بعد أن طورت الروبوت.. هل تنتظر المرأة الأفغانية خسارة كبيرة؟
مع عودة طالبان إلى صدارة المشهد السياسي في أفغانستان، تخشى المرأة التحول إلى الفئة الأضعف في البلاد.. فما الذي ينتظرها بسوق العمل؟
عام 2017، تأسس أول فريق لتطوير الروبوتات من قبل فتيات أفغانيات في حقبة ما بعد حركة طالبان، في خطوة دفعت أحلام الإناث في أفغانستان إلى الأمام، نحو التحقيق.
تنافست الحالمات الأفغانيات دوليا وفزن في إحدى المسابقات خلال الأسابيع الأولى من جائحة كورونا، العام الماضي، من خلال بناء جهاز تنفس منخفض التكلفة باستخدام أجزاء من سيارات تويوتا القديمة.
هذا النجاح الأنثوي، اكتسب دعما من الحكومة الأفغانية، التي وافقت على المساعدة في بناء معهد Dreamer في كابول لتعليم الشباب من جميع أنحاء البلاد.
- أفغانستان.. البلد المرتبك سياسيا تلخصه أرقام اقتصادية
- القيود تحاصر اقتصاد أفغانستان.. والانكماش سيد الموقف
وأمام التطورات السياسية والعسكرية الأخيرة في أفغانستان، عبر سيطرة حركة طالبان على معظم البلاد بما فيها العاصمة كابول، بدأ الحديث عن مخاطر تواجه أحلام النساء الأفغانيات في سوق العمل، كما أن هناك مخاوف من أنه لم يعد بإمكانهن العمل أو الدراسة أو اختيار الملابس التي يرغبن في ارتدائها بحرية. لكن طالبان تنفي العودة لتلك الممارسات.
وتعهدت طالبان، الحريصة اليوم على إظهار صورة أكثر اعتدالاً، بأنها إذا عادت إلى السلطة، احترام حقوق الإنسان، خصوصاً حقوق المرأة، بما يتوافق مع "القيَم الإسلاميّة".
وبالنسبة لجيل كامل من الأفغانيات اللواتي نجحن في اقتحام الحياة العامة والعمل كمشرعات وصحافيات ومحافظات وطبيبات وممرضات ومعلمات وعاملات في الإدارات العامة، فإن المخاوف تتصاعد بشأن خسارة كبيرة تنتظرهن.
وكان جيل كامل من النساء يعمل بجهد جنبا إلى جنب مع الرجال، في مجتمع محافظ من تلك المجتمعات حيث من غير المعتاد أن يتقلدن مناصب عليا، أو المساهمة في بناء مجتمع مدني تسوده الديمقراطية. وكل تلك الجهود من أجل إتاحة الأجيال القادمة من النساء التمتع بمكاسبهن.
ورغم هذا، يبقى البعض متفائلين، خاصة وأن إنجازات المرأة المحققة على مدى العقدين الماضيين سيكون من الصعب تبديدها.
وبحسب بيانات البنك الدولي، يبلغ إجمالي عدد الإناث في أفغانستان وفق أرقام عام 2019، نحو 17.8 مليون نسمة، تشكل نسبتها 48.6% من إجمالي عدد سكان البلاد.
عقب هذه التطورات، تشير تقديرات مؤسسات حقوقية ونسوية، أن مستقبل المرأة الأفغانية، ضبابي في الوقت الحالي، مع عدم الإعلان رسميا عن رؤية حركة طالبان تجاه عمل المرأة.
هذا الأسبوع، أجرت منظمة "restofworld" وهي منظمة دولية حقوقية، مقابلات مع أربع فتيات منهن أعضاء في فريق الروبوت، تحدثن عن المرأة الأفغانية "القادرة على كل شيء ويمكن أن تنجح في كل مجال".
وترى المنظمة أن أكبر عقبة يتعين على المجتمع المحلي التغلب عليها، هي أيديولوجية المجتمع التقليدي في أفغانستان.
ولا تتمتع النساء في أفغانستان بالحريات البسيطة، التي تتمتع بها معظم النساء في البلدان الأخرى؛ حيث تحرم المرأة من الوصول إلى هذه الفرص ولا سيما في مجالات التعليم والعمل.
وخلال السنوات الماضية، بعد حقبة حركة طالبان، فشلت الحكومة الأفغانية في دعم حقوق المرأة في أفغانستان، بحسب بيانات صادرة عن منظمات الأمم المتحدة.
هذا الضعف في حقوق المرأة الأفغانية، يأتي على الرغم من وجود عدد قليل من الحلفاء المستعدين للمساعدة في ضمان حصول النساء على حقوقهن وإتاحة الفرصة لهن لاكتساب المزيد من الفرص في أفغانستان.
إذ يعد الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، حليفين رئيسيين للمرأة في أفغانستان؛ حيث يعمل كلا الشريكين على مبادرات التعليم والتوظيف للمرأة الأفغانية.
وكجزء من المبادرة والتي أطلقت منذ 2015 وما زالت حتى تاريخ قدوم حركة طالبان، كان الاتحاد الأوروبي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي يسعيان إلى تزويد النساء بمزيد من فرص التعليم والتوظيف.
وعمل الطرفان على ضمان تخرج المرأة من المدارس، وتلقي التدريب والتعليم في مجالاتها ودرجاتها.
حليف آخر لحقوق المرأة في أفغانستان، والتي كانت متواجدة حتى العام الجاري، هو منظمة Women for Women International غير الربحية.
تجمع المنظمة النساء معا، لمعالجة مخاوف مثل العقبات الاقتصادية والاجتماعية التي ما تزال تسبب مشاكل للمرأة في أفغانستان؛ وهي تعتقد أن المعرفة والوعي اللذين تشاركهما سيمكنان النساء للمساعدة في تغيير سيناريوهاتهن في أفغانستان.