بالصور.. احتفال الجيش المصري بالذكرى الـ48 لبناء حائط الصواريخ
تحتفل القوات المسلحة المصرية بالعيد الثامن والأربعين لقوات الدفاع الجوي، الذي يتزامن مع الاحتفال بثورة الثلاثين من يونيو.
تحتفل القوات المسلحة المصرية بالعيد الثامن والأربعين لقوات الدفاع الجوي، الذي يتزامن مع الاحتفال بذكرى الثلاثين من يونيو التي مر عليها 5 سنوات حتى الآن، وكانت الثورة التي أعقبها بساعات عزل جماعة الإخوان الإرهابية من حكم مصر.
وخلال الاحتفال، أكد الفريق علي فهمي، قائد قوات الدفاع الجوي المصري، أن التطوير والتحديث في منظومة الدفاع الجوي مستمران، وفقاً لمنهج علمي مدروس ومحدد لتنمية القدرات القتالية والفنية للقوات المسلحة، بما يمكنها من تنفيذ المهام المكلفة بها لحماية وتأمين المجال الجوي المصري .
ووجه فهمي التحية لرجال الدفاع الجوي، ووصفهم بالمرابطين في مواقعهم يواصلون الليل بالنهار لحماية أمن مصر القومي، مؤكدين عهد الولاء لله والوطن بأن تظل قوات الدفاع الجوي درعاً قوياً يحمي سماء مصر ويُؤمّن حدودها على جميع الاتجاهات الاستراتيجية .
ويعود الاحتفال بقوات الدفاع الجوي في هذا التاريخ إلى الثلاثين من يونيو عام 1970، حيث تم بناء حائط الصواريخ.
ما هو حائط الصواريخ المصري؟
وفقًا للمعلومات التاريخية المتاحة، هو مجموعة قوات منفصلة للدفاع الجوي المصري، تضم المدفعية المضادة للطائرات ووحدات الصواريخ وأجهزة الرادار والإنذار، إضافة إلى مراكز القيادة المشتركة، أنشأتها مصر عام 1970 بهدف صد الهجمات الجوية الإسرائيلية، ولم تكن مجرد تجميع جديد مبتكر للصواريخ والمدفعية المضادة للطائرات، بل كان نقطة تحول للقوات المصرية.
استغرق بناء حائط الصواريخ 40 يوما، وكان لها الفضل في تحييد القوات الجوية الإسرائيلية خلال حرب أكتوبر 1973، ما سهل عملية العبور واجتياز خط بارليف وإتاحة رؤوس الكباري على الضفة الشرقية لقناة السويس.
حائط الصواريخ الذي حمى الجيش المصري أثناء حرب 1973م بُني في عهد جمال عبد الناصر، ولم تطمئن مصر لقدرتها على اتخاذ قرار الحرب الشاملة إلا بعد أن نجحت في إقامة حائط الصواريخ المضاد للطائرات على طول خط المواجهة وفي العمق المصري، فكان دوره فعالا في حرب الاستنزاف وحرب أكتوبر في حماية سماء مصر من الطائرات الإسرائيلية وإسقاطها.
كانت العقبة الرئيسية أمام المصريين هي تفوق الطيران الإسرائيلي، لذلك قررت القيادة المصرية انتهاج الخطة الفيتنامية، وترتكز تلك الخطة على بناء سلسلة من قواعد صواريخ سام الروسية المضادة للطائرات، فتشكل هذه الصواريخ حائطاً يمنع اقتراب الطيران الإسرائيلي لمسافة 10 كيلومترات، ثم تنقل تلك القواعد للأمام لمسافة 10 كيلومترات أخرى وهكذا.
أمريكا أدركت خطورة تلك الخطة، فعملت على إفشالها، وأمدت إسرائيل عام 1968 بطائرات إف 4 (فانتوم)، وهو الأمر الذي ضاعف من مسافة وقوة نيران الذراع الإسرائيلية، ودأبت إسرائيل خلال عامي 1969 و1970 على قصف القواعد الصاروخية وهي قيد الإنشاء لمنع استكمال حائط الصواريخ، وقد استشهد في تلك الحملة المئات من عمال البناء المصريين.
وكان أسبوع مذبحة الفانتوم أهم نتائج بناء حائط الصواريخ المصري، بدأ هذا الأسبوع من 30 يونيو حتى 7 يوليو 1970، حيث تمكن تجمع الدفاع الجوي من إسقاط 24 طائرة فانتوم وسكاي هوك، وأسر 3 طيارين إسرائيليين، وكانت هي المرة الأولى التي تسقط فيها طائرة فانتوم.
شهادات تاريخية على حائط الصواريخ
نُشرت لقادة عسكريين شاركوا في الحرب ضمن مرجعين؛ الأول حرب القناة والآخر اسمه فانتوم فوق النيل، ووفقًا لما نشرته المجموعة 73 مؤرخين بموقعها الإلكتروني:
- شبكة الدفاع الجديدة تتمركز في مستطيل طوله 70 كيلومترا من غرب الإسماعيلية شمالا وحتى طريق السويس جنوبا بعمق 30 كيلومترا وأقرب كتائبه على بعد 23 كيلومترا من القناة. هذه الشبكة توفر مظلة دفاع جوي بمواجهة 110 كيلومترات من الشمال إلى الجنوب بموازاة القناة وبعمق 70 كيلومترا من الشرق إلى الغرب. ورغم أن الكتائب تتمركز في مواقع سريعة التجهيز فإنها شكلت تجمعا متكاملا متعاونا بالنيران والطائرة التي تهاجم موقعا تتعرض لنيران ثلاثة أو أربعة صواريخ أخرى من كل الاتجاهات. والطيران المنخفض يجد نفسه أمام نيران صواريخ الضبع الأسود التي تتعامل مع الطيران المنخفض وتجبر الطيار على الارتفاع ليتفاداها فيدخل في نطاق نيران الصواريخ! التجمع الجديد أصبح قادرا على تقديم الحماية للقوات البرية في الجبهة وتقديم الحماية للعاملين في بناء المواقع المحصنة باستثناء شريط عرضه عشرة كيلومترات غرب القناة.
- نحن في يوم 30 يونيو 1970 وهذا اليوم بالنسبة لنا مختلف تماما عن كل ما سبقه من أيام ولا بد أن يكون مختلفا، لأن لمصر منذ هذا الصباح حائط صواريخ قادرا على منع العربدة الصهيونية في سماء مصر. هذه هي الحقيقة التي رفضت الغطرسة الصهيونية أن تفهمها وراحت تمارس نفس لعبة العربدة الجوية.. فماذا حدث؟
- في صباح يوم 30 يونيو حلقت طائرة استطلاع صهيونية ورصدت أجهزة الرادار موقعها، حيث تحلق على ارتفاع 12 كيلومترا وعلى حدود مدى نيراننا، وبالفعل اشتبكت معها الكتيبة 416 بصاروخ فلتت منه الطائرة وعادت لقواعدها، لكن هذه المرة بالنبأ اليقين.. المصريون شيدوا حائط صواريخهم.
- حائط الصواريخ المصري توقع الهجوم واستعد للرد ومرت الثواني ببطء وليست الدقائق والساعات.. وبعد آخر ضوء رصدت الرادارات المصرية 24 طائرة صهيونية قادمة لأجل تحطيم حائط الصواريخ، وهذا فكرها وغرضها وحلمها، لكن أبدا لن يتحقق وفي صدور الرجال.. رجال الدفاع الجوي قلوب تنبض.
- معركة هائلة نشبت بين الـ24 طائرة وبين حائط الصواريخ المصري على مواجهة 110 كيلومترات، وأسقط الدفاع الجوي المصري أربع طائرات.. 2 فانتوم و2 سكاي هوك، وشهد يوم 30 يونيو سقوط أول طائرة فانتوم بصاروخ مصري، وتم أسر أربعة طيارين صهاينة.
- يوم 30 يونيو انتهى الأمر بعد أن عرف الصهاينة يقينا أن للمصريين دفاعا جويا قادرا على الردع، وفي أول مواجهة حقيقية أسقط أربع طائرات وأسر أربعة طيارين، عرف الصهاينة أن السماء على القناة لم تعد متاحة ولا مباحة، أيقن الصهاينة أنه لا شيء في السماء بعيد عن متناول المصريين ابتداء من 30 يونيو.
- وجاء شهر يوليو ويبدو أن الصهاينة أرادوا المغامرة بشيء ستتوقف عليه أشياء، أرادوا التأكد من حقيقة هي مستحيلة.. حقيقة إقامة المصريين حائط صواريخ دفاع جوي في الجبهة. الصهاينة لا يعرفون هو حلم أم علم.. خيال أم حقيقة.. هل حقا على الجبهة حائط صواريخ مصري.. هل فعلها المصريون.. كيف والأمر مستحيل بكل الطرق وكل اللغات؟ خلاصة القول أراد الصهاينة القيام بهجوم جوي وبعدها يكون قرارهم الأخير.
- فعلوها وجاء الرد منا عليهم كالضرب على القفا.. الدفاع الجوي المصري أسقط 10 طائرات صهيونية.. 5 في عين العدو فانتوم وهي آخر ما ابتكرت أمريكا.. و5 أخرى في العين الأخرى سكاي هوك و5 ثالثة في عين العدو أيضا من الطيارين الصهاينة الأسرى.