"أفغاني".. العملة المحلية تهتز بقدوم "طالبان"
تخشى الأسواق المحلية في أفغانستان من غياب النقد الأجنبي خلال الفترة المقبلة، وهو ما يتسبب في انهيار كبير للعملة الأفغانية.
وواصلت العملة الأفغانية "أفغاني" خسائرها إلى مستوى قياسي منخفض في تعاملات الأربعاء الصباحية، حيث أدى رحيل محافظ البنك المركزي بالوكالة، إلى الاضطرابات السياسية التي أثقلت معنويات المستثمرين.
وانخفض "الأفغاني" بنسبة 4.6% يوم الثلاثاء إلى 86.0625 مقابل الدولار، ثم إلى 88.2 لكل دولار واحد في تعاملات أمس الأربعاء، للجلسة الخامسة على التوالي التي تسجل فيها تراجعا.
وتخشى الأسواق المحلية غياب النقد الأجنبي من الأسواق المحلية خلال الفترة المقبلة، في حال كانت السياسات المرتقبة لحركة طالبان، غير متوافقة مع الإجراءات الدولية.
- اقتصاد أفغانستان "المأزوم" في قبضة طالبان.. ماذا يعني ذلك؟
- عودة "طالبان" تنعش أطماع إيران الاقتصادية في أفغانستان
ويعني تراجع وفرة النقد الأجنبي -الذي يتوقع أن الطلب عليه ارتفع خلال الأيام الماضية، مع سيطرة الحركة على مختلف أنحاء البلاد- أن بوادر سوق سوداء للعملة قد تنشأ قريبا.
والأحد الماضي، استقل محافظ البنك المركزي "أجمل أحمدي" طائرة عسكرية في مطار كابول، حيث سعى الآلاف إلى المغادرة وسط التقدم الإقليمي السريع لطالبان والذي قاد إلى انهيار الحكومة.
وكتب أحمدي على تويتر: "لم يكن هناك خطة إجلاء، ورحيل الرئيس أشرف غني دون تشكيل حكومة انتقالية ساهم في الفوضى.. لم يكن من الضروري أن تنتهي الأمور بهذه الطريقة. أنا أشعر بالاشمئزاز من عدم وجود أي تخطيط من قبل القيادة".
وتشير التوقعات، أن يعتمد مستقبل العملة الأفغانية على الاتجاه الاقتصادي المستقبلي والسياسة النقدية والسياسة المالية لحركة طالبان.
ويرى محللون، أن الأصول الأفغانية ستكون جذابة للمستثمرين الأجانب الانتهازيين الذين قد يفترضون أن أفغانستان يمكن أن تصبح دولة أكثر استقرارا في المستقبل.
عملة أفغانستان؟
تُعرف العملة الأفغانية باسم الأفغاني، توجد العملة في العديد من قيم العملات من واحد أفغاني وصولا إلى 1000 أفغاني، منها ثلاث عملات معدنية (1.2.5).
حتى تعاملات الأسبوع الماضي، كان الدولار الأمريكي يساوي في الأسواق المحلية، قرابة 73.5 أفغاني، بينما اليوم تراجعت العملة المحلية صوب 88 أفغاني لكل دولار واحد.
وقبل إدخال الأفغاني في عام 1925، كانت الأمة تستخدم الروبية الأفغانية والعملات الهندية الأخرى التي تم تبنيها في عام 1891.
باستثناء الفترة خلال الحرب العالمية الأولى، كانت قوى السوق تتحكم دائما في سعر صرف العملات الأجنبية في أفغانستان. ومع ذلك، فقد توصلت البنوك في بعض الأحيان إلى سعر صرف ثابت للتعامل مع التغيرات المستمرة في سعر الصرف.
في عام 2002، تم حذف أصفار من العملة المحلية، وتم استقبال الخطوة بشكل جيد على وجه الخصوص، حيث كان الناس سعداء لأنه لم يعد عليهم حمل أكياس من المال من أجل القيام بعمليات شراء صغيرة.
كما عادت العملة إلى سيطرة البنك المركزي بدلاً من أمراء الحرب حتى مطلع الألفية الجديدة؛ وتم إلغاء غالبية العملات القديمة بنهاية العام نفسه.
في ذلك الوقت، كان الدولار الواحد يساوي 43 من الأفغاني الجديد؛ منذ ذلك الحين، اكتسبت العملة الجديدة قوتها ببطء لأن المزيد من الناس على استعداد لقبولها كعملة الاختيار.
aXA6IDMuMTQyLjEyNC4xMTkg جزيرة ام اند امز