جامع الأقمر في مصر.. تحفة معمارية مستوحاة من الشمس والقمر
"بلد الألف مئذنة"، مقولة اشتهرت بها مساجد القاهرة، لكن الواقع الآن في العاصمة المصرية يشير إلى عدد أكبر بكثير.
في يونيو/حزيران 2020، أعلنت وزارة الأوقاف المصرية ارتفاع عدد مساجد القاهرة إلى 2475 مسجدًا، و2485 زاوية (مسجداً صغيراً).
ومن الأزهر والحسين إلى الأقمر والرفاعي، تشتهر القاهرة بمساجدها التي تبرهن على براعة عمارتها منذ فتحها على يد المسلمين عام 20 هجرية.
جامع الأقمر
ويعد جامع الأقمر من أشهر معالم شارع المعز لدين الله الفاطمي في القاهرة، وأنشأه الخليفة الفاطمي الآمر بأحكام الله عام 1125، وأسند مهمة بنائه إلى وزيره المأمون البطائحي.
ووفقًا لوزارة السياحة والآثار المصرية، لم تمر 3 قرون على إنشاء الجامع حتى خضع لعملية ترميم وتجديد في زمن السلطان الظاهر سيف الدين برقوق عام 1397 على يد الأمير يلبغا السالمي.
والواجهة الرئيسية لجامع الأقمر هي واحدة من أقدم الواجهات الحجرية الباقية من العصر الفاطمي في مصر، وتحتوي على زخارف ونقوش ومدون عليها آيات قرآنية بالخط الكوفي.
ووفقًا لوزارة الآثار، فقد استهلم تصميم المتحف القبطي في القرن العشرين من تصميم واجهة جامع الأقمر، فجاء على نسق واجهة الجامع، ولكن مع وضع صلبان وعبارات مسيحية بدل العبارات الإسلامية.
تصميم المسجد
يتكون جامع الأقمر من صحن محاط بـ4 أروقة لها قباب صغيرة، وأكبرها رواق القبلة، وهناك محراب يتوسط جدار القبلة، وتعلوه لوحة تسجل التجديدات التي أجراها الأمير يلبغا السالمي في عملية الترميم الأولى.
ويقول المؤرخ المسلم المقريزي إن جامع الأقمر شُيد على أنقاض دير قديم يعرف باسم "بئر العظمة" وكان يحتوي على رفات شهداء أقباط، وجاءت تسميته بالأقمر في إشارة إلى لون حجارته التي تشبه لون القمر.
وتشتهر زخرفة واجهة جامع الأقمر بنقوش الشمس، مع آية قرآنية مدونة بالخط الكوفي، تقول "إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا"، كما تتزين إحدى واجهات الجامه بـ7 أشكال للشمس.
وجاء تصميم قبلة المسجد بطريقة استثنائية، إذ توازي شارع المعز بدلُا من أن تكون موازية لصحن المسجد، وخضع الجامع لمعملية ترميم عام 1928 من قبل لجنة حفظ الآثار العربية وأسهمت في حفاظ عمارته.
aXA6IDMuMTM1LjE5MC4xMDcg جزيرة ام اند امز