إن منظمة الإخوان بصفتها جماعة إرهابية، تبدل جلد خطابها وظهورها الإعلامي والسياسي بحسب المرحلة.
لا تتوقف عن ابتكار أساليب جديدة لإنتاج الأفكار المتطرفة وتسويقها في الخارج بعد أن تمت محاصرتها، ومكافحة خطرها في كثير من الدول الأوروبية تحديدا.
أولاً : الإخوان يبحثون عن موطئ قدم في المشهد العربي بعد طوفان الأقصى، مستغلين أي تعاطف مع نكبة المدنيين في غزة، لتسخيره قدر المستطاع كي يخدم أجندات الإخونج القائمة على أسس الكسب غير المشروع اقتصاديا واجتماعياً، وسياسياً أيضاً.
ثانياً: أغلب مؤسسات الإخوان في أوروبا تحركت الآن تحت مسميات جديدة، وباتت تكثف من دعايتها الرامية لتلميع ما تقوم به إيران ومليشياتها، وتمرير رواية مغلوطة لا تراعي طبعا وجع الإنسان الفلسطيني، بقدر ما تركز على الفوضى والعنف كأداة تحقق للإخوان الاستمرار في بث سموم التطرف والتشدد.
ثالثاً: يسعى الإخوان كذلك لركوب موجة أي تحرك شعبي في الغرب يطالب بوقف الحرب المجنونة في غزة، ويعمدون هنا إلى مهاجمة الدول العربية لا سيما الخليجية منها، في محاولة بائسة لتشويه الجهود العربية الباحثة عن السلام المستدام والحلول السياسية الحقيقية.
رابعاً: يذهب الإخوان بعيداً في تهديد أي صوت إعلامي أو سياسي عربي في الغرب يرفض المغامرات والمليشيات، ويدسون سم الافتراء في عسل المعلومات لأجهزة أمن أوروبية تراقب الأوضاع، من أجل حرف البوصلة وتصوير الحدث بطرق مغايرة، عبر كبت أصوات السعي نحو الوعي.
خامساً: يستغل الإخونج حملات التبرعات المختلفة في أوروبا لمساعدة سكان غزة المدنيين، ويدفعون بمؤسسات إغاثية الظاهر إخوانية الباطن، للحصول على ما في جيوب الناس، لتصييرها لاحقاً وبسلاسة باتجاه أرصدة الإخوان في بنوك الغرب تحت عناوين جديدة، والإثراء المشبوه لقيادات الإخوان سيكون هو الغاية المنشودة، للعودة إلى ساحة المعركة الإخوانية المأمولة ضد الدول الوطنية المحصنة.
سادساً: يصغي الكثير من أنصار اليسار والليبراليين المتطرفين لما يقوله الإخونج، ويرونهم حلفاء صادقين أثبتوا على مدار عقود ولاءهم المطلق لأجهزة الاستخبارات الغربية في سبيل تحقيق أهداف سياسية، كان ما يسمى الربيع العربي شاهداً عليها، وبالتالي فقدت دول عربية مؤثرة مثل ليبيا وسوريا واليمن وتونس استقرارها ووحدتها نتيجة الحرب والفوضى وانعدام الأمن.
سابعا: الإخونجية داخل وسائل التواصل الاجتماعي يشرعون دوماً بتعميم ثقافة السب والشتم والكذب وتأليف الشائعات وخلق جدال عقيم يتنكر لأي منجز عربي، ويتنمر كذلك على أي إعلامي أو منصة تدرك خطر الإخوان وخبث تاريخهم القائم على الدسائس والصراعات.
ثامنا: يعيش الإخوان في بحبوحة من التناقضات السياسية الأساسية في الأسلوب والطرح، ويبدو أن التنظيم الدولي لهم يحاول الآن إعادة تشكيل المشهد بطرق مختلفة عن السابق، بعد أن أدارت تركيا ظهرها لهم أو تكاد، وعزم قطر على طرد حركة حماس بحسب أخبار متواصلة ورسمية.
تاسعاً: الحل الأفضل لمواجهة التحديات الإخوانية الناشئة هو التفكير في مستقبل المنطقة العربية عامة على ضوء أي أحداث أمنية مزعزعة للاستقرار على سبيل المثال كما حاولوا ويحاولون في الأردن، ويعينهم على ذلك بطبيعة الحال جهل مركب لدى رعاع غير مدركين لمآلات الأمور.
ختاماً لا بد أن نقول: الخطاب الإعلامي الشعبوي يستهوي الكثير من المتابعين، تلك طبيعة بعض المجتمعات، سب الفقير الغني، وشتم الفاشل للناجح، وتهجم العاطل على العامل، ومن السهل جداً على صانع المحتوى أن ينال شهرة واسعة بين أوساط الرعاع إذا تخصص بسب الدول لا سيما دول الخليج العربي وتحديداً الإمارات ثم السعودية، تلك صنعةٌ إن هو أتقن مفردات الافتراء فيها، سيصبح مليونيرا فيما بعد.
وفي مقابل ذلك على الضفة الأخرى، تنحصر صناعة الوعي الإعلامي بمبادرات فردية غير مدعومة في الغالب، ومحاولات خجولة لا تمتلك الأدوات أو التمويل اللازم للوصول لأكبر قدر من الجمهور العربي والعالمي، وأغلب ما يتم القيام يرتكز إلى جهود فردية، يعاني أصحابها من ضغوط هائلة، تجبر بعضهم في كثير من الأحيان على الانسحاب والتوقف .
الآراء والمعلومات الواردة في مقالات الرأي تعبر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعكس توجّه الصحيفة