"خوارج العصر".. القمة العربية تعتمد مصطلح الأزهر
في عام 2011 كانت بداية استخدام الأزهر الشريف لمصطلح "خوارج العصر" ليستخدم لاحقا في كثير من المحافل السياسية والدينية
في عام 2011 كانت بداية استخدام الأزهر الشريف لمصطلح "خوارج العصر" في وصف الجماعات السلفية المتشددة، حيث جاء في أكثر من كلمة لشيخ الأزهر الإمام الأكبر د.أحمد الطيب، ليصبح لاحقا هو الوصف المعتمد لتلك الجماعات في كثير من المحافل السياسية والدينية.
واستخدم الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط هذا الوصف اليوم الأربعاء في البيان الختامي للقمة العربية، وقال إن القادة العرب اتفقوا على تكريس جميع الإمكانيات لمحاربة الإرهاب والعمل على القضاء على "خوارج العصر".
وسبق البيان الختامي، استخدام العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني لنفس المصطلح، وطلب في كلمته بضرورة تبني منهج شمولي لدحر "خوارج عصرنا" وهزيمتهم، داعياً إلى أن يشمل هذا المنهج الجوانب العسكرية والأمنية والاجتماعية والتعليمية والثقافية وغيرها، بالإضافة إلى وضع السياسات وتوفير الموارد لمحاربة التهميش والفقر والإقصاء وخلق فرص العمل لشبابنا.
وتردد المصطلح أيضاً في كلمة الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي، يوسف العثيمين، والذي جدد رفض المنظمة المبدئي والمطلق للإرهاب والتطرف، مؤكداً أهمية القضاء على "خوارج العصر" الذين شوهوا صورة الإسلام.
لمحة تاريخية
والخوارج تاريخيا هي طائفة دينية منحرفة تفسر الدين بشكل مغلوط وتستبيح دماء المسلمين، واستخدمت هذه الطائفة الدين بشكل مغلوط في النزاع السياسي ضد الإمام علي بن أبي طالب، وهو المشهد ذاته الذي يتكرر من خلال جماعة داعش وغيرها من الجماعات الإرهابية.
وقدم الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الشريف، تعريفا شاملا بهذه الفئة في كلمته بجلسة "العمل معا للحيلولة دون توظيف الدين في النزاعات"، ضمن فاعليات مؤتمر "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل" الذي نظمه مؤخرا الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين.
وقال شومان: "لا يوجد دين لم يستخدمه أبناؤه في الصراعات، وفي الإسلام الخوارج هم أول من استخدموا الدين الإسلامي في النزاع السياسي ضد الإمام علي بن أبي طالب بزعم باطل وتأويل فاسد، وكانوا نبتة السوء التي نجني أشواكها حتى اليوم".
وأشار إلى أن ادعاءات الخوارج في حادثة التحكيم كانت كلمة حق أريد بها باطل، فأولوا الآيات تأويلاً فاسداً، للوصول إلى هدفهم واستحلوا قتل كل من لم يطعهم.
وأوضح أنه في أواخر القرن الخامس الهجري وأوائل القرن السادس الهجري ظهر خوارج من صنف جديد هم الصليبيين الذين خرجوا على تعاليم المسيحية واتخذوا الدين مطية لأهدافهم الخاصة وعاثوا في الأرض فساداً باسم الصليب والمسيحية.
وأضاف "في القرن العشرين تجمع خوارج جدد من شتات الأرض الأوروبية وحملوا عصا الترحال إلى فلسطين استجابة لنبوءة يهودية كاذبة بأن الوطن الذي استباحوه واستولوا على أرضه هو أرض الميعاد، وهم مستمرون في جرائمهم ضد الفلسطينيين واليهودية منهم براء"، مؤكداً أن جوهر أي دين هو الدعوة للمحبة والتسامح والسلام.
وأشار إلى أن خوارج العصر الحالي هم جماعات قل في الدين فهمهم وكثر في الناس شرهم يأولون الآيات ليبرروا مواقفهم وأفعالهم الدموية وتجرأوا على الدماء والأعرض واستخدموا فتاوى شاذة وحمّلوا النصوص ما لم تحمل، ونسبوا أموراً بالزور إلى الدين.
وقال "استطاعت تلك الجماعات الإرهابية بعوامل استقطاب وتسهيلات دولية عجيبة تضليل كثير من الشباب والتغرير بهم باسم الأديان".
وأكد أن شريعة الإسلام السمحاء حرمت قتل النساء والأطفال والمدنيين والرهبان في حالة الحرب ، وقال "من أين أتي ما يقوم به هؤلاء الجهلاء من قتل وترويع للأمنيين وتهجير.. إنهم يشوهون الدين الإسلامي ويصوروه على أنه دين عنف وإرهاب، والإسلام على العكس دين سلام ورحمة ولا يقبل هذه الأفعال فطرة سوية أو عقل سليم".
وشدد على أن اختلاف الدين ليس سبباً للصراع أو النزاع وكذلك الخلاف العرقي أو المذهبي بين أبناء الدين الواحد لا يجب أن يكون مدخل وذريعة لصراع حروب بين المسلمين وغيرهم.
وأكد أن الأزهر الشريف متيقظ لتلك الأخطار خاصة تلك التي تستهدف الشباب، لأن أعداء الأمة يدركون جيداً قيمة الشباب وأنهم الطريق لمستقبل الأمم أو رفعتها.
aXA6IDMuMTQ0LjI1NS4xMTYg جزيرة ام اند امز