شيخ الأزهر: مناقشة العلاقة بين الإسلام والغرب تحتاج إلى مكاشفة
خلال ندوة دولية ينظمها الأزهر ومجلس حكماء المسلمين
الدكتور أحمد الطيب قال إنه ليس لدى الشرق، كأديان أو حضارات، أي مشكلة مع الغرب، وذلك من منطلق احترام الدين
أكد الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف رئيس مجلس حكماء المسلمين، أنه ليس لدى الشرق، كأديان أو حضارات، أي مشكلة مع الغرب سواء بمفهومه الديني أو العلماني، وذلك من منطلق احترام الدين والعلم أيا كان موطنهما، داعيًا إلى مناقشة جادة في العلاقة بين الإسلام والغرب تعتمد على المكاشفة.
واعتبر الطيب، خلال كلمته بالندوة الدولية التي ينظمها الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، بعنوان "الإسلام والغرب.. تنوعٌ وتكاملٌ"، اليوم الإثنين، بالقاهرة، أن انفتاح الأزهر على المؤسسات الدينيَّة الكبرى في أوروبا أقوى دليل على إمكانيَّة التقارُب بين المجتمعات الإسلامية في الشرق والمجتمعات المسيحية في الغرب.
ودعا الطيب إلى مناقشة جادة في العلاقة بين الإسلام والغرب تعتمد على المكاشفة، والأخذ في الحسبان الظروف التي يعانيها أهل الشرق، معتبرًا أن جهودا أكبر لابد أن تبذل في هذا الصدد.
وأوضح شيخ الأزهر أن "القرآن الكريم يعلمنا أن التعارف هو قانون العلاقات بين الأمم والشعوب"، رافضا القول بأن الشرق شرق والغرب غرب وأنهما لن يلتقيا.
وتابع شيخ الأزهر أن جهودا غربية وشرقية تُبذل لدفع مسيرة الإسلام والغرب مثل زيارة البابا بولس السادس لدولة فلسطين، ومشاركة البابا فرانسيس في افتِتَاح مُؤتمر الأزهر العالَمي للسَّلام.
وأكد شيخ الأزهر أن "مناهج الأزهر بأصالتها وانفتاحها الواعي على الحكمة أنَّى وُجِدَت، هي التي تصنع العقل الأزهري المعتدل في تفكيره وسلوكه، والقادر دائمًا على التكيُّف مع العصر وإشكالاته ومعطياته".
وأشار الطيب إلى أن "تعقُّبَ أسباب الإرهاب ليس محلُّه الإسلام، ولا الأديان وإنما الأنظمة العالميَّة التي تُتاجر بالأديانِ والقيمِ والأخلاقِ"، معتبرا أن المسلمين الذين يوصفون بالعُنف والوحشية هم دون غيرهم ضحايا هذا "الإرهاب الأسوَد".
وأكد أن جامعة الأزهر تعتزُّ بدراسـةِ التُّراث الإسلامي بجانب المناهج التعليميَّة الغربيَّة الحديثة، مضيفا أن "كثيرا من المظاهر الثقافية والحضارية في أوروبا متغلغل في ثقافتنا السياسية والتعليمية اليوم".
وتابع شيخ الأزهر: "نؤمن بتكامل الثقافات"، مشيرًا إلى أن "الباحث عن الحقيقة والمؤهل لاكتشافها هو دائمًا: إمَّا مشكور وإمَّا معذور".
وتساءل الطيب: "تتفقون معي أن سؤالًا مشروعًا هنا لا بد أن يُسأل: أين هذا الإسلام المنغلق على نفسه؟ وأين شعب من شعوب المسلمين الذي يملك مصدرًا من مصادر القوة العنيفة المردعة التي ترعب القوة الغربية؟ المشكلة تكمن في هذه القوة العالمية التي يملؤها الشعور بالغطرسة والسيطرة على الآخرين انطلاقا من أنها الحضارة الأرقي والأنقى وأنها صاحبة السيطرة على مقدرات الشعوب".
وتحظى الندوة الدولية بمشاركة دولية رفيعة المستوى؛ حيث يحضر أكثر من ١٣ رئيسا ورئيس وزراء أسبق، من قارتي آسيا وأوروبا، إضافة إلى نخبة من القيادات والشخصيات الدينية والفكرية على مستوى العالم.
وتبحث الندوة، على مدار 3 أيام بمركز الأزهر الدولي للمؤتمرات بمدينة نصر بالقاهرة، القضايا المعاصرة المتعلقة بالعلاقة بين الإسلام وأوروبا، من خلال نقاشات مستفيضة يشارك فيها نخبة من القيادات والمتخصصين، بهدف الوصول إلى رؤى مشتركة حول كيفية التعاطي مع تلك القضايا، ودعم الاندماج الإيجابي للمسلمين في مجتمعاتهم، كمواطنين فاعلين ومؤثرين، مع الحفاظ على هويتهم وخصوصيتهم الدينية.