التلوث يؤثر على نمو الدماغ والقلب
تلوث الهواء من عوادم السيارات والمصانع من الأسباب الرئيسية لتوقف نمو الدماغ وبعض المشكلات الصحية في معظم دول العالم.
أثبت العديد من الدراسات أن التلوث يحد من نسب الذكاء ويصيب الأشخاص بالغباء، كما يؤثر على نمو دماغ الإنسان وبعض من المشكلات الصحية الأخرى، في الأماكن التي سجلت نسبة أعلى من تلوث الهواء.
وتجتمع المنظمات الدولية المعنية بهذا الشأن كل عام من أجل الحد من تلك الظاهرة، لما لها عواقب وخيمة على الصغار.
ونستعرض فيما يلي أبرز الأضرار التي تنتج عن تلوث الهواء:
١- توقف نمو الدماغ
توصلت نتائج دراسة جديدة إلى أن عدد الأطفال المصابين بمشكلات سلوكية في ازدياد مستمر بسبب ظاهرة التلوث، كما ارتفعت نسبة الأطفال الذين يعانون أمراض الحركة المفرطة وتدني القدرات الذهنية والتوحد.
وأرجع الباحثون ذلك إلى تعرض الأطفال لظاهرة التلوث البيئي عموماً منذ مرحلة الجنين وما بعدها، بما فيها تلوث الهواء للأم الحامل وانتقال تأثيراته لغذاء الجنين.
وبينت دراسة سابقة التأثير السلبي لبعض المركبات الكيماوية على نمو الدماغ، ومنها الزئبق والزرنيخ والرصاص، بالإضافة إلى أنها تسبب مشكلات عقلية ونفسية للطفل، وهذه الدراسة كشفت دور تلوث المنجنيز في إصابة الطفل بمشكلة فرط الحركة مع ضعف قدرات الصغير في فهم المسائل الرياضية.
٢- تضرر القلب
تنفس الهواء الملوث يعمل على تقليل كميات الأكسجين المتجهة إلى الدماغ والتي تحتاج إليها خلايا المخ للقيام بالعمليات الحيوية الضرورية، وبالتالي تقل وظائف وكفاءة هذه الخلايا وينعكس ذلك على القدرات العقلية والذهنية، ومن المعروف علمياً أن الدماغ عموماً هو أكثر عضو في جسم الشخص يستهلك الأكسجين، وليس معنى ذلك أن بقية أعضاء الجسم لا تتأثر بالهواء الملوث، فالقلب والكبد من الأعضاء التي تتضرر بالهواء الملوث بدرجة مؤثرة.
ويحدث التلوث اضطراباً في عملية التمثيل الغذائي، ويزيد من فرص الإصابة بمرض التخمة وزيادة الوزن، وتلوث الهواء له أضرار بالجملة على الجهاز التنفسي، كما يؤدي تنفس الهواء الملوث إلى ارتفاع معدلات الكوليسترول الضار في الجسم؛ ويتعرض العديد من الأطقال الذين يقطنون بعض المدن التي تصنف ضمن أعلى نسب التلوث لفقدان جزء حيوي من الذاكرة، ويصابون بحالة الغباء وانخفاض نسبة الذكاء.
٣- السمنة والكوليسترول
أجرى مجموعة من الباحثين دراسة على فئران التجارب لمعرفة مدى تأثير تلوث الهواء في أجهزة الجسم، حيث تم تقسيم الفئران إلى قسمين، الأول تم تعريضها إلى معدلات كبيرة من تلوث الهواء لفترة زمنية وصلت إلى 9 أسابيع، والمجموعة الثانية من الفئران تم وضعها في مكان مجهز بمعدات تنقية وتنظيف الهواء من كافة الملوثات، ومكثت نفس فترة المجموعة الأولى.
وبعد انتهاء المدة قام الباحثون بفحص المجموعتين، وكانت النتيجة أن مجموعة الفئران التي تعرضت للهواء الملوث أصيبت بالتهاب في الرئة، وكذلك زيادة ملحوظة في الوزن بسبب خلل في عملية التمثيل الفذائي، وارتفع معدل الكوليسترول الضار بنسبة تخطت 55%، كما لوحظ زيادة نسبة الدهون الثلاثية إلى 50%، مما زاد من فرص إصابة هذه الفئران بداء السكري من النواع الثاني.
وكانت فحوص المجموعة الثانية من الفئران التي تنفست هواء نقياً طبيعية وبصحة جيدة، ولم تحدث لها مشكلات أو أمراض، وتوصلت النتيجة النهائية لهذه الدراسة إلى أن التعرض المزمن لتنفس الهواء الملوث، يؤدي إلى حدوث أضرار جسيمة على بعض أعضاء الجسم، أولها الإصابة بالسمنة بصورة مضرة، ويرفع من عوامل تضرر القلب والأوعية الدموية.
aXA6IDMuMTQ0LjExNC44IA== جزيرة ام اند امز