خبراء: الاتحاد الأفريقي لن يستطيع وحده حل الأزمة الليبية
العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ستستضيف في يوليو المقبل مؤتمرا للمصالحة الشاملة بين الليبيين.
استبعد خبراء مختصون بالشأن الليبي نجاح الاتحاد الأفريقي وحده حل الأزمة الليبية أو تحقيق ضمان حل حقيقي للأزمة.
وكشفت مجموعة الاتصال التابعة للاتحاد الأفريقي حول ليبيا، أن العاصمة الإثيوبية أديس أبابا ستستضيف، يوليو/تموز المقبل، مؤتمراً للمصالحة الشاملة بين الليبيين.
أعلن ذلك ثلاثة رؤساء أفارقة ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي وممثلين عن الأمم المتحدة والجزائر ومصر، في ختام اجتماع مجموعة الاتصال بمدينة أويو بالكونغو برازافيل.
غير أن خبراء مختصون بالشأن الليبي والأفريقي يرون أن الاتحاد الأفريقي لن يستطيع وحده ضمان حل حقيقي للأزمة الليبية.
وأشاروا في هذا الصدد إلى عدة اعتبارات أهمها أن الأزمة أمنية وليست سياسية، والاتحاد محدود القدرة على تنفيذ مبدأ الإلزام بمخرجاته، ومرتبط بالإرادة الدولية وتعارض وجهات النظر والمصالح.
الأزمة ليست سياسية
ويرى سعيد أمغيب عضو مجلس النواب الليبي، أن مؤتمر المصالحة الذي دعا إليه الاتحاد الأفريقي لن يحل الأزمة الليبية.
ويقول، في حديث لـ"العين الإخبارية"، إن الشعب الليبي يدرك أن أزمة البلاد أمنية وليست سياسية أو عرقية أو طائفية.
وأوضح أن الأزمة الليبية سوف تنتهي بمجرد تحرير طرابلس على يد القوات المسلحة الليبية.
وتابع أمغيب أن القبائل الليبية اجتمعت لأنها أدركت ذلك، وأعلنوا بوضوح أن الأمر لن ينتهي إلا بتحرير المدن الليبية الواقعة تحت سيطرة المليشيات الإرهابية، ويتعين تطهير العاصمة.
وأكد أمغيب أنه لا يتوقع نجاح مؤتمر أديس أبابا، وقال إنه لن يقدم شيئاً لحل الأزمة، ولن يكون مختلفاً عما سبقه من مؤتمرات ومباحثات دولية، لأن الجميع يسير على نفس الطريق الخاطئ.
وأوضح أمغيب أن ما يحدث هو المساواة بين فئة قليلة من الشعب الليبي في أحياء بسيطة من طرابلس التي تسيطر عليها المليشيات، وتنظيم الإخوان المسلمين، وبين بقية الشعب الليبي الذي أعلن تأييده لقوات الجيش الوطني، مؤكداً أن كل ذلك يفشل أي مؤتمر قبل انعقاده.
قبول بلا حل
ويرى الدكتور ناصر الهدار المحلل السياسي الليبي عضو مجمع سلفيوم للأبحاث، أن الاتحاد الأفريقي يلقى قبولاً داخلياً في ليبيا نتيجة عدم مشاركته في صناعة الأزمات منذ 2011، إلا أنه سيواجه صعوبات للوصول لحل للأزمة.
وأوضح الهدر، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن الاتحاد الأفريقي لديه نية فعلية لحل الأزمة الليبية، على اعتبار أن ليبيا دولة محورية وإنهاء الأزمة فيها سيسهم في انتشار الأمن بالدول المحيطة التي تعاني من الإرهاب والفقر والاقتصاد المتدهور.
وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي يتمنى أن يكون مشاركاً في الحل، لكن المصالح الدولية أكبر منه ودوره محدود وسط المنظومة الدولية التي تستطيع إنهاء الأزمة في أيام، حال توحدت الرؤى الدولية حول ليبيا.
واشترط الهدار لنجاح الدور الأفريقي في هذا الإطار الدولي أن يوحد الجبهات الداخلية ذات المصالح المتعارضة.
ونوه بأن الاتحاد الأفريقي يمكن اعتباره وسيطاً محايداً لو جرى توحيد الرؤى الداخلية له، وهذه الحيادية هي المطلوبة للوساطة، إلا أن الاتحاد لم يشارك بدور فعلي منذ عام 2011 بسبب الانقسام إزاء الأحداث في ليبيا منذ 2011.
افتقاد مبدأ الإلزام
من جانبه، يرى الدكتور حامد المسلمي الباحث في الشؤون الأفريقية، أن ليبيا لديها علاقات قوية جداً بالاتحاد الأفريقي منذ حكم معمر القذافي وغالبية الأطراف ستقبل بالاتحاد كوسيط في حل الأزمة الليبية، لهذا السبب.
وتابع المسلمي، في حديث لـ"العين الإخبارية"، أن الاتحاد الأفريقي لديه مقبولية في الداخل الليبي؛ خاصة أن معظم دول الاتحاد تحفظت على ضربات حلف الناتو لإسقاط نظام القذافي.
إلا أن المسلمي يرى أن الاتحاد الأفريقي، كغالبية المنظمات الدولية، ليس لديه القدرة الفعلية على تنفيذ عقوبات أو الوعد بمكتسبات تدفع الأطراف بالالتزام بأي اتفاق.
وأشار إلى أن الاتحاد الأفريقي يمكنه فقط التوسط لتقريب وجهات النظر أو الوصول لحلول وسط، إلا أنه ليس لديه القدرة الفعلية على تنفيذها بأرض الواقع، باعتبار أنه ليس جهة تنفيذية، ومن الممكن أن تضرب الحكومات أو الأطراف بقرارته عرض الحائط.
وأضاف أن الاتحاد يجب أن يلجأ إلى دول تساعده في تنفيذ قراراته وخرجات لقاءاته خاصة من دول الجوار لفرض القرارات وتنفيذ عقوبات أو ضمانات للالتزام، إلا أن وجهات النظر الأفريقية لا تزال غير واحدة حول الأزمة.
ونوه بأن الاتحاد ممكن أن يكون فاعلاً إذا استطاع أحد الطرفين أن يحسم الوضع لصالحة، ومن ثم يكون قرارات الاتحاد لمراعاة استمرار الحياة وعدم تجبر طرف على آخر والالتزام بقواعد الاشتباك وخلافه.
وكان اللواء أحمد المسماري المتحدث باسم الجيش الليبي، قد أكد في حوار مع "العين الإخبارية"، أن القوات المسلحة مستعدة للتعاون مع الاتحاد الأفريقي، للدخول من الباب الصحيح للأزمة الليبية باعتبارها أزمة أمنية، على أن يكون إرسال مبعوث أفريقي بعيداً عن دول الجوار، لأن لها علاقة بالأزمة الليبية.
aXA6IDE4LjExOS4xMzMuMTM4IA== جزيرة ام اند امز