مثقفون يجيبون على تساؤل "العين".. الرواية العربية إلى أين؟
هل هناك ملامح نستطيع أن نرسم من خلالها مستقبل الرواية العربية خلال الأزمنة المقبلة؟ "العين" تسأل نخبة من المثقفين.
هل هناك ملامح نستطيع أن نرسم من خلالها مستقبل الرواية العربية خلال الأزمنة المقبلة؟ وهل أصبحت ثورة الاتصالات تشكل خطراً يحدق بالكتاب الروائي المطبوع خاصة وبإمكان أي قارئ الآن أن يدخل إلى مواقع معينة على الإنترنت ليقرأ ما يشاء من الكتب، ويحمّلها وهو جالس على أريكته؟ وكيف يرى المثقفون العرب المشهد العربي المعاصر، في ظل هذا الزخم الذي وصفه البعض بأنه "انفجار أدبي" خاصة مع صدور كمٍّ من الروايات أسبوعياً في العالم العربي؟
أسئلة وعلامات استفهام عديدة يجيب عليها نخبة من الأدباء والمتخصصين العرب الذين التقت بهم "العين" في الدورة الـ13 لملتقى السرد بإمارة الشارقة والذي خُتمت أعماله الثلاثاء.
الكاتب العراقي الدكتور صالح هويدي: الرواية على قيد الحياة
نقطة الانطلاق كانت من عند الكاتب والروائي العراقي د. صالح هويدي الذي شدد في حديثه على أن الأدب لم يفقد بعد نقاده، وكذلك الناقد، فما زال في القوس منزع كما تقول أمثالنا العربية. غير أن قانون التطور يفرض نفسه، ولا بد لنا أن نواكب هذا التطور بما يتطلبه، إن أردنا ألا نفقد دورنا ونجلس نتباكى عليه. –والكلام على لسان هويدي- الأدب لا يزال على قيد الحياة وسط كل الازدحام المادي من حولنا، فلا زلت أسمع من عدد من الأصدقاء والصديقات أنهم نجحوا في أن يجعلوا أبناءهم ينامون وبين يديهم كتاب، وإن كانوا هؤلاء لا يمثلون النسبة الأكبر. ولكنها بارقة أمل وطاقة نور لا يمكن لأحد تجاهلها.
الكاتبة فتحية النمر: الأدب وسيلة لإزالة سوء الفهم بين الشعوب
بينما استهلت الكاتبة الإماراتية فتحية النمر حديثها مشيدة بدور الشيخ سلطان القاسمي بدعمه المستمر للثقافة والمثقفين العرب، وتكمل النمر حديثها قائلة إن الكلمة التي ألقاها سموه في حفل ختام الملتقي جديرة بالتأمل والإشادة، خاصة عندما تحدث سموه عن الدور الذي تلعبه الشارقة في التنوير في تلك المرحلة الحرجة التي نمر بها، وأن هذا الحراك الثقافي ليس حكراً عليها، بل هو حق للجميع في الاستفادة به والنهل منه، وتستطرد النمر في الحديث عن دور الرواية العربية قائلة: إن الأدب العربي وسيلة لإزالة سوء الفهم بين الشعوب، وهو الذي يجسد معاناة المجتمعات ويرسمها بشكل واضح، ولم تنس النمر أن تعرب عن قلقها بشأن تراجع حالات شراء الكتب المطبوع ولكنه على حد قولها: قلق ليس مزعجاً على الإطلاق، والدليل هو زيادة أعداد الكتب الصادرة بشكل لافت للنظر، وختمت حديثها بالتأكيد على ضرورة مواكبة متطلبات العصر، لافتة إلى أن ليس على وجه الأرض قوة تستطيع النيل من الكتاب المطبوع الذي سيظل متربعاً على عرش الأدب في العالم العربي.
الإيطالية ايزابيلا كاميرا: المستقبل ليس مظلماً
الدكتورة الإيطالية ايزابيلا كاميرا الحاصلة على الدكتوراه في الأدب الغربي أشارت إلى دور الترجمة كوسيلة للتقارب بين الشعوب ووضع الثقافة العربية في الغرب، وفشل دور النشر في استيعاب أعمال الروائيين العرب. ووصفت كاميرا الحالة الثقافية في مصر والوطن العربي بعدم المواكبة النقدية للمنتج الروائي، وعدم وجود خريطة للإبداع العربي، وتراجع اهتمام الصحف بنشر الروايات المسلسلة، إضافة إلى ضعف في حركة ترجمة النصوص، ولكنها ختمت حديثها بنوع من التفاؤل عندما قالت إنه رغم كل هذه التحديات التي تواجه الأدب العربي إلا أنني أرى أن الروائيين العرب يملكون روح التحدي والإصرار من أجل الحفاظ على هويتهم وثقافتهم التي يجسدونها من خلال أعمالهم الأدبية، لذا فإن المستقبل ليس مظلماً.
الكاتب السوري نبيل سليمان: أثرياء بجذورنا
بينما عاد بأذهاننا الكاتب السوري نبيل سليمان إلى مصطلح الهجرة وأسبابها ودوافعها وانعكاسها على الشعر والرواية عندما قال: لا يمكن ونحن نتحدث عن الرواية العربية بشكل عام ألا نضع نصب أعيننا أدب اللجوء والنزوح، لأنه بالفعل حامي حمي التنوع والاختلاف والتجديد في الانتاج الأدبي العربي، بل إن المستقبل له، وختم سليمان حديثه قائلاً: لا أحد يستطيع الوقوف في وجه إنتاجنا الروائي لأننا بالفعل أثرياء في ما تحمله جذورنا التي تحرك إبداعنا وتثريه بداخلنا.