أنين أفريقيا يُسمع في بون.. ترقب لـ"العدالة" و"الخسائر والأضرار"
في أروقة مؤتمر بون للمناخ، يكثر الحديث في نقاشات وفود الدول الأفريقية عن "المعاناة" و"العدالة المطلوبة على وجه السرعة لتعويض الخسائر والأضرار".
حديث يشغل الحيز الأكبر في الجلسات العامة والنقاشات الخاصة والجانبية، وحتى في الأحاديث الصحفية، إذ تركز وفود الدول الأفريقية على هذه النقاط في مفاوضات مؤتمر المناخ الجاري حاليا في بون الألمانية.
"ونحن نتحدث الآن، هناك بنية تحتية تنهار ومناطق في أفريقيا تعاني من ندرة المياه وغيرها من تبعات تغير المناخ، وهذه الأمور لن تنتظر وضع خطط وأطر عمل" هكذا تحدث تشارلز كابسوا، المدير التنفيذي لمؤسسة "ريجنريت أفريكا" وعضو فريق التفاوض الأوغندي، لـ"العين الإخبارية".
كابسوا كان واضحا "نريد أفعال سريعة وتحركات على الأرض لمعالجة الخسائر والأضرار.. هذا ما تحتاجه أفريقيا.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة، فإن أفريقيا من أكثر قارات العالم تأثرا بتغيرات المناخ، وتعيش بالفعل أزمات جفاف وتصحر وندرة مياه مرتبطة ارتباطا وثيقا بتغيرات المناخ.
لكن وراء أسوأ تأثيرات تغير المناخ، هناك بُعد بشري، لا يمكن التعبير عنه من الناحية الاقتصادية فقط. على سبيل المثال، إذا فقدت المجتمعات في موزمبيق أفرادها بعد إعصار رهيب أو إذا فقدت العائلات الفقيرة في القرن الأفريقي مصادر كسب العيش بسبب الجفاف أو الفيضانات. فإن هذا لا يؤدي فقط إلى خسائر اقتصادية ولكن قد يكون له آثار نفسية، ويؤثر على كافة مناحي الحياة، وفق دراسة لمنظمة "كير كلايمت".
لا تختلف تأثيرات تغير المناخ في أفريقيا من دولة إلى أخرى، فهناك الكثير من المشاكل المتشابهة، ففي الصومال، تقول سيرينا فيلب المسؤولة عن شبكات الآمان الاجتماعية هناك، إن أغلبية مواطني الصومال، البالغ تعدادها ١٧ مليون نسمة، يعانون من فقر مدقع متعدد الأبعاد.
وتابعت في فعالية خلال مؤتمر بون للمناخ، أن ٦ ملايين شخص في حالة نقص غذاء حاد، مضيفة أن صدمة وراء أخرى فاقمت الوضع، في ظل معاناة من جفاف يؤثر على قطاعات الحياة.
في تشاد، تشهد مناطق من البلاد تراجع في مصادر المياه العذبة، ما يحرك عملية نزوح متزايدة منها ويفاقم الوضع في المناطق الأخرى، وفق إفادة لمنظمة أطباء بلا حدود.
الأوضاع المتفاقمة في بعض مناطق تشاد بسبب تراجع مصادر المياه، تبرز أن مسألة الخسائر والأضرار ليست اقتصادية فقط، بل تحمل أبعادا مهددة للحياة، وفق المصدر ذاته.
في مالاوي، وفق إفادة لمنظمة "ميرسي كور" في مؤتمر بون، لا يختلف الوضع كثيرا، فالبلاد تتأثر بتبعات تغير المناخ كثيرا، والعديد من السكان يعانون مشاكل في الأمن الغذائي.
وتابعت "لذلك تؤثر تبعات تغير المناخ على الناس في تشاد اجتماعيا واقتصاديا.. التأثير ضخم جدا وظاهر في نمط حياة الناس".
ومضت قائلة "نريد مزيد من الاستثمار في الخسائر والأضرار لدعم المجتمعات الأكثر تأثرا".
هذه المعاناة برزت في بيان أعلنه تحالف العدالة المناخية في أفريقيا، خلال جلسة بمؤتمر بون للمناخ، إذ قال "نحن نعاني أزمة لم نتسبب بها"، في إشارة لتغير المناخ.
التحالف عدد الأزمات التي تشهدها أفريقيا بسبب تغير المناخ، وهي "ندرة المياه، والوفيات، والتصحر وفشل المحاصيل، والنزوح".
ولمواجهة هذه الأزمات، طالب التحالف الذي يضم منظمات مجتمع مدني تعمل في أفريقيا، الدول الصناعية المتقدمة، بمعالجة الخسائر والأضرار الناجمة عن تغير المناخ في أفريقيا، وزيادة التمويل المخصص لمواجهة هذه الأمور.
تشارلز كابسوا قال لـ"العين الإخبارية"، إن أزمات القارة الأفريقية نتيجة تغير المناخ، تحتاج لتحرك سريع وعاجل، دون انتظار، لافتا إلى وجود تجانس وتقارب بين الدول الأفريقية في مسألة الخسائر والأضرار في مفاوضات المناخ الجارية في بون.
وتابع كابسوا "أرى أن COP28 سيكون مؤتمر الأفعال"، مضيفا "نأمل أن نكثف النقاشات والمفاوضات مع الدول الصناعية المتقدمة، لتحقيق اختراق حول آلية عمل صندوق الخسائر والأضرار، وكيفية توفير الموارد اللازمة له".
وكان قرار إنشاء صندوق مخصص وترتيبات تمويل جديدة لمساعدة البلدان النامية في الاستجابة للخسائر والأضرار المرتبطة بتغير المناخ، خطوة تاريخية كبيرة في مؤتمر الأمم المتحدة لتغير المناخ "COP27" العام الماضي.
وكيفية تحويل قرار صندوق الخسائر والأضرار إلى إجراءات محددة، يأتي في صدر أولويات مؤتمر بون للمناخ الجاري في المدينة الألمانية حتى يوم ١٥ يونيو/حزيران الجاري، إذ جرت خلال الأيام الماضية مناقشات مكثفة حول هذا الأمر، وفق مصادر تحدثت لـ"العين الإخبارية".
aXA6IDMuMTUuMzQuNTAg جزيرة ام اند امز