناقشات بين خبراء الطاقة العالميين ورواد الأعمال؛ حيث يجتمع أكثر من 15 ألف شخص بينهم وزراء ونخبة من صناع القرار ورواد الأعمال في مركز أبوظبي الوطني للمعارض لليوم الثالث على التوالي من المؤتمر، لإعادة تشكيل مستقبل مجالات الطاقة العالمية المختلفة.
وعقدت فعاليات اليوم بعنوان "الازدهار الشامل: الحاجة لسياسة جديدة"، كما حضر المشاركون في المؤتمر العديد من الجلسات التي تحدث فيها كبار الشخصيات على مدار اليوم، التي تضمنت عروضاً ومناقشات للتحديات الملحة التي يتعين مواجهتها في تحقيق انتقال ناجح للطاقة.
الجلسة الافتتاحية.. حلول تحديات الطاقة
وركزت الجلسة الافتتاحية لهذا اليوم على الدور الذي يمكن أن تشارك فيه الحكومات في سبيل إيجاد حلول لتحديات الطاقة والمناخ الحالية، ومدى أهمية تعاون المستهلكين وتضامن الجميع في سبيل الانتقال إلى مصادر الطاقة المتجددة.
الجلسة الأولى.. دور الحكومات في مستقبل الطاقة
وفي الجلسة التي عقدت بعنوان "قيادة الابتكار: دور الحكومات في مستقبل الطاقة"، شارك في النقاشات كل من دييجو ميسا بويو، نائب وزير الطاقة في كولومبيا، وجواو جالامبا، وزير الدولة البرتغالي للطاقة، وسيرج كول، الشريك ومسؤول الاستشارات في مجال الطاقة العالمية والمرافق في شركة "إيرنست يونغ EY".
بدوره قال جواو جالامبا إن البرتغال تمضي قدماً نحو تحقيق أهداف طموحة ووضع خطط طويلة الأجل في سبيل الاعتماد على الأنواع المختلفة من الطاقة وتقليل الانبعاثات دون التأثير على المستهلكين.
وأضاف: "من السهل علينا أن نتحدث عن إنقاذ الكوكب عندما نكون في ظروف مريحة، ولكن إذا كانت لديك احتياجات هائلة وكنت في حالة فقر، فلن يكون هذا الأمر ضمن قائمة الأولويات".
وقال "إن التحدي الذي يواجهنا هو وضع الأهداف في مجال الطاقة النظيفة، التي يمكن الوصول إليها بالاعتماد على التقنيات الحالية والمستقبلية، التي توفر حلولاً مناسبة للمستهلكين".
وباعتبار أن البرتغال تعد إحدى الدول الرائدة في مجال استخدام مصادر الطاقة المتجددة، فقد أوضح السيد جالامبا أنها تهدف إلى الانتقال من نسبة 60٪ من استخدام الطاقة المتجددة في أنظمتها الكهربائية إلى 80٪ بحلول عام 2030، ومن 30٪ من استخدام مصادر الطاقة المتجددة ضمن إجمالي استهلاك الطاقة إلى 47٪ بحلول عام 2050.
وقال وزير الدولة البرتغالي للطاقة: "هذه الأهداف مهمة، لكن الأهم من ذلك هو أن نظهر للمواطنين أن هذا الأمر يعد فرصة بالنسبة لنا، وأنه لا يشكل تهديداً من شأنه أن يخفض مستويات معيشتهم أو يزيد تكاليفهم، بل على العكس تماماً".
وأضاف "لا يمكن لنا اتباع هذه السياسية التي ستضع أفراد المجتمع في مواجهتنا.. هناك توافق عام بين الناس والأحزاب السياسية، وهذا الأمر موجود لدينا في البرتغال؛ حيث إن المضي قدماً في هذا الأمر، يجب أن يضمن لنا الاستقرار ويشجع الاستثمارات".
الوضع الأنسب للاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة
وأكد سيرج كول، الشريك ومسؤول الاستشارات في مجال الطاقة العالمية والمرافق في شركة "إيرنست يونغ EY"، أن الحكومات في الوضع الأنسب في الوقت الحالي لتسريع عملية التحول والاعتماد على مصادر الطاقة المتجددة، وذلك من خلال دعم الابتكارات وإدخال تقنيات جديدة، وإشراك المستهلكين في العملية الاقتصادية التي تفيدهم، وتعزيز كفاءة الطاقة في جميع أنحاء القطاع.
وقال "تتمتع الحكومات بأهمية بالغة في سبيل تحقيق الاستدامة وتأمين سلسلة التوريد، وفي حال فكرنا فيما نحن عليه الآن فيما يتعلق باتفاق باريس، وإلى أين نحن متجهون، فإن التحديات أكبر من أي وقت مضى، والحكومة هي الجهة الوحيدة التي يمكنها المساعدة في إيجاد حلول لهذه المسألة".
الابتكار في الطاقة يحتاج إلى التشجيع والاستثمار والتسويق
ورحب الدكتور مطر النيادي، وكيل وزارة الطاقة والصناعة رئيس اللجنة التنظيمية لمؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين بأبوظبي، بالوفود المشاركة، وذلك خلال حدث جانبي أقيم على هامش فعاليات اليوم الثالث للمؤتمر.
وكان المنتدى الوزاري للطاقة النظيفة، الذي تعد دولة الإمارات العربية المتحدة عضواً فيه، تولى تنظيم الحدث؛ حيث أشار الدكتور مطر إلى أن الابتكار في مجال الطاقة "يحتاج إلى التشجيع، ويحتاج إلى الاستثمار، ويحتاج إلى وقت للتسويق".
وقال "إن مسألة توفير الطاقة اللازمة والكافية لتلبية الحاجة مع تخفيض الانبعاثات، تحظى بأهمية بالغة، وقد تناولنا هذا الموضوع في العديد من المناقشات في الأيام الأخيرة؛ حيث يتبادل الخبراء والمحللون وصانعو القرار الأفكار والخبرات".
وأضاف أنه "بالطبع ليس حلاً يمكن أن يتوافق مع الجميع في كل مكان، لكننا بحاجة إلى دراسة وفهم مجموعة متنوعة من الأساليب، والتعاون بشكل وثيق لمواجهة التحديات الأكبر".
وأوضح الدكتور مطر أن التحولات في صناعة الطاقة غالباً ما توصف بأنها "غير مستقرة".
وقال "هذه التغييرات مدروسة وضرورية لأن العالم يتطلع إلى مستقبل أكثر استدامة.. ونحو هذا الهدف يجب أن تكون وجهتنا".
وأضاف "لقد انطلقنا هنا في دولة الإمارات العربية المتحدة في هذه الرحلة من خلال تبني تنويع مصادر الطاقة بما يضمن الفائدة لنا.. الالتزام قائم والاستثمارات قيد التنفيذ والإرادة السياسية في دولة الإمارات العربية المتحدة تقود جدول الأعمال لضمان الاستدامة والازدهار للجميع".
وكشف مجلس الطاقة العالمي بالشراكة مع شركة أوليفر وايمان للاستشارات العالمية، عن تقرير يستعرض التقدم الذي أحرزته قرابة 130 دولة في مجال تطوير سياسات أمن الطاقة والعدالة والاستدامة البيئية.
ويتضمن التقرير، الذي تم إطلاقه في اليوم الثالث من مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرين في أبوظبي، مؤشر "تريليما" الذي يعتمد على بيانات عالمية ودولية لوضع تصنيف موضوعي لسياسات الطاقة الوطنية وأدائها.
مؤشر "تريليما" رؤية جديدة لسياسات الطاقة
الجديد في تقرير هذا العام هو اعتماده على تحليل التوجهات التاريخية، وهذا ما يمنح صانعي القرار فرصة لمتابعة وتحليل أدائهم السياسي مع مرور الوقت، وتعد البيانات الشاملة والرؤى التحليلية أداة ضرورية لواضعي السياسات في سبيل تطوير منهج متماسك وراسخ لمستقبل الطاقة في العالم.
وقالت الدكتورة أنجيلا ويلكينسون، كبيرة مديري مجلس الطاقة العالمي "للمرة الأولى، يقدم مؤشر "تريليما" العالمي للطاقة رؤية معمقة وجديدة لأداء سياسات الطاقة عبر الزمن".
وأضافت "يمكن أن يصبح المؤشر أداة يستخدمها كل صانعي السياسات لوضع خططهم الوطنية واستكشاف أفضل السبل لتحسين أداء سياساتهم للطاقة".
كما وصل صوت رجال الأعمال الشباب من خلال برنامج قادة طاقة المستقبل في المؤتمر العالمي للطاقة؛ حيث عمل البرنامج على توفير منصة للقادة للتعاون معاً مع التركيز على سوق الأفكار الذي يتضمن عدداً من المبادرات والمشاريع التي ستساعد في تشكيل مستقبل الصناعة.
جلسة موازية عن الطاقة والمياه والغذاء
وشهدت فعاليات اليوم الثالث من مؤتمر الطاقة العالمي انعقاد جلسة موازية أقيمت بعنوان "الطاقة والمياه والغذاء: نظام بيئي على المشارف" ناقش خلالها المشاركون كيف أن ارتفاع عدد السكان والتوسع العمراني السريع والنمو الاقتصادي يزيد من الحاجة إلى ممارسات مستدامة فيما يتعلق بمسائل الماء والغذاء والطاقة.
وتحدث أحمد أبوطالب، عمدة مدينة روتردام الهولندية، أمام الحاضرين في هذه الجلسة؛ حيث قال: "الماء صديق وعدو كبير في الوقت نفسه، وعلينا أن نتعامل مع الماء، باعتباره مصدراً للطاقة مثلما نتعامل مع النفط".
وقال راي كون تشونج، رئيس لجنة جائزة الطاقة العالمية، إنه من المهم للمجتمع أن "يصنع السلام مع الطبيعة".
وأضاف "تغير المناخ يظهر الجانب السلبي للدورة بين الماء والطاقة والغذاء.. يجب أن ندرك مخاطر تغير المناخ والتهديد الذي نواجهه، لأن العالم لا يعتبره من الأولويات".
وقال: "يجب علينا أن نعمل على إحداث ظروف مناسبة من ناحيتي المناخ والاقتصاد على حد سواء؛ حيث يمكن للطاقة النظيفة أن تسهم ببناء مجتمع مستدام وتضمن الأمن الغذائي للجميع".
ويستأنف مؤتمر الطاقة العالمي الرابع والعشرون أعماله، غداً الخميس، بجدول يضم أربعة عناوين رئيسية وسلسلة من الجلسات.. وسيتم تلخيص القضايا الرئيسية التي تمت مناقشتها خلال الحدث المرموق، والخطوات التي يمكن اتخاذها قبل الدورة الـ25 المقرر عقدها في سان بطرسبرج في عام 2022.
وسينضم ألكساندر نوفاك، وزير الطاقة الروسي، إلى معالي سهيل بن محمد فرج فارس المزروعي، وزير الطاقة والصناعة، ليستعرضا إنجازات المؤتمر خلال الأسبوع قبل حفل التسليم الرسمي للوفد الروسي.
وتعقد الجلسة الختامية في مركز أبوظبي الوطني للمعارض، تحت عنوان "تأملات في الأسبوع: الطاقة من أجل الازدهار"، وسيديرها الدكتور كريستوف فراي، الأمين العام والمدير التنفيذي لمجلس الطاقة العالمي.
aXA6IDMuMTI5LjYzLjI1MiA= جزيرة ام اند امز