أسبوع أبوظبي للاستدامة.. ختام ناجح لحدث عالمي يعزز التعافي المستدام
أكد أسبوع "أبوظبي للاستدامة" في ختام دورته الافتراضية، على أهمية التعاون لدفع جهود التعافي المستدام في العالم.
واختتم أسبوع أبوظبي للاستدامة الذي استضافته شركة أبوظبي لطاقة المستقبل "مصدر"، فعالياته في 21 يناير/كانون الثاني الجاري، بعد دورة افتراضية عقدت عبر وسائل الاتصال المرئي بسبب جائحة "كوفيد -19" وركزت على سبل تحقيق التعافي الأخضر في العالم.
وحققت دورة هذا العام نجاحا كبيرا على مستوى المشاركة والتفاعل والنتائج، ليرسخ الأسبوع مكانته الرائدة كأهم وأكبر التجمعات العالمية المعنية بمناقشة قضايا الاستدامة وإيجاد أفضل السبل للتوصل إلى حلول كفيلة بتعزيز التنمية المستدامة والحد من آثار التغير المناخي.
- حصاد "أبوظبي للاستدامة".. الإمارات ترشد العالم نحو "التعافي الأخضر"
- أسبوع أبوظبي للاستدامة وانتشال الفقراء من أنياب الفيروس.. أجندة طموحة
وحظيت فعاليات الأسبوع الافتراضية بأكثر من 100 ألف مشاهدة من قرابة 175 دولة، وشهدت مشاركة مجموعة من القادة والوزراء وكبار المسؤولين وصناع القرار وقادة الأعمال وخبراء التكنولوجيا والجيل القادم من قادة الاستدامة.
واكتسبت دورة هذا العام أهميتها من كونها شكلت الحدث العالمي الرئيسي الأول لعام 2021، وتضمنت سلسلة من الفعاليات الافتراضية رفيعة المستوى التي ركزت على استكشاف الفرص المتاحة على الصعيد الاجتماعي والاقتصادي والتكنولوجي من أجل تحقيق "التعافي الأخضر" في مرحلة ما بعد جائحة " كوفيد-19 " .
واتفق المجتمعون على أهمية التعاون وتضافر الجهود من أجل دفع جهود التعافي المستدام وتحقيق أهداف التنمية المستدامة.
6 فعاليات رئيسية
وشملت فعاليات الأسبوع، قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة، والجمعية العامة الحادية عشرة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا"، وملتقى أبوظبي للتمويل المستدام، ومنتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي، والمنتدى الافتراضي لمنصة "شباب من أجل الاستدامة"، ومنتديات القمة العالمية لطاقة المستقبل.
وبحضور الشيخ هزاع بن زايد آل نهيان نائب رئيس المجلس التنفيذي لإمارة أبوظبي عقدت جلسات قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة وهي الفعالية الأبرز ضمن دورة هذا العام.
وتضمنت القمة ثلاث جلسات وركزت على ثلاثة محاور هي إعادة عجلة الحياة للدوران وتعزيز المسؤولية والتفاعل، وممارسة الأعمال والاستثمار وتم التطرق من خلال كل محور إلى القضايا والموضوعات الرئيسية التي من شأنها إيجاد السبل الكفيلة بإنعاش الاقتصاد والأعمال في مرحلة ما بعد الجائحة.
وألقى الدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة المبعوث الخاص لدولة الإمارات للتغير المناخي، رئيس مجلس إدارة شركة "مصدر"، كلمة في افتتاح القمة ثمن من خلالها عاليا دعم القيادة الرشيدة للتنمية المستدامة.
وأشار إلى أن جائحة "كوفيد" كانت بمثابة جرس إنذار للإنسانية ككل، وأنها كرست أهمية الاستدامة بمفهومها الأوسع، وأظهرت مدى الترابط الوثيق بين الصحة والغذاء وأمن الموارد في العالم.
وأوضح أن الجهود التي بذلتها دولة الإمارات من خلال الرؤية الاستباقية للقيادة الرشيدة في مواجهة الجائحة، والتركيز على تعزيز أمن الموارد ودعم سلاسل التوريد الحيوية.
500 مشارك
وضمت قائمة المتحدثين خلال الأسبوع أكثر من 500 من أبرز القادة ورواد القطاعات وخبراء التكنولوجيا، وشهدت قمة أسبوع أبوظبي للاستدامة مشاركة الأمير ألبيرت الثاني أمير موناكو، والدكتور سلطان بن أحمد الجابر وزير الصناعة والتكنولوجيا المتقدمة، وخلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية الرئيس التنفيذي للمجموعة والعضو المنتدب في "مبادلة" للاستثمار، والمهندس عويضة مرشد المرر رئيس دائرة الطاقة في أبوظبي، وألوك شارما رئيس مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "كوب 26" ووزير الدولة البريطاني للتجارة والطاقة الاستراتيجية، ولورنس فينك رئيس مجلس إدارة والرئيس التنفيذي لشركة "بلاك روك".
فيما شارك في اجتماعات الجمعية العامة الحادية عشرة للوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا" أنطونيو جوتيريس الأمين العام للأمم المتحدة، وتيريزا ريبيرا نائب رئيس الحكومة الإسبانية، والدكتور عبدالله بن محمد بلحيف النعيمي وزير التغير المناخي والبيئة، وفرانسيسكو لاكاميرا مدير عام الوكالة الدولية للطاقة المتجددة "آيرينا".
وشهد ملتقى أبوظبي للتمويل المستدام مشاركة الشيخة شما بنت سلطان بن خليفة آل نهيان الرئيس التنفيذي لمؤسسة تحالف من أجل الاستدامة العالمية، وأحمد بن علي محمد الصايغ وزير دولة رئيس مجلس إدارة سوق أبوظبي العالمي، وميريد ماكجينيس المفوض الأوروبي للاستقرار المالي والخدمات المالية واتحاد أسواق رأس المال لدى المفوضية الأوروبية، ومارك كارني المبعوث الخاص للأمم المتحدة للعمل المناخي والتمويل والمستشار المالي لرئيس الوزراء البريطاني لمؤتمر الأمم المتحدة للتغير المناخي بدورته الـ26.
وشارك في فعاليات منتدى الطاقة العالمي للمجلس الأطلسي الأمير تشارلز أمير ويلز، وسهيل بن محمد فرج فارس المزروعي وزير الطاقة والبنية التحتية، وبرنارد لوني الرئيس التنفيذي لشركي "بي بي"، وبرايان موينيهان الرئيس التنفيذي لـ "بنك أوف أمريكا".
اتفاقيات وصفقات
وبالتزامن مع انعقاد أسبوع أبوظبي للاستدامة أعلنت شركة مبادلة للاستثمار "مبادلة" وشركة بترول أبوظبي الوطنية "أدنوك" وشركة "القابضة " ADQ عن توقيع مذكرة تفاهم لتأسيس "ائتلاف أبوظبي للهيدروجين" حيث سيتعاون شركاء الائتلاف لترسيخ مكانة أبوظبي كمصدر موثوق للهيدروجين الأخضر، الذي يتم إنتاجه من خلال توظيف تكنولوجيا الطاقة النظيفة والأزرق الذي يتم إنتاجه من خلال الغاز الطبيعي إلى الأسواق الدولية، بالإضافة إلى توحيد الجهود لبناء اقتصاد هيدروجين أخضر متين في دولة الإمارات.
وبموجب الاتفاقية يقوم أعضاء الائتلاف بوضع خارطة طريق لتسريع تبني واستخدام الهيدروجين في القطاعات الرئيسية بالدولة مثل المرافق والنقل والصناعة، وذلك من خلال شركات التشغيل التابعة لها وبالتعاون مع الشركاء العالميين.
وفي إطار هذا التحالف أعلنت "مصدر" عن انضمامها إلى دائرة الطاقة في أبوظبي وشركة الاتحاد للطيران، ومجموعة "لوفتهانزا" وجامعة خليفة للعلوم والتكنولوجيا وشركة "سيمنز" للطاقة وشركة "ماروبيني" في مبادرة تهدف إلى تأسيس مشروع محطة تجريبية في مدينة مصدر المدينة المستدامة الرائدة في أبوظبي لاستكشاف فرص تطوير الهيدروجين الأخضر والوقود المستدام وإنتاج الكيروسين من الكهرباء لأغراض النقل والشحن والطيران.
وخلال الأسبوع، أعلنت "مصدر" عقد العديد من الاتفاقات الهادفة لاستثمار وتطوير مشاريع استراتيجية في الإمارات وخارجها، حيث أعلنت "شركة الإمارات لتحويل النفايات إلى طاقة"، المشروع المشترك بين "بيئة"، و"مصدر"، عن عزمها تطوير مشروع طاقة شمسية رائد فوق أحد مكبات النفايات التابعة لشركة "بيئة"، ليكون الأول من نوعه على مستوى دولة الإمارات.
ووقعت "مصدر" و"أي دي اف رنوبلز" اتفاقية استراتيجية لاستكشاف الفرص المتاحة ضمن قطاع الطاقة المتجددة في إسرائيل والمساهمة في دعم تحقيق الأهداف المتعلقة بالطاقة النظيفة.
وأعلنت "مصدر" استكمال إغلاق المرحلة الأولى من صفقة الاستحواذ على 50% من محفظة مشاريع الطاقة النظيفة بقدرة 1.6 جيجاوات في الولايات المتحدة.
كما استحوذت الشركة وصندوق "تاليري سولار ويند"، الذي يستثمر في أصول مشاريع الرياح والطاقة الشمسية، على حصص بنسبة 50% لكل منهما في محطتي طاقة رياح في بولندا.
تقرير الاستدامة لعام 2020
وأصدرت "مصدر" تقرير الاستدامة السنوي لعام 2020 الذي كشف عن زيادة في القدرة الإنتاجية لمشاريع الطاقة النظيفة للشركة بأكثر من الضعف خلال عامين، لتسهم هذه المشاريع في تزويد أكثر من أربعة ملايين منزل بالكهرباء.
وارتفعت قدرة مشاريع الطاقة المتجددة التي تشارك فيها مصدر إلى أكثر من 10.7 جيجاوات في عام 2020 بعد أن كانت 4 جيجاوات في عام 2019.
شباب من أجل الاستدامة
وواصل الأسبوع مهمته في تأهيل قادة الاستدامة حول العالم من خلال عقد أعمال المنتدى الافتراضي لمنصة "شباب من أجل الاستدامة"، الذي تضمن جلسات حوارية وكلمات رئيسية لنخبة من المسؤولين الحكوميين وخبراء القطاعات والمبتكرين الشباب ورواد الأعمال الاجتماعية، بالإضافة إلى مسابقة "ايكوثون" المخصصة للمشاركين في منصة "شباب من أجل الاستدامة" والتي تركز على تحفيز الابتكار في مجال الاستدامة.
وناقش المنتدى سبل مساهمة الشباب في صياغة الخطة التنموية الشاملة للإمارات خلال الـ50 عاما المقبلة، تزامنا مع التحضير للاحتفال باليوبيل الذهبي للدولة هذا العام، كما كانت هناك نقاشات حول العديد من المجالات، وشملت المناخ والطاقة والابتكار وريادة الأعمال الاجتماعية وأمن الغذاء.
4 ندوات افتراضية
وشهد الأسبوع أيضا عقد العديد من الندوات والجلسات الحوارية الافتراضية، حيث انطلقت على هامش الدورة الأخيرة الندوة الافتتاحية ضمن سلسة أطلقتها "مصدر"، وبنك "إتش إس بي سي" تتضمن أربع ندوات افتراضية حصرية يشارك فيها مجموعة من المديرين التنفيذيين الذين يتولون إدارة مشاريع للتطوير العمراني في دول عدة .
واستهدف الأسبوع من خلال مبادراته وفعالياته المختلفة دفع عملية تبادل المعارف، وتطبيق الاستراتيجيات، وتطوير حلول واقعية لمواجهة تحديات الاستدامة والتغير المناخي.
وشهد أسبوع أبوظبي للاستدامة منذ انطلاق فعالياته قبل أكثر من عقد من الزمن، تطورا كبيرا ليصبح واحدا من أكبر التجمعات المعنية بالاستدامة في العالم من خلال القمم والمؤتمرات والفعاليات التي تقام تحت مظلته، ليغدو منصة عالمية تسهم في تحفيز الجهود لتسريع وتيرة التنمية المستدامة.