أحمد ربيع.. معلم يشارك في كتابة تاريخ السودان
أحمد ربيع الذي وقع على الاتفاق نيابة عن قوى الحرية والتغيير عضو مؤسس لتجمع المهنيين الذي قاد الاحتجاجات ضد الرئيس البشير
عقب توقيع الأطراف السودانية، الأربعاء، الاتفاق السياسي الممهد لتشكيل الحكومة الانتقالية، بدأت الأوساط السودانية تتساءل عن الشخص الذي وقع نيابة قوى الحرية والتغيير، إذ إن الصورة لم تكن مألوفة لديهم بل إن الفئة الغالبة لم تشاهده سابقا.
- حميدتي: الاتفاق السياسي بداية مسار جديد بحياة السودانيين
- خبراء: اتفاق تقاسم السلطة في السودان لن ينهار
لكن في لحظات عرف الشعب السوداني هوية الشاب الذي ظهر أمام عدسات الكاميرات موقعاً عن الاتفاق نيابة عن تحالف قوى الحرية والتغيير، حينما تحدثت وسائل التواصل الاجتماعي عن المعلم أحمد ربيع سيد أحمد.
أحمد ربيع، الذي حمل القلم ووقع على الاتفاق السياسي نيابة عن قوى الحرية والتغيير، هو عضو مؤسس لتجمع المهنيين السودانيين، الذي قاد الاحتجاجات في 25 ديسمبر/كانون الأول العام الماضي، ضد نظام الرئيس عمر البشير حتى أسقطه في 11 أبريل/نيسان الماضي.
ويعمل أحمد ربيع معلما بالمرحلة الثانوية يدرس مادتي الرياضيات الفيزياء بإحدى المدارس بضاحية شرق النيل بالعاصمة السودانية الخرطوم، وقد تم اختياره للتوقيع نيابة عن قوى الحرية والتغيير لإعلاء قيمة المعلم، بحسب القيادي بقوى الحرية والتغيير أمجد فريد.
وامتهن أحمد ربيع التدريس منذ ما يقارب العشرين عاما عقب تخرجه في كلية التربية جامعة الجزيرة متخصصا في الرياضيات والفيزياء، وهو حامل لدرجة الماجستير في علوم الرياضيات.
وينحدر أحمد ربيع وهو متزوج وأب لأربعة من الأبناء من منطقة نوري بالولاية الشمالية (حوالي 300 كيلو شمال العاصمة الخرطوم)، بحسب الصحفي علي الدالي الذي تربطه علاقة اجتماعية معه.
وقال الدالي لـ"العين الإخبارية" إن أحمد ربيع ليس له انتماء سياسي وعرف بأنه ناشط في مجال العمل الاجتماعي خاصة في رابطة طلاب مروي في الجامعات السودانية، كما ظل ينشط فيما يعرف بـ"الكورسات الصيفية" التي تخصص لتدريس الطلاب خلال العطلة المدرسية.
وأوضح الدالي أن أحمد ربيع عضو في لجنة المعلمين ومن المؤسسين الأوائل لتجمع المهنيين السودانيين، وهو يعمل حالياً مقرراً لسكرتارية تجمع المهنيين السودانيين.
راية النضال
"ربيع" واحد من أعضاء وفد التفاوض مع المجلس العسكري الانتقالي برفقة شخصين من تجمع المهنيين هما طه عثمان ود. محمد ناجي الأصم، ويرى الدالي أن اختياره للتوقيع ربما كرمزية لمكانة المعلم التي طالما قلل منها النظام السابق.
ويعد أحمد ربيع صديقا شخصيا لمحمد ناجي الأصم الذي يعد أيقونة الثورة السودانية لظهوره السباق في قيادة تجمع المهنيين السودانيين، ولعبا الرجلان دوراً بارزاً في تأسيس التجمع حيث يمثل الأول المعلمين والثاني الأطباء وهما القطاعان اللذان لعبا دوراً كبيراً في الثورة السودانية.
وأضاف الدالي " عملت مع "ربيع والأصم" في مجلس التنسيق لتجمع المهنيين وكان لهما دور كبير في تأسيس التجمع وكانا يلاحقان الأجسام المهنية الأخرى لأجل إقناعها بالانضمام إلى التجمع".
وقال القيادي بقوى الحرية والتغيير أمجد فريد، لـ"العين الإخبارية"، إن أحمد ربيع كان واحدا من الذين حملوا راية النضال في مقدمة الصفوف، وعلى مدى عشر سنوات الأخيرة من عمر الإنقاذ ظل يكافح من أجل استعادة المؤسسات النقابية العمالية لدورها في تحقيق السلام والعدالة.
وأحمد ربيع واحد من الشخصيات التي كتبت المذكرة التي كان تجمع المهنيين ينوي تسليمها إلى البرلمان السوداني للمطالبة بزيادة الأجور قبل أن تتحول المسيرة إلى القصر الرئاسي للمطالبة بتنحي البشير في 25 ديسمبر/كان الأول 2018، وهو التاريخ الذي تسلم فيه تجمع المهنيين قيادة الثورة السودانية.
وجرى اعتقال أحمد ربيع بحسب أمجد فريد في يناير الماضي بواسطة أمن النظام السابق وظل بالمعتقل حتى سقوط البشير في 11 أبريل/نيسان الماضي.
وخلال فترة اعتقاله قام مكتب التعليم بشرق النيل التابع لوزارة التربية بإيقاف راتبه الذي يعول به أسرته لأكثر من شهرين، ولم تفلح الأسرة في أخذ أجره إلا بعد تدخل الوزير الولائي، بحسب الدالي الذي كان جزءا من تلك الجهود.
"ربيع" يعد رجلا مكافحا فهو إلى جانب مهنة التدريس يعمل سائق مركبة أجرة يعمل بها عقب انتهاء الدوام الرسمي لأجل زيادة دخله لمواجهة متطلبات المعيشة.
aXA6IDMuMTM4LjEwMS4yMTkg
جزيرة ام اند امز