أدباء يمنيون لـ"العين الإخبارية": مستقبل الرواية أكثر ضياء رغم الحرب
"العين الإخبارية" تلتقي عددا من الكتاب والأدباء اليمنيين المشاركين في ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي.
يعيش المشهد الأدبي في اليمن، خلال السنوات الأخيرة، حالة من النشاط النسبي، خاصة في مجال الرواية، ورغم الاقتتال وحجم التدمير فهناك من يعون دورهم ويدركون مكانة الإبداع على مقارعة الظلم والتسلط والعبودية وينتجون ولو القليل.
"العين الإخبارية" التقت عددا من الكتاب والأدباء اليمنيين المشاركين في ملتقى القاهرة الدولي السابع للإبداع الروائي العربي "الرواية في عصر المعلومات"، دورة الطيب صالح، وتحدثت معهم بشأن مشاركتهم في الحدث، ومستقبل الرواية والمشهد الثقافي والأدبي في اليمن.
أكد الروائي محمد الغربي عمران أن الرواية في اليمن مشاريع شخصية في ظل غياب المؤسسات الداعمة الرسمية أو الأهلية نتيجة للحرب، مضيفا: "لذلك نجد معظم من يكتبون الرواية فارين من هول الحرب إلى خارج اليمن، ومن بقي قلة يقودهم العشق لكتابتها، ولانهيار منظومة النشر تصدر أعمالهم خارج اليمن".
وقال عمران: "بل إن الظاهرة الغريبة أن الإصدارات الروائية رغم قلتها فإنها زادت أثناء الحرب وزاد عدد كتاب الرواية من الشباب، وهذه ظاهرة غريبة".
وتابع: "في وقت تعلو فيه أصوات الرصاص وتزداد مساحة الخراب ويفر الناس من الوطن، نجد الرواية تصدر وبعضها ينافس على المستوى العربي؛ إذ إنه مؤخرا فازت أكثر من رواية بمسابقات عربية، وأرى المستقبل أكثر ضياء للرواية في اليمن، خاصة أنها تحتل مساحات على حساب الشعر الذي كان مسيطرا".
بينما قال الروائي علي المقري: "في الحقيقة لا يختلف المشهد الثقافي والأدبي اليمني الحالي عن حال المشهد العربي؛ فهناك تفكك وتشظٍّ هائل بعد سنوات من القمع والتسلط، وأظن أنها مرحلة مخاض عسيرة ستولد صورها المستقبلية مهما حاول البعض أن يعوق حدوثه".
وأضاف: "لم يعد بالإمكان الحديث عن مؤسسات ثقافية في اليمن في الوقت الذي تنهار فيه الأشكال المهترئة لمقومات الدولة، في ظل حرب تسود فيها المليشيات وبقايا النظام الاستبدادي، ولم يعد من مهمة الرواية خلق الأبطال أو التبشير بهم، قد تقرأ الرواية، من بين قراءتها، العتمة أكثر من قراءتها للضوء المزيف".
أما الروائية والناقد شذا الخطيب فرأت أنه مع ظروف الحرب التي تطل على اليمن، نتج عن ذلك الكثير من التطورات خاصة في المجال الأدبي والروائي تحديدا، في تناول الحرب وظروفها وتأثيرها على المجتمع وتحديدا على الكاتب.
وأضافت: "طبيعة الروائي كونه مرهف الحس فإن هذه الظروف تؤثر على عنفوانه وإحساسه العاطفي والفكري وتشد قلمه، لذا ظهرت العديد من الروايات من أقلام يمنية مع اختلاف أعمارها ومكانتها الأدبية؛ ليظهر لنا الكثير منها سواء كان في الشعر أو الرواية، وكوني روائية سوف أتحدث عن هذا الجانب".
وأشارت الخطيب إلى ظهور رواية "وقش" لوليد دماج وإن كانت تناولت فترة تاريخية قديمة عن الصراع الطائفي في اليمن إلا أن الظروف الحالية ألهمت الكاتب أن يكتب عملا يكون إسقاطا على الوضع الحالي، إضافة إلى روايته "أبو صهيب العزي" كذلك رواية "مملكة الجواري" لمحمد الغربي عمران.
وتابعت: "إضافة إلى روايتي (سنوات الوله) التي تحدثت عن الحروب والثورات العربية وكانت نقطة انطلاقها منذ 1986 إلى غاية عاصفة الحزم وما سبقتها من ظروف في اليمن من ثورة واشتباكات داخلية، وعبرت فيها بكل تفصيل عما جرى بتلك الفترة، وهناك توجه لأكمل أحداث الرواية بجزء ثانٍ متناولة الأحداث المريرة التي تحدث في اليمن".
وأكملت: "إلى جانب رواية نادية كوكباني (سوق علي محسن)، التي تناولت فيها هموم المواطن البسيط، وسؤاله لماذا قامت الثورة ومن المستفيد وكيف استطاعوا أن يواجهوا الصعوبات التي طالتهم بسببها، وكيف أنها بددت أحلامهم وهدوء حياتهم، إضافة إلى العديد من الروايات ومنها رواية وجدي الأهدل (أرض المؤامرات السعيدة)".
وذكرت الخطيب: "نحن نحاول رغم كل الظروف الصعبة أن نثبت أن اليمن دولة معطاءة وأنها أقوى من الحروب والدمار، لذلك أنا حريصة على تمثيل اليمن في العديد من المناسبات الثقافية، منها تكريمي كمبدعة عربية في الصالون الثقافي للمرأة العربية في يوم المرأة العالمي، إضافة إلى مشاركتي في ملتقى الإبداع العربي للرواية 2019".
aXA6IDMuMTM3LjE3OC4xMjIg
جزيرة ام اند امز