المخرج أحمد عاطف درة لـ"العين الإخبارية": "رواح واحدة" رواية كتبتني أكثر مما كتبتها.. وصلاح جاهين مثلي الأعلى (حوار)
من وسط عشرات الكتب والروايات التي يزخر بها معرض القاهرة للكتاب تصطف رواية "رواح واحدة" كنوع مختلف من الأعمال المعروضة بالحدث المهم.
هذا العمل المختلف هو أول رواية للمخرج أحمد عاطف درة، الذي سبق وأصدر العديد من الكتب، وصنفها قراؤها بـ"الروحانية"، وهو مجال يندر الكتابة فيه مقارنة بالكتابات الرومانسية والتاريخية والرعب والتشوق.
"العين الإخبارية" أجرت حوارا مع المخرج أحمد عاطف درة بمناسبة طرحه أولى رواياته "روح واحدة"، ومشاركته في معرض القاهرة الدولي للكتاب بعدة أعمال.
وتحدث درة عن مكانة معرض القاهرة للكتاب، وأهمية اختيار صلاح جاهين شخصية المعرض هذا العام، فضلا عن تطرقه لتفاصيل أخرى مهمة.
والدكتور أحمد عاطف درة هو مخرج سينمائي وناقد سينمائي وكاتب مقال أسبوعي ومدير تحرير بجريدة الأهرام، له العديد من المؤلفات تتنوع بين كتب ورواية.
أيضا أنتج درة عددا من الأفلام والمسلسلات حصلت على نحو 38 جائزة محلية ودولية، فضلا عن إخراجه عددا من الأفلام التسجيلية مثل: "مدد مدد" و"سبارس" و"آلة الزمن"، وعمل مخرجا منفذا لأفلام تسجيلية عالمية مثل: L aigle et le sphinx و Versant Sud de la liberate.
وإلى نص الحوار:
كم عمل صدر لك حتى الآن؟
خرج للنور حتى الآن 5 أعمال بينها كتب فردية وأخرى جماعية، حيث أصدرت عدة كتب عن السينما من بينها "صورة العرب في السينما العالمية بعد 11 سبتمبر" وهو عمل صادر عن الهيئة العامة للكتاب عام 2014، فضلا عن ديوان شعر بعنوان "بنت الخير" صدر عام 2009 بمقدمة الشاعر بهاء جاهين.
وأحدث أعمالي وأولى رواياتي كانت "روح واحدة" التي صدرت عام 2023 تزامنا مع معرض القاهرة الدولي للكتاب، وقريبا سأصدر كتاب فلسفة الحياة وأكثر من كتاب عن السينما.
كم عدد مشاركاتك في معرض القاهرة للكتاب؟
منذ عام 2004 وأنا أشارك كمؤلف في معرض القاهرة للكتاب، وكانت البداية بكتاب سينمائي جماعي مع سمير فريد في أول موسوعة باللغة العربية عن السينما الأوروبية عام 2004، ثم طرحت ديوان الشعر، وتلاه كتب أخرى وصولا لروايتي الجديدة التي أصدرتها قبل أيام.
لماذا تأخرت في طرح أولى رواياتك؟
هذه الرواية تداعبني منذ سنوات طويلة حيث كنت أفكر دائما في تاريخ مصر ومدى تنوعه وأسأل نفسي عن الهوية المصرية هل تغيرت أم بقيت كما هي، ووجدت أن كل من مر عليها انصهر وأصبح جزءا منها، ومع حلول عام 2020 وظهور فيروس كورونا وتوقفي عن الإخراج مثل باقي زملائي شعرت أن لدي رغبة عارمة أكتبها.
وهذا تزامن مع شعوري أن الأدب يعبر عني أكثر من السينما، لأن الأفلام بها جانب تنفيذي ودائما ما يكون عائقا مقارنة بالخيال، مثلا أداء الممثل لا يكون مماثلا لما يريده الكاتب أو أحيانا جمل الحوار لا تعبر بالشكل المناسب لأن المشهد لا بد أن يكون قابلا للتنفيذ، لكن الرواية تتميز بمساحة خيال تحلق بكاتبها، وأعتقد أن هذه الرواية هي التي كتبتني أكثر ما كتبتها أنا.
إذن حدثنا عن أولى رواياتك "روح واحدة" التي طرحت حديثا؟
هذه الرواية عبارة عن روح واحدة تتجسد 5 مرات في 5 عصور مختلفة في تاريخ مصر، وكل عصر يحكي حكاية مختلفة وعلى القارئ أن يتعرف على المرتبط بين كل هذه الحكايات.
والرواية بحث في الشخصية المصرية عبر العصور، وتضم حكايات متخيلة مستندة ومستوحاة من صفحات منسية من التاريخ المصري مثل رحلة الإسكندر في مصر، وظهور مميز للبابا كيرلس الرابع بابا الإصلاح عام ١٨٥٥، فضلا عن ظهور مؤسس الموسيقى المصرية الحديثة قبل سيد درويش وهو الشيخ المسلوب.
وبماذا تصنف هذه الرواية؟
أنا لا أصنفها وكل قارئ يصنفها بالشكل الذي يراه وهذا لا يضايقني، فمثلا هناك من صنفها من القراء أنها "روحانية" وآخرون "نورانية" وهكذا.
ماذا تعني بمفهوم "الكتابة الروحانية" من وجهة نظرك؟
هذا النوع من الكتابة يقوم على فلسفة وحدة الوجود والحب، والروح عموما لكل ما هو غير جسدي أو مادي وهي الجزء الأصيل في الإنسان الذي يجب أن يحافظ عليه مثلما يحافظ على جسده، وهو يتغذى على أشياء مثل الحب المطلق والعطاء المطلق وقبول الآخر والقدر وما إلى ذلك.
وأنا أكتب مقالات روحانية في جريدة الأهرام منذ عام 2015، وهذا النوع من الكتابة غير متداول أو "ناقص" في مصر رغم أن هناك كتاب مشاهير في العالم بهذا التخصص أمثال ايكارت تول وغيره ممن يطلق عليهم مصطلح Spiritual thinker.
الرواية تستند لروح واحدة تتجسد 5 مرات، هل هذا يعني أنك تؤمن بالاستنساخ؟
لا أعتبر هذا استنساخا لأن الله يقول في كتابه الكريم: "يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة.."، وهذا يعني أن الشكل قد يتغير لكن الكتب السماوية تحوي إشارات أن الناس من روح واحدة ونفس واحدة.
كيف ترى مكانة معرض القاهرة للكتاب وسط معارض الكتب الأخرى؟
أرى أن معرض القاهرة الدولي للكتاب ينافس معرض فرانكفورت، وهو أكبر معرض للكتاب في ألمانيا، خاصة من حيث الإقبال الضخم وعدد زواره الكبير وحجم طوابير الدخول ورحلات الزيارة من الأقاليم، ما يدل على أن المصريين شعب محب للمعرفة.
وهذا ليس جديدا على المصريين الذين بدأوا حضارتهم بالكتابة والنحت والرسم، فأرى أن اهتمام هذا الشعب بالفنون والمعرفة والثقافة هو اهتمام جيني منذ وجدت "كيميت"، وبالتالي حب المصريين للمعرفة هو ما خلق هذا الزخم.
أيضا مصر بها عدد ناشرين قد لا أجده في دول أخرى، ورغم أنه قد لا يحقق مكاسب مالية ضخمة خاصة في ظل الصعاب الاقتصادية الحالية، إلا أنني أراه مقاتلا يريد نشر أكبر عدد من الأعمال.
وما رأيك في اختيار صلاح جاهين شخصية المعرض هذا العام؟
شكرا للقائمين على معرض القاهرة الدولي للكتاب لاختيار صلاح جاهين شخصية المعرض هذا العام، لأنه بالنسبة لي قدوة وأعظم مثال يحتذى به.
أولا أنا من محبي كتابات صلاح جاهين جدا وتربيت على أعماله، وأرى نفسي محظوظا بصداقة ابنه الشاعر الكبير بهاء جاهين، الذي ورث عن والده هذه الملكة وإن كان هو متواريا أو خجولا.
ومنجز صلاح جاهين أعتقد أنه أصعب من التخيل، فهو كان لماحا وموهوبا بل ومتعدد المواهب بين رسم الكاريكاتير وكتابة الأغاني والشعر العامي والسيناريو وكان مميزا في كل منها.
aXA6IDMuMTQ1LjE3Ny4xNzMg
جزيرة ام اند امز