ساعة الرعاية اللاحقة.. ابتكار إماراتي لحماية المتعافين من الإدمان

في خطوة غير مسبوقة عالميًا، كشفت سارة الزرعوني، مدير رعاية المبتكرين في القيادة العامة لشرطة الشارقة، عن ابتكار إنساني فريد يتمثل في "ساعة الرعاية اللاحقة"، وهي الأولى من نوعها على مستوى العالم.
وتهدف الساعة إلى متابعة المتعافين من الإدمان وحمايتهم من الانتكاس بعد فترة العلاج.
تقول الزرعوني ل"العين الإخبارية" إن الساعة تُعد أداة ذكية لمراقبة العلامات الحيوية للمتعافي مثل ضغط الدم، ضربات القلب، ومستوى التوتر، إلى جانب تحديد موقعه الجغرافي بدقة، ما يسمح للجهات المختصة بالتدخل السريع في حال حدوث أي طارئ أو ظهور مؤشرات على عودة المتعافي للتعاطي. وأضافت أن الساعة متصلة بغرفة تحكم في القيادة العامة لشرطة الشارقة، حيث تُرسل تنبيهات فورية في حال احتاج الشخص إلى مساعدة، كما يمكن التواصل معه مباشرة عبر تطبيق إلكتروني مرتبط بالساعة.
وأوضحت أن فكرة المشروع انطلقت من معاناتها اليومية خلال عملها في مراكز التأهيل، حين كانت تشاهد حزن الأسر على أبنائهم المتعافين وصعوبة إعادة دمجهم في المجتمع أو عودتهم إلى وظائفهم. من هنا وُلدت الفكرة لتكون الساعة وسيلة لصون كرامة الإنسان، ومساعدته على الاندماج الآمن مجددًا بين أسرته ومحيطه الاجتماعي.
وأكدت الزرعوني أن المشروع خضع لأبحاث علمية محكّمة بإشراف جامعات عالمية، مشيرة بفخر إلى أن الإمارات هي أول دولة في العالم تطبق هذه التقنية، التي تجسد توجه حكومة الشارقة في جعل الإنسان محور الابتكار.
وتابعت موضحة أن من يتم اختياره لبرنامج الرعاية اللاحقة يمكنه اختيار ارتداء الساعة بدلًا من الخضوع للحبس أو المحاكمة، بشرط توقيع اتفاقية التزام تتضمن الحفاظ على الساعة واتباع الخطة العلاجية الموضوعة له، مؤكدة أن الساعة من ممتلكات الدولة.
وأضافت أن فترة الرعاية تختلف من حالة إلى أخرى، وتتراوح عادة بين ستة أشهر إلى سنة بعد انتهاء العلاج، وهي مرحلة بالغة الأهمية للتأكد من ثبات التعافي وعدم العودة للعادات الإدمانية.
وختمت الزرعوني حديثها قائلة: "هدفنا من الساعة هو حماية الإنسان لا معاقبته. نريد أن نمنحه فرصة جديدة ليعيش بكرامة وسط مجتمعه، بعيدًا عن الانتكاس والخطر."
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMjE3IA== جزيرة ام اند امز