لستُ محللا رياضيا، وليس لدي اهتمامات رياضية كثيرة أو متنوعة، فقط أتابع بعض المباريات المهمة مثل كأس العالم وكأس الخليج العربي.
سمعتُ من الزملاء والأصدقاء أن هناك مباراة حاسمة وقوية ومثيرة تجمع بين الأشقاء، أقوى ناديين رياضيين في السعودية والإمارات، وهما الهلال السعودي والعين الإماراتي، وكلاهما بالنسبة لي عينان برأس واحد، لأنهما ناديان خليجيان وجيران، وتربط بلدانهما علاقات أخوية خليجية متينة وروابط اجتماعية ثنائية متميزة وراسخة.
وبعد فوز نادي العين على نادي الهلال في الإمارات (4-2)، وتعادلهما في مباراتهما في الرياض (2-2) رغم خروج الهلال من البطولة حسب ما عرفت.
قبل المباراة ذهبت الجماهير العيناوية من دولة الإمارات العربية المتحدة إلى المملكة العربية السعودية، حيث أقيمت المباراة في مدينة الرياض مساء الثلاثاء، بتاريخ 23 أبريل/نيسان 2024.
وكانت المباراة فعلاً قوية ومثيرة لتنافس الناديين على الزعامة بينهما، حيث يطلق كل منهما على نفسه لقب "الزعيم" هنا وهناك، ويدافع كل منهما عن هذا اللقب!
ذهبت الجماهير العيناوية إلى الرياض بالطائرات التي وفرت لهم بسهولة.
ما لفت انتباهي هو تعليق مواطن سعودي في حسابه الخاص على منصة إكس (تويتر سابقا)، بعد نهاية المباراة المذكورة في السعودية، كان معجبا ومندهشا للغاية بانضباط وسلوك وأخلاق وهندام الجماهير الإماراتية التي حضرت المباراة في الرياض وعادت بهدوء، وأرفق تعليقه بصورة للجمهور الإماراتي الذي يجلس على المدرجات في استاد الملك فهد الرياضي بالمملكة، بثقة تامة وهدوء ونظام وانضباط صارم، مبينا المغرد السعودي بقوله "ما هذا الجمهور الإماراتي العاقل الراقي المتميز، الذي كان يرتدي الثوب الإماراتي التقليدي (الكندورة) والعمامة أو الغترة والعقال (يعني يرتدي الزي الإماراتي الوطني) بانضباط وإتقان ومعتزًا ومفتخرًا بلبس بلده الشعبي، وتمسكًا بعاداته وتقاليده الأصيلة، معلقا أنه لا يوجد شاب إماراتي يرتدي الجينز أو يضع في يده أساور ذهبية وخلاخيل، أو يظهر بمظهر (عرف الديك) ويقصد بعض الشباب الذين يتركون شعر رؤوسهم طويلاً للأعلى!
وكذلك يبين أنه لم يشاهد شاباً إماراتياً متهوراً أو طائشاً أو يرتدي لباساً نشازاً خارجاً عن الأعراف والتقاليد العربية الأصيلة السائدة المعروفة، مذهولاً المغرد بحسهم الوطني العالي والأخلاق الحميدة التي يتحلى بها، والسلوك والمظهر الجميل المشرف الذي يعكس هوية بلدهم بالاعتزاز، التي تنم عن حس وطني عال وأخلاق حميدة ذات حشمة ووقار.
فلعل هذه الظاهرة الإيجابية والصورة المشرقة المتميزة التي شاهدناها، تعمم وتكرس ويستفيد منها أبناؤنا الشباب في دول الخليج العربية، إذ يمثلون بلدانهم في المناسبات وغيرها خارج الوطن، بصورة مشرفة لائقة مبهرة، لأن بعض شباب اليوم أصبح يمثل ويقلد الغرب، ويتخلى عن بعض ثوابته وزيه وأصوله، من خلال بعض الممارسات وارتداء الملابس القصيرة والفاضحة والفاحشة والألوان الصارخة والنشاز والغريبة، التي لا تمثل شكل وانطباع البلد وتراثه وأصالته وهويته الوطنية!.
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة