برا وجوا.. منتدى دافوس في حماية "قوات الثلج"
خلف أول لقاء شتوي لمنتدى دافوس، منذ عام 2020، تتحرك على الأرض في صمت كتل أمنية وعسكرية، لتأمين مئات القادة وصناع القرار بالعالم.
ففي دافوس، تلك المدينة الثلجية، الواقعة في جبال الألب جنوب شرق سويسرا، يكثف قادة العالم مساعيهم لسد الانقسامات السياسية في عالم يضربه الاستقطاب.
5 أيام تمتد من السادس عشر وحتى العشرين من شهر يناير/كانون الثاني الجاري، يحظى فيها التأهب الأمني بمكانة متقدمة؛ إذ نشر الجيش السويسري عشرات المئات من قواته لتأمين المنتدى.
وقبل انطلاق نسخة 2023 لمنتدى دافوس العالمي، بدأ الجيش السويسري في دعم مدينة دافوس استعدادًا للحدث الكبير، بعد حصوله على موافقة جديدة من برلمان هذا البلد الأوروبي.
وينتشر 5 آلاف عضو من الجيش السويسري لضمان أمن حوالي 3 آلاف مشارك في المنتدى الاقتصادي العالمي، مثلما حدث العام الماضي، فيما سيتكرر الأمر نفسه في 2024، وفقا لـ"swissin".
عسكريون بقامات طويلة وبملابس بيضاء يكاد يخفيها الثلج المحيط للمنتدى لكنهم أسلحتهم المتطورة تظهر ملامحهم وتبعث برسالة طمأنة للمشاركين.
وتزداد المسؤولية الأمنية على عاتق السلطات السويسرية مع جذب الحدث رفيع المستوى، رجال الأعمال والسياسيين الأثرياء البارزين من جميع أنحاء العالم، جنبًا إلى جنب مع الأكاديميين وقادة المجتمع الآخرين.
ورغم حضور الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب لمنتدى دافوس، إلا أن خلفه جو بايدن اعتذر عن عدم حضوره نسخة هذا العام، وإن كانت واشنطن أرسلت وفدا رفيع المستوى يضم جون المبعوث الرئاسي الأمريكي الخاص لشؤون المناخ، جون كيري.
ويرتفع مستوى التأهب الأمني مع احتجاجات متزامنة مع جلسات المنتدى الاقتصادي العالمي، والتي تتركز غالبيتها على انتقاد الرأسمالية وأزمة المناخ وعدم المساواة العالمية.
النمسا في الصورة
ومع وقوع دافوس قرب الحدود السويسرية النمساوية، تساهم القوات المسلحة النمساوية في تأمين ومراقبة الأجواء الجوية على أراضيها.
وبالفعل، دفعت النمسا بمقاتلات يوروفايتر تايفون متعددة المهام لتأمين المجال الجوي في محيط المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس.
ويشارك أكثر من 1000 جندي و20 طائرة و11 طائرة ثابتة الجناحين وتسع طائرات هليكوبتر في عملية حماية المجال الجوي عبر الحدود لتأمين السكان المحليين والضيوف.
ومن بين الأنشطة العسكرية التي تنفذها النمسا، دوريات مراقبة ورحلات جوية لتحديد انتهاكات المجال الجوي وعمليات النقل و"العمليات عبر الحدود" مع سويسرا.
وأصبحت رحلات التتبع بين سويسرا والنمسا ممكنة من خلال منح تصاريح الدخول المتبادلة، خاصة بعد دخول اتفاقية ثنائية للتعاون في مجال أمن المجال الجوي ضد التهديدات الجوية غير العسكرية، حيز التنفيذ في الأول من فبراير/شباط 2019.
ومنذ سنوات، يوجد تعاون مماثل عبر الحدود على الأرض، ما يسمح للشرطة بتوسيع عمليات المطاردة إلى الأراضي المجاورة. ونظرًا لقرب دافوس من الحدود، طلبت سويسرا تكثيف مراقبة المجال الجوي النمساوي في المنطقة.
ويتوقع مشاركة ما يقرب من 600 رئيس تنفيذي وأكثر من 50 رئيس دولة أو حكومة، إذ تحضر شخصيات بارزة مثل رئيسة مفوضية الاتحاد الأوروبي أورسولا فون دير لاين ، ومبعوث المناخ الأمريكي جون كيري، والرؤساء الجدد لكوريا الجنوبية كولومبيا والفلبين.
وبينما يغيب رؤساء الولايات المتحدة جو بايدن، والصين شي جين بينغ، ورئيس وزراء بريطانيا ريشي سوناك، ورئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ستحضر السيدة الأولى الأوكرانية أولينا زيلينسكا، بينما سيلقي زوجها الرئيس فولوديمير زيلينسكي خطابًا بالفيديوكونفرانس يوم الأربعاء.