دراسة تربط بين تلوث الهواء وسرطان الفم
دراسة تايوانية هي الأولى من نوعها حذرت من ارتباط التعرض لتلوث الهواء بتزايد خطر الإصابة بسرطان الفم بنسبة 43%
حذرت دراسة تايوانية، هي الأولى من نوعها من ارتباط التعرض لتلوث الهواء بتزايد خطر الإصابة بسرطان الفم، وهو ما دفع نشطاء إلى التأكيد على الحاجة الملحة للتصدي للظاهرة.
ووجدت الدراسة التي أجراها باحثون من "جامعة آسيا"، و"جامعة تشانج شان الطبية" في تايوان، أن المستويات العالية من الجسيمات الصغيرة في الهواء ترتبط بزيادة فرص الإصابة بالمرض بنسبة 43%.
وقالت الدراسة التي نشرت على الإنترنت في دورية "الطب الاستقصائي"، إن حالات سرطان الفم التي يمكن أن تكون قاتلة، تتزايد في أجزاء كثيرة من العالم، كما يعد التدخين وشرب الكحوليات وفيروس الورم الحليمي البشري من أبرز العوامل المسببة للمرض.
وعلى مدار العشرين عاما الماضية، ارتفعت معدلات الإصابة بنسبة 71% في بريطانيا، وفقًا لمركز أبحاث السرطان في المملكة المتحدة، حيث يجري تشخيص إصابة نحو 5300 رجل و2500 امرأة سنويا بسرطان الفم، يتوفى منهم نحو 2500 شخص.
وفي إطار الدراسة، شرع الباحثون في تحديد ما إذا كانت ملوثات الهواء يمكن أن تلعب دورا، باستخدام سجلات صحية لأكثر من 482 ألف رجل في تايوان بعمر 40 عامًا فأكثر للبحث عن روابط.
وباستخدام البيانات في محطات مراقبة جودة الهواء، اكتشفوا أن المستويات العالية من "بي إم 2.5" (PM2.5) وهي جسيمات دقيقة تساهم في التلوث، تزيد من خطر الإصابة بسرطان الفم.
و"بي إم 2.5" مادة قطرها أقل من 2.5 ميكرومتر، أي نحو 3% من عرض شعرة الإنسان، ويمكن أن تنتقل عبر الرئتين إلى مجرى الدم، وتأكد ارتباطها بالفعل بأمراض الرئة والقلب والأوعية الدموية.
وتشمل بعض مكونات الجزيئات الزرنيخ والنيكل والكروم، إلى جانب غيرها من المواد المسرطنة المعروفة.
من جانبها، قالت شبكة لندن لجودة الهواء في "كينجز كوليدج" بلندن إن متوسط مستوى "بي إم 2.5" العام الماضي كان 13 ميكروجراما لكل متر مكعب، ولكنهم سجلوا مستويات عالية تصل إلى 192 ميكروجراما لكل متر مكعب.
وأشارت الدراسة إلى أن الرجال الذين تعرضوا لمستويات أعلى من 40.37 ميكروجرام كانوا أكثر عرضة للإصابة بسرطان الفم بنسبة 43% عن أولئك الذين تعرضوا لمستويات تقل عن 26.74 ميكروجرام.
وأكد الباحثون أنه بالنظر إلى أن الدراسة رصدية، لا توجد آلية واضحة لشرح كيفية مساهمة الملوثات في الإصابة بسرطان الفم، الذي يسببه أيضا التعرض للمعادن الثقيلة أو الانبعاثات من مصانع البتروكيماويات.
واعتبر الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها "تضيف إلى الأدلة المتزايدة على الآثار الضارة لـ"بي إم 2.5" على صحة الإنسان".
ويقدر الحد السنوي البريطاني للجسيمات الدقيقة هو 25 ميكروجراما لكل متر مكعب ولدى منظمة الصحة العالمية هدف قدره 10 ميكروجرامات لكل متر مكعب.
من جانبها، قالت جورجينا هيل من مركز أبحاث السرطان بالمملكة المتحدة: "نعرف أن تلوث الهواء يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بسرطان الرئة. لكن يقل العلم بشأن تأثيره على أنواع السرطان الأخرى".
وأضافت: "مستويات تلوث الهواء أعلى بكثير في تايوان منها في المملكة المتحدة، لذا يلزم إجراء المزيد من الأبحاث لمعرفة ما إذا كان هذا الرابط ينطبق أيضًا في المملكة المتحدة".
aXA6IDMuMTYuNzAuOTkg
جزيرة ام اند امز