57 عاماً على ميلاد العرّاب.. أحمد خالد توفيق أسطورة "الرعب"
الأديب المصري ابن مدينة طنطا بمحافظة الغربية تخرَّج في كلية الطب عام 1985، وبدأ مسيرته الأدبيّة عام 1992، ولم تكن سهلة في بداياتها.
اختار التجديد وكشف الغطاء عن عالم لم يكن وجهة مرغوبة من الأدباء من قبله، جنح إلى المجهول وقدَّم لقرّاء رواياته عالماً من الغرائب والعجائب والحبكات المشوِّقة، فاختار الرعب بوابة لعالم الأدب، إنه الدكتور أحمد خالد توفيق، الذي يصادف 10 يونيو/حزيران يوم ميلاده قبل 57 عاماً.
تخرَّج الأديب المصري ابن مدينة طنطا بمحافظة الغربية في كلية الطب عام 1985، وبدأ مسيرته الأدبيّة عام 1992، والتي لم تكن سهلة في بداياتها، إذ واجهت مؤلفاته في مجال أدب الرعب اعتراضاً كبيراً من بعض الأوساط الأدبيّة فرُفضت أفكاره الجديدة وشجّعه البعض على التوجه للأدب البوليسي كخيار آمن إن أراد تحقيق الشهرة والنجاح، آراء كادت بالفعل أن تُحبِطه.
إلا أن بعض الأشخاص في دار نشر "المؤسسة العربيّة الحديثة" آمنوا بقدراته وقدَّموا روايته "أسطورة مصاص الدماء" للجنة استبيان، وواجهت الرفض في البداية حيث وُصف أسلوبها بالضعيف، لتوافق عليها اللجنة الثانية وتصف حبكتها بـ"الروائية المشوِّقة".
كانت "أسطورة مصاص الدماء" باكورة نجاحه لتتوالى بعدها أعماله التي صُنِّفت ضمن سلسلة بعنوان "ما وراء الطبيعة" وهي سلسلة خياليّة تدور عن أحداث خارقة صادفها طبيب دم مصري أو ذكرها له بعض من مرّوا في حياته.
كتب بعدها الدكتور أحمد خالد توفيق ما يزيد على 200 رواية، كما ترجم عدداً من الروايات العالميّة ضمن سلسة "روايات عالميّة للجيب".
ويرتبط اسم توفيق في أذهان كثير من جمهوره برواية "يوتوبيا"، التي نال بها شهرة واسعة والتي نُشرت عام 2008 وتدور أحداثها عام 2023 حيث قُسَّم المجتمع لطبقة فاحشة الثراء وأخرى معدمة، ويخلط بها عالمي الواقع والفانتازيا ليصف حال البشر في بعض المجتمعات اليوم.
لم يقتصر عطاء الأديب المصري على الكتابة الأدبيّة في عالمي الفانتازيا والرعب بل توجه للشباب وعُني بقضاياهم بمقالات نُشرت في مجلة "الشباب" وجريدة "التحرير".
وتسببت أزمة صحية مفاجئة تعرَّض لها الأديب المصري بخضوعه لجراحة في القلب، وهي التي خرج منها ليتوفى عقبها بساعات قليلة عن عمر 56 عاماً، تاركا وراءه إرثاً من الأعمال الأدبيّة منها الروايات المنفردة وسلاسل الروايات والمجموعات القصصية والمقالات.
وأثارت وفاة الدكتور أحمد خالد توفيق حزناً عارماً بين جمهوره خصوصاً من الشباب، الذين شاركوا بأعداد كبيرة في تشييع جثمانه حتى مثواه الأخير، وأطلقوا عليه "العرّاب" أو "الأب الروحي".
ومؤخراً أعلنت شبكة نتفليكس الأمريكية تحويل سلسلة روايات "ما وراء الطبيعة" لمسلسل مصري بالعنوان نفسه، للمنتجين محمد حفظي وعمرو سلامة، وهو أول أعمال الشبكة في الدراما المصرية.