عدنان الباجه جي.. رحيل فارس الدبلوماسية والمواطنة
عرف الدكتور عدنان بكونه رجلًا معطاءً حريصًا على نقل خبرته الواسعة لتحقيق الفائدة للإمارات، فضلًا أنه كان مرجعًا ثريًا للمعلومات.
ظل داعما للمواطنة، التي يشعر فيها العراقيون جميعا بأنهم متساوون في الحقوق والواجبات، كما شارك في وضع دستور دولة الإمارات.
السياسي العراقي، عدنان مزاحم الباجه جي، الذي توفي، الأحد، في العاصمة الإماراتية أبوظبي، عن عمر ناهز الـ96 عامًا.
ولد عدنان الباجه جي في 14 من شهر مايو/أيار عام 1923 في العاصمة العراقية بغداد، وهو من عائلة سياسية بارزة من مدينة الموصل، فأبوه مزاحم الباجه جي الذي كان رئيسا للوزراء عام 1947.
تخرج عدنان الباجه جي في الجامعة الأمريكية بالعاصمة اللبنانية بيروت، ثم تابع دراسته العليا في كلية فيكتوريا التي كانت حينها مدرسة عمومية إنجليزية بالقاهرة.
عين سفيرا للعراق في الأمم المتحدة خلال ثورة 14 يوليو/تموز 1958 بقيادة الزعيم عبد الكريم قاسم، ثم وزيرا للخارجية في عهد عبد السلام عارف، أول حكومة مدنية بعد الثورة، وخدم خلال الحروب العربية مع إسرائيل في 1967.
عندما أطاح البعثيون بحكم عبد الرحمن عارف، الرئيس الثالث لجمهورية العراق، في يوليو/تموز 1968، كان الباجه جي خارج العراق، حيث فضل هذا الدبلوماسي عدم العودة للبلاد والعمل مع المعارضة العراقية التي كان عضوا بارزا فيها.
في نفس العام انتقل إلى دولة الإمارات وعمل كمستشار قانوني للمغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وأسهم في تشكيل البنية السياسية في الدولة، ووضع أسس سياستها الخارجية، وشارك في وضع دستور دولة الإمارات.
عمل مساعدًا لوزير الخارجية بالإمارات ومستشارًا لرئيس الدولة وتابع بعد ذلك مساهماته في تحقيق نهضة الإمارات، إذ شغل العديد من المناصب الحكومية إلى جانب عضويته في مجموعة من أهم المؤسسات في أبوظبي.
كما أن الباجه جي كان أحد المشاركين الأساسيين في الحملة الدبلوماسية التي انضمت دولة الإمارات على إثرها إلى منظمة الأمم المتحدة، لتكون الدولة الأولى التي تخاطب المنظمة باللغة العربية في 1972.
بعد سقوط صدام حسين في 2003، كان الباجة جي من أبرز الشخصيات السياسية التي عادت للبلاد، وحينها جرى تعيينه رئيساً لـ"مجلس الحكم الانتقالي" الذي تشكل بتاريخ 12 يوليو/تموز 2003، كما تسلم رئاسة البرلمان باعتباره العضو الأكبر سناً.
عرف الدكتور عدنان بكونه رجلًا معطاءً حريصًا على نقل خبرته الواسعة لتحقيق الفائدة للإمارات، فضلًا أنه كان مرجعًا ثريًا للمعلومات، ولذلك نال جائزة أبوظبي العام 2015.
كما أن هذا الدبلوماسي ظل ينادي بقيم المجتمع المدني وتنشيط مؤسساته وتعزيز سلطة القضاء المستقل، رافضا للطائفية داعيا لترسيخ المواطنة التي يشعر فيها العراقيون جميعا بأنهم متساوون في الحقوق والواجبات.