ألمانيا تكافح التلوث بمواصلات عامة مجانية للجميع
قريبا ربما لا يدفع الألمان دولارا واحدا في المواصلات العامة، حيث تخطط ألمانيا إلى جعلها مجانية في بعض مدنها.
ينفق الأمريكيون في ولاية نيويورك حوالي 116.50 دولارا شهريا على المواصلات العامة، مقارنة بما يصل إلى 200 دولار في لندن، لكن قريبا ربما لا يدفع الألمان دولارا واحدا في المواصلات العامة، حيث تخطط ألمانيا لجعلها مجانية في بعض مدنها.
ووفقا لتقرير، نشرته صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، بعثت الحكومة الألمانية هذه الخطط في خطاب إلى مسؤولي الاتحاد الأوروبي.
وعلى الرغم من أن الخطاب حدد مدنا معينة من المفترض أن تخضع لهذه التجربة التي ربما يتم تعميمها في النهاية على مستوى البلاد، إلا أن ممثلي الحكومة يقولون إن تطبيق المبادرة سيظل قرارا يبت فيه مسؤولو كل مدينة.
وحتى الآن، لم تثبت تجارب المواصلات العامة المجانية نجاحا طويل المدى، فعندما أصيبت باريس بضباب دخاني كثيف في عام 2014 حظرت السلطات الفرنسية استخدام نصف عدد السيارات في البلاد، وجعلت المواصلات العامة مجانية، لكن استمرت الإجراءات لمدة أسبوع واحد فقط، علاوة على تجارب مشابهة لم تدم طويلا أيضا في بورتلاند وسياتل.
وتهدف أحدث محاولات مبادرة المواصلات المجانية في ألمانيا إلى حل مشكلة التلوث الجوي في بعض المدن، والتي وصلت مؤخرا إلى حد التهديد بفرض غرامات ضخمة من قبل الاتحاد الأوروبي.
وحسب المفوضية الأوروبية أصيبت ما يزيد عن 130 مدينة أوروبية بتلوث جوي "مهدد للحياة"، ويعتقد أنه السبب في وفاة حوالي 400 ألف شخص سنويا في دول الاتحاد الأوروبي.
وعلى الرغم من أن ألمانيا لن تصل حتى الآن إلى كونها أكثر دول أوروبا تلوثا، إلا أن موضوع التلوث الجوي يناقش بجدية بالغة هناك، مقارنة بدول أوروبية أخرى انتهكت شروط الاتحاد الأوروبي مرارا وتكرارا فيما يتعلق بثاني أكسيد النيتروجين والجسيمات الدقيقة.
كما حظيت هذه المشكلة باهتمام أكبر في ألمانيا بعد فضيحة انبعاثات فولكس واجن في عام 2015، حيث تعمد مصنع السيارة إظهارها أكثر صداقة للبيئة لكنها في الحقيقة لم تكن كذلك.
وربما تكون هذه الخطط مكلفة، حيث يعتمد عدد كبير من شركات المواصلات الألمانية على حوالي 50% أو أكثر من أرباحها عبر مبيعات التذاكر، ومن المتوقع أن تساعد الحكومة في تحمل الأعباء مع الشركات، من خلال جعل المواصلات العامة نظاما ممولا عن طريق الضرائب.
علاوة على أن تطبيق هذه المبادرة ربما يدفع كثير من أصحاب السيارات إلى ركوب مترو الأنفاق، ما سيزيد الضغط على شبكات النقل العام، لا سيما في برلين وهامبرج وميونيخ التي تعاني بالفعل من تكدس هائل أثناء أوقات الذروة.
ومن المحتمل أن تتضمن خطط المواصلات العامة المجانية إجراءات أخرى مثل مشاركة السيارات أو توسيع مناطق الانبعاثات المنخفضة داخل المدن.
aXA6IDE4LjExNy43NS4yMTgg جزيرة ام اند امز