"أبوعبيدة الزاوي".. إرهابي أحرج حكومة السراج في قمة سوتشي
وسائل إعلام ليبية أكدت أنه تم توقيف شعبان هدية في مطار سوتشي ضمن وفد حكومة الوفاق الليبية عقب رفض موسكو مشاركته في ندوات اقتصادية
قبل يوم واحد فقط من انطلاق قمة "أفريقيا-روسيا" بمدينة سوتشي الروسية، كان مطار المدينة الواقعة على ضفاف البحر الأسود على موعد مع أكبر تجاوز للأعراف الدبلوماسية في الفترة الأخيرة، بطله حكومة الوفاق الليبية غير الدستورية بقيادة فايز السراج.
لم يخطر على بال أي من مسؤولي الأمن ومكافحة الإرهاب بالمطار أنه يمكن لوفد حكومي أن يصطحب إرهابياً دولياً معروفاً مثل شعبان خليفة المعروف بـ"أبوعبيدة الزاوي" ضمن أعضائه.
بيد أن المفأجاة كانت في الوفد الرسمي لحكومة الوفاق الذي أتى الإرهابي الزاوي ضمن أعضائه قادماً من تركيا للمشاركة في المؤتمر، إلا أن رحلته من أنقرة لسوتشي انتهت به إلى الحجز الانفرادي بحسب وسائل إعلام ليبية أكدت احتجاز السلطات الروسية للقيادي المليشياوي.
- وثائق جديدة تفضح استعانة السراج بخبراء أتراك لقتال الجيش الليبي
- الجيش الليبي يرصد تحركات لإرهابيي بنغازي بأم الأرانب جنوبي البلاد
وذكرت وسائل إعلام محلية في ليبيا أن السلطات الروسية أطلقت سراح الزاوي عقب انتهاء فعاليات المؤتمر بعد أن رفضت مشاركته في ندوات اقتصادية على هامش القمة.
وزاد من تأكيد صحة الأنباء المتداولة حول الإرهابي الزاوي ما صرح به القيادي السابق بالجماعة الليبية المقاتلة نعمان بن عثمان، المقرب من هدية، على إحدى الفضائيات المؤيدة للتنظيمات الإرهابية.
وقال نعمان إن "أبوعبيدة الزاوي ذهب ضمن وفد رسمي مع السراج لروسيا، الأمر الذي حرك استخبارات العالم.. ما جعلنا نعاني لحل الأمر مع المخابرات الروسية".
من صحب الإرهابي؟
العميد خالد المحجوب مدير إدارة التوجيه المعنوي بالجيش الليبي قال إن مشاركة أمثال الإرهابي أبوعبيدة الزاوي ضمن وفد دبلوماسي لحكومة السراج، يوضح للعالم حقيقة من يحاربهم الجيش الوطني في طرابلس.
وتابع في تصريح خاص لـ"العين الإخبارية": "هذا الإرهابي الخطير ارتكب مئات الجرائم في حق ليبيين وعرب" مشيراً إلى أنه "لا يصطحب الإرهابي إلا إرهابي مثله".
وأشار إلى أن هدية يعد أحد أبرز الإرهابيين في ليبيا وشمال أفريقيا باعتباره كان على رأس جميع التنظيمات الإرهابية المحلية قبل أن يتحول لقيادي بالمنظومة الإرهابية الدولية.
من هو هدية؟
وتلقى هدية الذي كان عنوان آخر إحراج دبلوماسي لحكومة الوفاق الليبية، الدعوة للمشاركة في القمة الروسية الأفريقية من أجل السلام والتنمية بصفته "نائب سكرتير في حكومة الوفاق" في سوتشي وفقا لموقع "ورلد جيوستراتيجك إنسايتس".
كما يعد أحد أبرز الإرهابيين في ليبيا وشمال أفريقيا بالكامل، إذ سبق وتولى إبان أحداث عام 2011 منصب زعيم غرفة عمليات "ثوار ليبيا".
وأدرج اسمه ضمن قائمة الأشخاص غير المرغوب فيهم لأكثر من 10 دول في العالم باعتباره إرهابيا له صلات وطيدة مع تنظيم القاعدة.
ورغم إقامته في تركيا إلا أنه يعد أحد أبرز أمراء الحرب في ليبيا؛ إذ يحظى بمكانة بارزة بين عناصر الجماعة الليبية المقاتلة –فرع تنظيم القاعدة- بالإضافة إلى قيادة العصابات الإجرامية والإرهابية بمدينة الزاوية.
من كابول إلى طرابلس
أفغانستان كانت بداية طريق هدية نحو التطرف والإرهاب، حيث التحق في عاصمتها كابول بتنظيم القاعدة تحت قيادة زعيمه السابق أسامة بن لادن.
وتولى رفقة الإرهابي نزيه الرقيعي المكنَّى بـ"أبوأنس الليبي" مهمة تجنيد وجلب الليبيين، حيث تم إنشاء ما يعرف بالجماعة الليبية المقاتلة فرع التنظيم الجديد في بلاده.
وفي عام 2002 تم ترحيل "هدية" من اليمن إلى ليبيا، عندما برز دوره في تنظيم القاعدة، إلا أن السلطات الليبية أفرجت عنه مع التحفظ الأمني على إقامته بمدينة الزاوية.
وشارك "هدية" في القتال ضد الجيش الوطني الليبي منذ عام 2011 مع باقي أفراد الجماعة الليبية المقاتلة رفقة الإرهابي عبدالحكيم بالحاج، كما كان الذراع اليمنى لأبوأنس الليبي المتهم بتفجير سفارات الولايات المتحدة في العام 1998.
وفي يوليو/حزيران 2013، أوكلت له جماعة الإخوان الإرهابية عبر ذراعها آنذاك رئيس المؤتمر الوطني العام، مهمة تأسيس غرفة عمليات ثوار ليبيا ليترأسها.
وما هي إلا أشهر عديدة ليتم اعتقاله من قبل السلطات المصرية في يناير/كانون الثاني 2014 أثناء وجوده في القاهرة عندما كان رفقة عدد من قيادات تنظيم الإخوان الإرهابي في مصر آنذاك، حيث بقي في السجن 4 أيام، قبل أن يطلق سراحه خلال اتصالات جرت بين الحكومتين المصرية والليبية، عقب اختطاف أفراد من السفارة المصرية في ليبيا.
وكان رئيس قسم التحقيقات في مكتب النائب العام بطرابلس الصديق الصور، أصدر مذكرة اعتقال تشمل 6 ليبيين من المحسوبين على التيارات الإرهابية المتطرفة إضافة إلى عدد آخر من المرتزقة التشاديين والسودانيين.
وشاركت قوات تابعة له وتحت قيادته في تنفيذ عدة عمليات إرهابية ضد الجيش الليبي في العاصمة طرابلس منذ انطلاق عملية طوفان الكرامة في الرابع من أبريل/نيسان الماضي.