"لم يُصلّ عليهم أحد".. رواية جديدة للكاتب السوري خالد خليفة
الروائي السوري خالد خليفة يؤكد أن روايته الجديدة متخيلة من الألف إلى الياء، مشيرا إلى أنه كتبها بروح وأسلوب مختلفين.
أصدرت دار "هاشيت أنطوان/نوفل" في بيروت الطبعة الأولى من رواية "لم يُصلّ عليهم أحد" أحدث أعمال الروائي السوري خالد خليفة الحاصل على جائزة نجيب محفوظ للرواية العربية، الذي وصل مرتين للقائمة القصيرة للجائزة العالمية للرواية العربية (البوكر).
وتدور أحداث الرواية على تخوم مدينة حلب، حيث فاض عام 1907 نهرٌ جرف عمرًا من الحياة الهانئة على ضفتيه، وتمكن من النجاة حنا وزكريا، وهما صديقان كانا في قلعة الملذات التي صممها الصديق الثالث عازر.
وقال خالد خليفة: "الرواية متخيلة من الألف إلى الياء، وهي تختلف كلياً عن رواياتي السابقة، وكتبتها بروح وأسلوب مختلفين"، مضيفاً: "الرواية لا تقارب الحالة السورية الآن نهائياً سوى في السؤال الدائم المتمثل بفكرة سؤال الهوية".
وعاد خليفة إلى القرن الـ19 للكتابة عن المسكوت عنه رغم مرور أكثر من قرن ونصف القرن على تاريخ المدينة، والمتمثل بفكرة العيش في ظل النظام العثماني واضطهاده للأديان الأخرى، وسلبه لخيرات مدينة عظيمة كحلب، وجعلها ورقة مساومة في يده مع الغرب.
وتكشف الرواية عبر تأمل مصائر من ماتوا ومن عاشوا كيف أن السيل ابتلع من ماتوا، لكنه أيضًا سلب من بقوا حيواتهم، بحيث لم يعد شيء كما كان، وتنتقل لكشف مصائر صغيرة ضمن مصيرٍ أكبر لمدينة عاشت فيضانات وزلازل ومجاعات، واستوعبت تحوّلات اجتماعية وسياسية ودينية عميقة، يرصدها خليفة في رواية ملحمية، مسكونة بثنائية الحب والموت.
وتقع الرواية في 348 صفحة من الحجم المتوسط، وتقترح سرديّة جديدة ومختلفة لمدينة حلب في القرن الـ19 ومنتصف القرن الـ20، عبر قصص متشابكة عن الحبّ الموؤود، والموت المحقّق عبر المجازر والطاعون والزلازل والكوليرا، ومفهوم الهويّة والانتماء وأسئلتهما.
خالد خليفة روائي وسينارست سوري من مواليد حلب عام 1964، تُرجمت أعماله إلى الكثير من اللغات، ومنها "لا سكاكين في مطابخ هذه المدينة" (2013)، التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة، وحازت جائزة نجيب محفوظ لعام 2013، وهي روايته الرابعة بعد "حارس الخديعة" (1993)، و"دفاتر القرباط" (2000)، و"مديح الكراهية" (2006) التي وصلت إلى القائمة القصيرة لجائزة البوكر العربيّة كذلك.
وله أيضاً عدد من المسلسلات التلفزيونيّة منها "سيرة آل الجلالي" (1999)، و"هدوء نسبي" (2009)، و"المفتاح" (2011)، و"لم يُصلّ عليهم أحد" هي روايته الثانية عن دار نوفل بعد "الموت عمل شاق" (2016) التي ترجمت لعدة لغات.