الإغلاق الحكومي يشلّ الأجواء الأمريكية.. أزمة غير مسبوقة في حركة الطيران
تشهد الولايات المتحدة اضطرابا واسعا في حركة الطيران، بعد تفاقم أزمة الإغلاق الحكومي الذي دخل يومه الحادي والثلاثين.
وذكرت صحيفة الغارديان البريطانية في تقريرٍ لها أن الأزمة تسببت في نقصٍ حادٍ في أعداد مراقبي الحركة الجوية، وتزايد التأخيرات في المطارات الكبرى.
وأعلنت إدارة الطيران الفيدرالية (FAA) أن نحو نصف أكثر 30 مطاراً ازدحاماً في البلاد يعاني من غياب المراقبين الجويين، في ظل اضطرار الآلاف منهم للعمل دون أجر منذ بداية الأزمة.
وأكدت الإدارة أن مدينة نيويورك كانت من أكثر المناطق تضرراً، إذ بلغت نسبة غياب المراقبين 80%، ما أدى إلى تأخيرات تجاوزت الساعة في بعض الرحلات.
كما شملت الاضطرابات مطارات رئيسية في أوستن، ونيوآرك، وفينيكس، وواشنطن، ونشفيل، ودالاس، ودنفر، حيث سُجلت معدلات تأخير مرتفعة أضرت بآلاف المسافرين.

وتُشير بيانات موقع FlightAware إلى أن أكثر من 5,600 رحلة تأخرت يوم الجمعة الماضي، فيما أُلغيت نحو 500 رحلة، في وقت تجاوزت فيه تأخيرات مطار "لا غوارديا" في نيويورك 140 دقيقة، مع إلغاء 12% من الرحلات المجدولة.
أما في مطار "ريغان" الوطني بواشنطن، فقد تعطّل نحو ربع الرحلات تقريباً.
وتعود جذور الأزمة إلى استمرار الخلافات داخل الكونغرس بشأن إقرار ميزانية جديدة؛ إذ يتمسك الجمهوريون بتمرير مشروع "نظيف" دون شروط إضافية، في حين يطالب الديمقراطيون بإدراج تمويل إضافي لبرامج الرعاية الصحية ضمن حزمة التمويل الفيدرالي.
وقد أدى تعثّر المفاوضات إلى تمديد الإغلاق لأكثر من شهر، ما أجبر نحو 13 ألف مراقب جوي و50 ألف موظف من إدارة أمن النقل (TSA) على العمل دون رواتب.
وقالت إدارة الطيران الفيدرالية في بيانٍ رسمي إن "المراقبين الجويين يعيشون حالةً من الضغط والتعب الشديد بعد 31 يوماً من العمل دون أجر"، داعيةً إلى إنهاء الإغلاق لضمان سلامة منظومة الطيران واستقرار الرحلات.
من جانبه، حذّر وزير النقل الأمريكي شون دافي من تفاقم الأزمة خلال الأيام المقبلة، قائلاً: "مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع، نتوقع مزيداً من الاضطرابات في الأجواء الأمريكية".
وناشدت شركات الطيران الكبرى – ومن بينها "دلتا"، و"يونايتد"، و"ساوث ويست"، و"أميركان إيرلاينز" – الكونغرس تمرير قانون تمويل مؤقت لإعادة فتح الحكومة، مؤكدةً أن استمرار الوضع الراهن يهدد السلامة الجوية ويكبّد القطاع خسائر متصاعدة.
وحذّرت نقابة المراقبين الجويين من أن النقص الحاد في الكوادر – والمقدّر بنحو 3,500 موظف أقل من المستوى المطلوب – قد يؤدي إلى تكرار سيناريو الإغلاق الحكومي لعام 2019، الذي استمر 35 يوماً وانتهى بعد شللٍ شبه كامل في حركة الطيران.
وفي ليلة الهالوين، تراجعت حركة السفر بنسبة 20% عن المعدل المعتاد، مما خفّف مؤقتاً من حدة الأزمة، إلا أن التوقعات تشير إلى تفاقمها إذا استمر الإغلاق لأيامٍ إضافية.
ومع بقاء الخلافات السياسية قائمة، يظل ملايين المسافرين رهائن أزمة تمويلٍ تحوّلت إلى اختبارٍ جديد لقدرة مؤسسات النقل الأمريكية على الصمود أمام الضغوط السياسية والاقتصادية.
aXA6IDIxNi43My4yMTYuMTYxIA== جزيرة ام اند امز